تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فالقتال مظنة وقوع مفاسد عظمى بانتهاك الحرمات الدينية والآدمية، فالعقول تطيش في الفتن العامة لا سيما إن كان الطرف الآخر قليل الديانة والمروءة فلا يتورع عن انتهاك أي حرمة!، كما هي حال أجهزة الأمن في مصر، ولكن تلك الضوابط لا ينبغي أن تصل بصاحبها إلى حالة من البرود واللامبالاة، وإن شئت فقل: الدياثة وقلة الغيرة على حرمات المسلمين والمسلمات، فلا بد من تحريك الأمر تحريكا شرعيا بحشد الرأي العام وإيقاظه من سبات موائد رمضان وسهراته!، ليضغط على تلك الحكومة الجبانة فتتخذ إجراء مناسبا، ولو صيانة للسلم الاجتماعي في مصر، فذلك مما يحفظ لها بقاءها فلا يعنيها إلا ذلك، وما قدمت ما قدمت من التنازلات المهينة إلا استبقاء لملك زائل في ظل سلبية وغفلة أهل الحق وطمع وتطاول أهل الباطل.

فإن لم يستيقظ الراي العام، فيكفي المعذرة إلى الرب، جل وعلا، بما يقدر كل منا على بذله من دعم مادي أو معنوي لنصرة أخواتنا وإيوائهن والدفاع عنهن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا في ظل هذه الظروف الأمنية المتردية التي لا يأمن فيها المواطن على دينه من الفتنة، وبدنه من الخطف والتعذيب، وأخيرا عقله من الجنون كما وقع للأخت كاميليا شفاها الله عز وجل وثبتها على الإسلام حتى تلقاه وشفى صدور قوم مؤمنين بنجاتها وإهلاك من ظلمها من الكفار وخذلها من المنافقين، ولا بد، كما تقدم، من ثمن لهذا الدين الذي ورثناه فما رعيناه حق رعايته، فلا بد أن تدفع الأخت وفاء، رحمهما الله، حياتها ثمنا لإسلامها وغيرها كثير فهي قمة جبل الجليد ولا بد أن تدفع الأخت إيمان، حفظها الله وسددها، من رفاهيتها واستقرارها وأمنها في نفسها وأولادها، ولا بد أن تدفع الأخت كاميليا من عقلها ........ إلخ، فلا شيء في هذه الدنيا بلا ثمن، ولو كان عرضا دنيويا زائلا، واسألوا من يترك بلده ويفارق أهله من أجل فرصة عمل في بلد عربي أو أوروبي كم يبذل من جهده وماله، وكم يجد من الصعوبات في أرض الغربة من أجل: دنيا، ولو مباحة، فكيف بالدين الذي هو أشرف سلعة، أيبذل لكل طالب رخيصا بلا ثمن؟!: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).

وواقعة الأخت إيمان، حفظها الله وسددها، تكشف من وجه آخر: صنفا من أبناء المسلمين يتميز بالخسة، ولو أحسنت الظن فقل بعدم المسئولية، فيستسهل، كما يقال عندنا في مصر، فتلك غنيمة باردة!، امرأة لا أهل لها، بل أهلها نسبا يطلبونها ليقتلوها!، فلا مانع من الزواج بها، بل هو أمر يسير، ولا مانع بعد ذلك من ظلمها وإهانتها ثم الهروب من تحمل نفقاتها ونفقات أولادها فلا أهل يخشى منهم ذلك الزوج المخذول، وقد ذكر لي أحد الأخوة الأفاضل واقعة من جنس هذه الواقعة، فتلاعب مسلم بمسلمة مهتدية، لها ثلاثة أطفال، وتزوجها حينا، فلما قضى وطره تركها بلا نفقة، فما أيسر تركهن، فلا أحد كما تقدم يأبه بهن!، وهي مع ذلك ترفض أي معونة، وتعمل أعمالا جسدية شاقة لتنفق على أولادها، فليتنا تركناهن في حالهن فلم نتعرض لهن ابتداء، ولو كن مسلمات مذبذبات لعدن إلى الكفر فزين لهن الشيطان الرجوع لصعوبة الظرف وخيانة من يفترض أنه الأمين، فهذه حال المسلمين الذين تركت دينك لتعتنقي دينهم!.

ومن سار في شوارع مصر لا سيما في الأماكن ذات الطابع الإسلامي كالمراكز والمؤسسات الإسلامية والمساجد الكبيرة، يجد كثيرا من النساء يفترشن الطريق وقد جئن ببضاعة زهيدة يبعنها حتى أوقات متأخرة من الليل حتى في أيام الشتاء شديدة البرودة، ولا تدري أين الزوج، إن كان حيا قادرا، كيف ترك الزوجة والأبناء على الرصيف، وهي ظاهرة أشار إليها أحد الصحفيين من أصحاب التوجه الإسلامي عندنا في مصر، فقد تكون تلك المرأة، وغالبا ما تكون منتقبة، قد تكون حالة كحالة الأخت إيمان تعففت عن السؤال فأتت بتلك البضاعة، وقد تكون زوجة لأسير في غياهب السجون من سنين، فلم تجد مصدر رزق إلا هذا .......... إلخ من الاحتمالات، ولا أحد من رجال أو نساء المسلمين يسأل، فكلٌ في فلكه الخاص يسبح، فكيف غفل أهل الإسلام بل أهل المروءات عن حالة كحالة الأخت إيمان وغيرهن كثير من أرامل المسلمين ومن هن في حكمهن ممن هجرهن الأزواج اختيارا أو اضطرارا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير