تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ماذا أقول؟ ضحكت، وتذكرت مواقف قديمة لي مع معلماتي اللاتي تعلقت بهن لدرجة لاتوصف (أخي بحر الرمل: هذه الخاصية في التعلق بالمدرسات للإناث فقط فلا تستغرب إن لم تجربها، لم أسمع فيها من ذي قبل عند الذكور)

المهم عزيزتي: ضحكت قليلاً، وتألمت كثيراً لأيام قضيتها وأنا منهكة في تحقيق آمال معلمتي التي أحب ..

كانت معلمة للغة الانكليزية في الصف السابع وكنت أحبها لدرجة لاتوصف فألاحقها من صف لآخر وأتابع أخبارها وأحفظ برنامجها وأنظف لها الكرسي والطاولة قبل أن تأتي، أحضر لها الطباشير البلاستيكية البيضاء والملونة من مصروفي الخاص لأن الطباشير التي توزعها المدرسة كانت تثير الغبار وتزعجها، وأضع لها الأزهار في المزهرية، أكتب لها البطاقات المصورة والملونة، وأقوم بوظائفها على أكمل وجه وعلاماتي تامة كرمى لعينيها فقط، وكانت تهتم بي بشكل عادي كما تهتم بأي طالبة نشيطة، دون أن تأبه لاهتمامي الواضح واندفاعي لإرضائها في كل شيء، وقد كنت أرضى منها فقط أن تبتسم في وجهي وقد تشكرني وقد لا تفعل، لم أكن أهتم، كان يهمني فقط أن أراها مرتاحة في جلستها وكتابتها حتى أنني صرت أساعد الكسالى ليتحسنوا كيلا تغضب وتنزعج، لم أكن أطلب منها غير الرضا عني، وبالمقابل كانت تهتم بابنة جيرانها صديقتي المنافسة اهتماماً غير عادي، وذات يوم وقفَتْ المعلمة أمام صديقتي اللدود وطلبت منها تسميع أيام الأسبوع بالإنكليزية، ولم أنتبه لشيء إلا ليد المعلمة التي راحت تمسح على شعرها بلطف وهي تبتسم لها ورفعت يدي لأسمِّع لها الأيام مثل الأخرى وفعلاً سمحت لي فوقفت وأخذت بالتسميع (ساترداي، سنداي ... ) وتوقفت أنتظر المسح على الشعر والابتسامة الرائعة من فمها، وابتسمتُ أكثر ورفعت صوتي مكملة: (ماندي .. ) ولم تجدِ نفعاً ابتسامتي وتعمدت إسقاط خصلة من شعري على عيني علها تتذكر أن تفعل لي كما فعلت للأخرى، وانتظرت أكثر وقلبي يزداد خفقاناً ونظري معلق بيدها التي انشغلت بدفتر ابنة جيرانها تصححه وتكمل ملاطفتها بالهمز والإشارة وكأني غير موجودة، و اصفر وجهي غضباً وغيرة وغمرني شعور مفاجئ بالبكاء، لم أدر وقتها لماذا، ونسيت أنني توقفت عن الكلام وإكمال ذكر أيام الأسبوع، وانفجر الغضب من داخلي دموعاً انهمرت بشدة وصمت دون أن أستطيع السيطرة عليها، وهنا توقفت المعلمة ونظرت إلي قائلة:" مادمت لم تحفظيها جيداً فلم رفعت يدك للقيام؟؟ انظري إلى زميلتك، قالتها دون تلكؤ، مالك تتراجعين؟ لم أعهدك هكذا؟؟ أين "فلانة" القديمة الذكية المجدة؟ اجلسي فقد أغضبتني" وبعد هذا " الدوش" من الإهانات المنهمرة الغير متوقعة عدت غلى المنزل مريضة كاسفة حزينة

كان من أسوأ أيام حياتي، ولم يكن يكلف المعلمة الحنون إلا أن تمسح على شعري أو على الأقل فقط تعيرني انتباهها أثناء الكلام فقد كان يعني لي شيئاً كثيراً

شكراً أم أسامة فقد أعدت لي ذكريات حلوة مرة

يبدو لي أنّك كنت صغيرة السن في يومها لذلك تعلقت هذا التعلق ..

قصة أخرى محزنة (في نافذة الأحزان ..... :)) .... بارك الله فيك أختي الكريمة.

ـ[شجون العساف]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 01:05 ص]ـ

دائما اردد لنفسي ومن حولي ... أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا ويحمل له السعادة فلنفرح لفرحه ولا نحزن على مافاتنا! فهل يعيد الحزن ما فات؟ .. كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء وننظر إلى القسم الممتلئ من الكأس ... وليس الفارغ منه ... دائماً نترك قصورنا ... ونندب أطلالنا ... نبكي على الماضي .. ولا نشكر الحاضر .. ياترى لماذا .. ؟؟؟

لذلك نصيحة صفحة الماضي عند العقلاء تطوى ولا تروى

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 07:46 م]ـ

دائما اردد لنفسي ومن حولي ... أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا ويحمل له السعادة فلنفرح لفرحه ولا نحزن على مافاتنا! فهل يعيد الحزن ما فات؟ .. كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء وننظر إلى القسم الممتلئ من الكأس ... وليس الفارغ منه ... دائماً نترك قصورنا ... ونندب أطلالنا ... نبكي على الماضي .. ولا نشكر الحاضر .. ياترى لماذا .. ؟؟؟

لذلك نصيحة صفحة الماضي عند العقلاء تطوى ولا تروى

أختي شجون العزيزة:

رائع ماقلته، أفكار عملية واقعية بارك الله فيك

عندما ذكرت هذه القصة لم أقل إنني حزينة إلى الآن، فقط الذكرى حركت أشجاني، وما أجمل الذكرى التي تحرك مشاعرنا!

الماضي بأحزانه وأفراحه دروس وعبر نستفيد منها ولانرميها.

الأمل بالمستقبل والنجاح هو مايدفعنا للأمام والنظر للخلف فقط لنتعلم من أخطائنا ونستمتع بذكرياتنا الجميلة.

"دائماً نترك قصورنا ... ونندب أطلالنا ... نبكي على الماضي .. ولا نشكر الحاضر .. ياترى لماذا .. ؟؟؟ "

لابأس ببعض الحزن والشجن لبعض الوقت عزيزتي، عل القلوب ترق والأحاسيس ترهف، لابأس مرحلة وتمر فنحن بشر، أما أن نعيش على الأطلال، ونندب الماضي، وننسى شكر الله في الحاضر، فهو نكران وجحود لنعمة الوهاب وتشاؤم يؤدي إلى الفشل.

حقاً، السعادة التي تذهب لن تعود، و ولكن قد يأتي ما هو أجمل منها بكثير، ففي جعبة الحياة الكثير الكثير ولا احد يعلم الغيب إلا الله،فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.

بارك الله فيك أختي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير