جزاك الله الجنة على المرور، وبارك الله فيك على التعقيب والتعليق، أسأل الله أن يجعلكِ ممن علت مكانتها وارتفعت درجتها وسما قدرها ومنزلتها بمحاسن أخلاقها، وكان لها بيتا في الجنة ـ كما في هذا الحديث ـ قال صلى الله عليه وسلم: " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محِقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه)) صححه النووي.
اللهم آمين
والآن سوف أبدأ بالفيروس الثاني
ـ[رحمة]ــــــــ[23 - 09 - 2010, 01:33 م]ـ
جزيتِ خيرا أختي زهرة و بارك فيكِ و في موضوعكِ المميز.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[23 - 09 - 2010, 01:52 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
الفيروس الثاني
الكبر والغرور
تقدير زائف للذات، مصحوب باحتقار الناس والترفع عليهم إذ يحاول المتكبر أن يتعالى بكلامه وحركاته وسكناته؛ ليضع نفسه في مكانة أعلى من الآخرين.
وقد يحاول المتكبر أن يخفي تلك الصفة الذميمة إذا انكشف بعض حاله، ولكنه لا يستطع تماما؛ فإذا بصفاته تنكشف شيئا فشيئا في زلفات اللسان ومختلف المواقف.
ويؤدي الكبر إلى كثير من الانحرافات مثل: رفض الحق، وازدراء الآخرين، وسوء الظن بهم، والكذب في مدح النفس، وذكرها بما فيها وما ليس فيها، وسرعة الغضب والانتقام، وحب السيطرة، والافتخار، والرياء، والمن، ورد النصيحة، كما يخفي الكبر حيلا دفاعية؛ كإسقاط الأخطاء على الآخرين، وتبرير التصرفات وتصويبها على كل حال.
وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه حبة خردل من كبر) ...
لماذا يتكبر الإنسان؟
قد يكون الكبر ناتجاً عن شعور بالنقص أو شعور بالكمال، فهو في كلتا الحالتين ناتج عن إدراك خادع للذات، فإذا توافرت في يد الشخص الأدوات التي يعبر بها عن هذا الشعور الخادع ظهر الكبر في سلوكه.
وغالباً لا يأتي بدون سبب، فهو له أسباب يحصل بها وتدفع الإنسان إلى الاتصاف به ومن هذه الأسباب:
1 - العلم: ما أسرع التكبّر إلى بعض العلماء أو المثقفين فلا يلبث أن يستشعر الواحد منهم في نفسه كمال العلم فيستعظم نفسه ويستحقر الناس ويستجهلهم، وسواء أكان العلم شرعياً أو علماً مادياً.
2 - الكبر بالحسب والنسب: فالذي له نسب شريف يستخف من ليس له نسب حتى وإن كان أرفع منه علماً وعملاً، وهذا من أفعال الجاهلية التي نهى الشرع عنها.
3 - الكبر بالمال: فهذا يحصل بين كثير من الأغنياء المترفين، في لباسهم ومراكبهم ومساكنهم، فلا ينظر الغني للفقير ويتكبّر عليه بهذا السبب،
4 - التكبّر بالمنصب: وهذا يحصل من بعض من يتولّون مراكز مهمة ورفيعة في الدولة، فيرى أنه أفضل ممن دونه فلا ينظر إليه، وربما رأى أن الواجب ألا ينّصل به الناس مباشرةً بل لابد من وسيط بينهما، أو ينظر إلى من تحته من الموظفين نظرة الإستخفاف، ويعاملهم كعبيد عنده، وقد يجرّه الكبر إلى أن يركب رأسه أحياناً فيرتكب أخطاء كبيرة في عمله، وإذا نصِح أعرض وسخط على من نصحه، ولم يمنعه من قبول النصيحة والتوجيه إلا الكبر
علاج الكبر
* أولاً: أن يعرف الإنسان ربه ويعرف نفسه ويعرف أصله وفقره وحاجته، ويعرف نعم الله عليه ويتذكر مقامه بين يديه وعاقبة الكبر يوم القيامة
* ثانياً: التواضع لله بالفعل ولسائر الخلق بالمواظبة على أخلاق المتواضعين المتبعين لسنة سيد المرسلين، وأن يدرك المتكبّر أن الذي يتكبر عليه أو يسخر منه قد يكون خيراً منه عند الله
*ثالثاً: من كان سبب كبره هو الجمال فليعم بأن الإنشان العقل الذي يهتم بالجوهر وليس بالمظهر وبإنه في نهاية الأمر مخلوق مثل الآخرين وليس منزه عنهم بإي صفة من الصفات
*رابعاً:إن التكبّر بسبب القوة فالعلاج أن يعلم أن القوة لله جميعاً، ويعلم ما سلط عليه من العِلل والأمراض وأنه لو تألم له أصبع أو عرق من عروق بدنه لتألّم، وصار أعجز من كل عاجز، وأذل من كل ذليل
*خامسا: إن التكبّر بسبب المال فالعلاج أن يعلم أن المال عرض زائل، وأن المال من الله أعطاه إياه واستخلفه عليه فقط، والمتكبّر بماله أو عقاره لو ذهب عنه ذلك لعاد في لحظةٍ ذليلاً
¥