تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أولا تحديد الوحدة الموضوعية في النص.

نبذة عن الشاعر: من هو ذئيب الهذلي؟

هو شاعر مخضرم جاهلي إسلامي، أسلم على عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يره.

هذه القصيدة نظمها الشاعر في رثاء أبنائه الخمسة الذين أصيب بوفاتهم في عام واحد.

الشرح:

في البيت الأول يسأل الشاعر نفسه مستنكرا جزعه في موت أبنائه. فهو في هذا البيت يرثي نفسه ويصبرها على تحمل المصيبة،فالدهر لا يلام على مايأتي به من حادثات، وهنا يظهر في هذا البيت إيمان الشاعر بالقضاء والقدر،ثم يمضي الشاعر في وصف مصيبته التي صارت ظاهرة في جسده وحاله في يقظته ونومه، مما أثار تساؤل من حوله في سبب تبدل حاله، فيجيب بأن جسمه ماشحب وتضرر إلا من فقده بنيه الذي ورثوا غصة بفقدهم وعبرة لا تكف، وهو الذي حرص على أن يحميهم ويحفظهم من المكاره، ولكن يقرُّ بعد ذلك بأن الأجل عندما يحين فإنّ التميمة التي يرتقي بها من الإصابة بالأذى لن تنفع هي الأخرى، ويستطرد الشاعر في وصف مصيبته ودمعه الذي لا يكف حتى أصيبت عيناه من كثرة البكاء، ثم يرجع لنفسه ويصبرها بأنّه هو الآخر لا محالة سائر إلى نفس المصير فالمرء لا يعلم بأي أرض يموت، ويمضي الشاعر في تثبيت نفسه على تحمل المصيبة، وبأن البكاء والفجع سفاهة يجب الترفع عنهما، لأنّه سيمضي هو الآخر وسيبكى عليه وسيكون حينها لا يعلم بما يجري بعده، ثم يعود ويثبت نفسه مرة أخرى ولكن هذه المرة كي لا يشمت فيه الشامتون ويجدو أن ليس من السهل لمثله أن يتضعضع أو يهتز، ثم ينهي الشاعر قصيدته بحكمة عظيمة وهي أن النفس البشرية نفس طماعة دائما ترغب وتطلب المزيد من الشهوات، ولكن متى ما عودت على القليل فإنها تألفه، والنفس طواعة لصاحبها، وينهي الشاعر قصيدته بحقيقة الحياة والموت، فكل شمل التم لابد له يوما أن يصدع.

نجد أن أبيات القصيدة تدور حول فكرة واحدة وهي فكرة عجز الإنسان وضعفه أمام مصيبة الموت الذي هو مصيرنا جميعا.

وقد استطاع الشاعر أن يطوع الكلمة والصورة في تصوير مصيبة الموت وبيان مدى تمكنها على ابن آدم كما في قوله:

وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ

كما استطاع الشاعر أن يظهر مدى ضعف الإنسان وعجزه من خلال عدة الفاظ وصور كما في قوله:

ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعاً

وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُم ُفَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ

فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ

لا بُدَّ مِن تَلَفٍ مُقيمٍ فَاِنتَظِرأَبِأَرضِ قَومِكَ أَم بِأُخرى المَصرَعُ

كما يظهر اقرار الشاعر وإيمانه بحقيقة هذه الحياة كما في قوله:

َكم مِن جَميعِ الشَملِ مُلتَئِمُ الهَوى باتوا بِعَيشٍ ناعِمٍ فَتَصَدَّعوا

فَلَئِن بِهِم فَجَعَ الزَمانُ وَرَيبُهُ إِنّي بِأَهلِ مَوَدَّتي لَمُفَجَّعُ

هذه محاولة متواضعة فكما ذكرت لك أختي بأني أتعلم.السلام عليك ورحمة الله وبركاته

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير