ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 09:36 م]ـ
حيا الله الأستاذة الفاضلة والأخت الكريمة الباحثة عن الحقيقة، وأشكرها على مشاركاتها القيمة وآرائها النيرة فإن اختلفت معها في جانب فإنني أتفق معها في كثير من الجوانب، وأنت بنفسك تعرفين كم أحترم رأيك وأقدر فكرك.
أختي الباحثة لا أحد يفرض على أحد رأيا والموضوع مختلف فيه فإن كان هذا رأي الشيخ ابن باز فهناك رأي ابن جبرين وفيما أعتقد ابن عثيمين يقول إن الأصل في الزواج الإفراد والشيخ القرضاوي أيضا مع هذا الرأي وغيره من المشايخ الكبار.
أختي الباحثة لمَ تطلبين مني ألا أغضب فهل عهدتني أغضب من نقاش علمي تقرع فيه الحجة بالحجة والدليل بالدليل؟
ليس في كلامك ما يغضب ولا أدعي - معاذ الله - أن رأيي أو ما اتبناه من رأي هو الصحيح وما خالفه خطأ، وتسرني المخالفة الفكرية ما دام في الأمر متسع لأنها تكشف لصاحب الفكرة أشياء ربما لا يعرفها، واستنتاجات ربما لم تخطر له يوما ببال.
أختي الباحثة بعد قليل أنقل لك المشاركات التي قدمها بعض الأساتذة والتي تبنت هذا الرأي، وأكرر للمرة الثالثة لم يكن هذا رأيي وإنما علقت على ذلك الرأي بسؤال مستفسرا.
وراجعوا بأنفسكم المشاركات في الصفحات الأولى لتروا
(لستُ ضد التعددية ولكن!!!)
كلامك عين العقل أستاذ زاهر، ويفتح عقولنا وقلوبنا للنقاش دون الانتقاص من رأي الآخر كما يفعل البعض فبارك الله فيك، أخي الفاضل هذا يدفعني للقول الذي أردده دائمًا وسأظل أردده ما دام النقاش هُنا، وكما تفضلتَ وقلتَ أو كما قال الإمام الشافعي رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، للمرة الثانية هؤلاء الذين ينادون بالتعدد والتمدد والانتشار انظروا إلى الأمة واتقوا الله فيها ما كان لرسول الله ولا صحابته أن يقعدوا عن فرض من الفروض كالجهاد مثلًا بدعوى التعدد أو إقامة سنة غير إلزامية، التعدد ليس منقصة للرجل غير المعدد بل أحيانًا هو كمال للعقل ولدينه إذ أنه يعرف قدر نفسه ماديًا ويعرف قدر عصره فيحاول تربية أبنائه وزوجه الواحدة تربية سليمة خوفًا وخشية من أن يعدد فيجعل أسرته كلها مفككة من أجل إرضاء شهوته أو رغباته، فأين الحكمة هُنا إرضاء الله في تربية جيلًا إسلاميًا أم تربية جيلًا مفككًا وأين الحكمة من بقية الفروض التي أهملناها، كالنظر إلى اليتيم ومساعدة الفقراء وإعالة المحتاج ومد أهلنا بالسلاح في الأماكن المحتلة إن لم نقدر بالأرواح، أليس هذا كله من فرائض الإسلام، كالعادة قد تتجاهلون هذا الرأي وهذا الرد أو يرد أحدكم متهجمًا هذا لا يهمني لأن هذا يعرينا فكريًا وأخلاقيًا، لكن أمام الله عز وجلّ حين نسأل عن كل هذه الأمور ماذا سنقول، كثيرًا ما أرى رجالًا يتزوجون أصغر منهم بعشرين سنة سواء في مصر أو من خارجها بدعوى التعدد لكن الخلفية لهذا الموضوع أن تلك الشابة المسكينة هي لن تكون إلا جارية أو زواجها سريًا، أهذا هو التعدد، حتى لو كان واجها في النور فإن الزوجة الأولى إما أن تطالب بالطلاق أو تفرض قيودًا على الزوجة الثانية فينفذها الرجل، أو تجبره على أن يطلقها فيفعل، عن أي تعدد تتكلمون، مع احترامي الشديد لكم ولكنكم تعيشون في عصور ليست عصورنا وتتكلمون بلسان الصحابة والرسول ونحن أبعد ما نكون عنهم وهذه هي الحقيقة، أما إن كنتم ترون أنفسكم كذلك حقًا فهي ليأخذ كلٌّ منا سلاحًا ونذهب لفلسطين أو العراق ونحرر الأرض وننقذ العرض، أليس هذا فرض عين علينا، أم أن هؤلاء المسلمين ليسوا بداخل دولنا (إحنا مالنا) أليس كذلك. سلامٌ عليكم واتقوا الله، فهذا العصر الجميل عصر النخوة والعلماء الأجلاء الذين كانوا يحيون كل الفرائض قبل السنن ومن ثم السنن قد انتهى، أولاً حددوا هويتكم ثم تكلموا في هذه الأمور، أستاذ زاهر أنا لا أعنيك ولا أعني أحدًا بعينه من كلامي هذا فأرجوك كُن حليمًا صبورًا كونوا جميعًا أصحاب آفاق واتركوا النرجسية والجاهلية التي محاها الإسلام. بارك الله فيكم.
ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[30 - 09 - 2010, 09:51 م]ـ
عدم التعدد ليس من ضعف الشخص ضربة لازب، فقد يكون خوفا من عدم استطاعة العدل، كما في الآية، أو عجز من أي نوع مثل ضيق ذات اليد، والآية جامعة لكل ذلك لمن تأمل. أما من استوفي شرط التعدد كاملا فلم يعدد فقد يكون له مانع خاص يعرفه في نفسه ولم يظهر للناس وإلا فالأصل في حقه التعدد الذي بدأت به الآية الكريمة في خطاب موجه لكل الناس ثم اشترط الشرط،فمن لم يستوف الشرط بحيث خاف مجرد الخوف أن لا يعدل فالحكم في حقه الاكتفاء بواحدة أو ما ملكته يمينه، وهذه حالة خاصة بالخائف أما الحكم العام فهو التعدد الذي من لم يطبقه وهو مستوفي الشرط فلا فرق بينه وبين من أعرض عن الزواج أصلا مع عدم وجود أي مانع. وهذا في غاية الوضوح لا تتناطح عليه عنزان فضلا عن أن يختلف عليه شخصان.
هذا خلاصة ما يبدو لي وأحترم كل رأي يخالف ذلك. والله أعلم.
¥