أجلبوا عليهم بخيلكم ورجالكم واصدقوا حملتكم عليهم، وجعجعوا بهم واقتلوهم حيث ثقفتموهم، واطلبوهم بكل سبيل وفوق كل أرض وتحت كل سماء، وأزعجوهم حتى طعامهم وشرابهم، ويقظتهم ومنامهم، فما أعذب الموت في سبيل تنغيص الظالمين!
يأمر الخطيب المقاتلين بالإقدام بقوة صارخة وعدم الرحمة والأناة والهوادة بل يأمرهم بالقتل والقوة والعنف فهم لا أيمان لهم ولا يستحقون الرحمة لأنهم ظالمون
احفروا لأنفسكم بسيوفكم قبوراً، فالقبر الذي يحفر بالسيف لا يكون حفرة من حفر النار.
لا تطلبوا المنزلة بين المنزلتين، ولا الواسطة بين الطرفين، ولا العيش الذي هو الموت أشبه منه بالحياة، بل اطلبوا إما الحياة أبداً، وإما الموت أبداً.
يأمر الخطيب المقاتلين بعدم النظر للدنيا، وعدم الحياة بذلة بل إما أن تقاتلوا فتنتصروا أو تموتوا فتستشهدوا
إن هذه الأساطيل الرابضة على شواطئكم، والمدافع الفاغرة أفواهها إليكم والبنادق المسددة إلى صدوركم ونحوركم، لا يمكن أن يتألف منها سور منيع يعترض سبيلكم في رحلتكم من الدار إلى تلك الدار، فسيروا في طريقكم إلى آخرتكم، فإن الأعداء إن ملكوا عليكم طريق الحياة لا يملكون عليكم طريق الموت.يذكر الخطيب المقاتلين أنه لا يمنعهم من لقاء العدو مانع مهما كان، ويحثهم على الإقدام والقتال فإن الحياة فانية والدار الآخرة هي الباقية
تظهر في الخطبة آثار القرآن الكريم واضحة في لهجة الطيب فمن ذلك
اهتدوا + إن الله وعدكم النصر + رجالا أشداء + إنهم يطلبون الحياة وتطلبون الموت ....
العبارات جزلة مثل: أساطيل + أكناف + بقروا + أجلبوا + جعجعوا
إجمال الخطبة:
يذكر الخطيب المقاتلين بالحياة الدنيا الزائلة، وبالحياة الآخرة الباقية.
ويثير حماس المقاتلين بتذكيرهم بالله وأن الله لا يخلف الميعاد، ويذكرهم بظلم الكافرين وعمدم هوادتهم ورحمة بالنساء والأطفال. ويأمر بالصبر.
ويحثهم على الاعتزاز وعدم الركون إلى الدنيا فإن لابد من الموت فقاتلوا بشرف وهمة.
أخيرًا يذكر الخطيب خوف الكافرين وحبهم للدنيا فهذا سبب يجعل الكافرين يفرون من القتال إذا أشد وحمي الوطيس.
بالتوفيق أخية:).
ـ[قطوف]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 06:51 م]ـ
شكرا لك أستاذي الفاضل وجزاك الله خيرا على كرمك
لو أشبهتك بحار الأرض في كرما لأصبح الدر مطروحا على الطرق