إننا بشر مخلوقين من لحم ودم ولذا فبطبيعة الإنسان وفي مرحلة الشباب -شابا كان أو فتاة- إذا رأى في الطرف الآخر ما يحب أو يستحق الإعجاب
فإنه فورا سيعجب به، فإن سأل الله من فضله بأن يرزقه من مثل ذلك الشخص وانتهى الأمر هنا وعاد إلى ماكان عليه، فسيعيش بسلام واطمئنان.
أما إن قام بتنمية ذلك الإعجاب بأساليب مشروعة أو غير مشروعة حتى وصل الأمر إلى حب وهمي متعلق بقاءه واستمراريته بحرف التنفيس السابق للفعل "سنتزوج، سنبني
أسرة فريدة، سنحقق أحلامنا" وهذه أمور في الغيب، الله أعلم تتحقق أو لا،وليس غريبا أن يكون هناك عوائق رفضا من أهل الفتاة أو أهل الشاب وما إلى ذلك، حينها ستبدأ
المعناة وسيرحل كل منهما في رحلة الأحزان المنتهية بالسلوة والإيمان بالقضاء والقدر ذلك الإيمان الذي جاء متأخرا جدا.
والمشكلة هي أن هذا الحب الذي سبب الكثير من الآلام وأضاع الكثير من الأوقات والفرص الثمينة واللحظات الجميلة هو مبني على أساس فاسد؛ فقد قام على التوافق المزعوم
الذي يحتمل الأقنعة الوهمية من ناحية أو بضع نواحي، ولم يقم على العلم شامل بكل جوانب وصفات الطرف الثاني؛ ذلك العلم الذي لايمكن أن يحصل إلا بعد الزواج؛ فالمرء
يخلع أقنعته في بيته.
لدي يقين بأن أفضل طريقة للزواج هي الطريقة التقليدية.
ولدي سؤال جدا مهم:
هل على الشاب أو الفتاة أن يحب ويعيش قصة حب مع الجنس الآخر؟؟ أي هل هذا فرض مفروض علينا وإن لم نقم به تخلفنا أو أصبحنا شاذين أو فقد متعة تلك المرحلة الجميلة؟؟
أعجبني حديث الأستاذ عز الدين وأوافقه بنسبة 90%، وشكرا له على أن مهد لي الطريق للتعبير عن وجهة نظري.
عذرا على الانحراف عن مسار الموضوع ...
وعذرا على الإطالة ...
وشكرا لك أخي نور الدين على إتاحة هذه الفرصة ...
ولكم تحيتي
على العكس تماماً ما انحرفتِ عن فكرة الموضوع الرئيسية فشكراً لكِ، أولاً فكرة أن الزواج بالحب أو فلا هذه فكرة باطلة، السؤال هُنا هل من الممكن أن تعرفون لي ما هو الحب؟؛، ثانياً: كم من أشخاص تزوجوا بالطريقة التقليدية ونشأت بينهم مودة ورحمة وهذا يحدث كثيراًَ وأيضاً كم من أشخاص تزوجوا ولم تنشأ بينهم مودة ولا رحمة لأن الأقنعة ظهرت كما تقولين، وفي حالة تعارف عليها قبل زواجهما أو لم يتعارفا، فإنّ القضية لا تخضع لهذا مطلقاً دعوني أتقرّب بكم قليلاً،
ماهو الحب بين زوجين:
توافقٌ تتفرّع منه عدة أشياء: أخلاق -تدين- فكر-رحمة -مودة - قبول -؛
هذا هو الحب أمّا أصحاب الأقنعة فلا ينتسبون إلى الحب ولا هو ينتسب إليهم فهذه تسمّى نفاق وجميعنا يعرف ما هو النفاق، وعندها تسقط منه وتنزع هذه الأمور جميعها والتي تخلق الحب ذاته، هُنا نعود للسؤال الذي طرحتيه مرة أخرى إن لم يتزوج الشباب عن طريق قصة حب فهو شذوذ وبطلان؟، والإجابه على كل هذا بقول الله عز وجلّ (الطيبات للطيبين) فسواءُ تزوج المرء بقصة حب أو لا فنصيبه من الله عز وجل طيبة أو نصيبها طيب وهي قاعدة عامة وكل قاعدة عامة تقبل الشواذ وهنا سيكون للابتلاء، أما أن نجرح الحب أيضاً ونقول فهو حرام فدعونا نقول لماذا حرام فيرد فردٌ منّا لأنه أهله يفعلون كذا وكذا، فنردُ ونقول إذن هؤلاء ليس أهله وليس أخلته فأعيد وأكرر الحب الحقيقي هو أسمى ما في الوجود والذي لا يشوبه دنس أو معصية لله عز وجل إلى آخر الأمور التي تؤرق تلك القصة الجميلة كالاختلاط والانفراد وما يصحبهما من نزغ للشطيان ونفخ في الصدور، إذن فكل ما يلحق به من سمعة سيئة نتيجة بعض الأفعال المشينة فهو بريء منها تماماً كما ذكرتُ سالفاً، واعلمي أنه إذا ما تمت بعض العقبات في قصة ما نظيفة خالية من أية معصية لله وتوافرت الشروط في كليهما خلقاً ودينا بحكم الناس جميعاً وامتنع الولي فهذا ابتلاء وإن كل الأشياء العظيمة تحتاج إلى أنفس عظيمة وإنّ كل الأشياء المبنية على التعب والألم هي التي تستمر وتنجح أما الأمور الغير مدروسة كالزواج لمجرد الزواج، فيصاب المرء ويجد نفسه جالس أمام (جبل لايفكر) والعكس صحيح فتجد المرأة نفسها في نفس الموقف (كالزواج من شخص غير مؤهل علمياً) وهي مثلاً تحمل خلقاً وعلماً وديناً أو العكس للرجل وهي الأقل فهذا هو الجنون بعينه، وهنا الزواج لمجرد إرضاء الطلبات المادية دون الروح التي هي القائد
¥