من يشك في أدب ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران؟ (لا أعتبر جورجي زيدان أديبا, بل هو قصاص أو قاص لا أكثر) وخصوصا الثاني بريادته لتيار الرومانسية الأدبية والشعرية التي تأثر بها كثير من الأدباء والشعراء مطلع القرن العشرين كالشابي وغيره.
هذا الرأي ربما يفيد من استشهد بزيدان حين يمر من هنا ويقرأ إن شاء الله.
أمّا أنا فلا زلت أدافع عن رأيي في أن زيدان وحتى البستاني وغيرهما من المسيحيين لن يقوموا بحق اللغة العربية في التدريس كما يقوم به المسلم لسبب راسخ وهو أنهم افتقدوا أهم رافد من روافد اللغة العربية وهو القرآن.
من يقول بـ
ألم تكن في معزل عنه قبل الإسلام وكانت حالها أفضل؟
وأمّا من يدافع عن حق المسيحيين في تدريس اللغة العربية ويرى أن كلامي إثارة لنزعة دينية فأقول:
حينما جاء الإسلام، وكان هناك شعراء أ ُطلق عليهم " مخضرمين " لأنهم عاشوا في عصرين (الجاهلية والإسلام) ففيهم من تأثر بالمعجم الإسلامي حتى أصبح جل شعره اقتباسات من مفردات وتراكيب القرآن رغم أنهم كانوا أقوى في العصر الجاهلي على حد تعبير من قال بهذا، بل من هؤلاء الشعراء من كفّ عن قول الشعر فلم يقل بيتا واحدا بعد إسلامه لأنه رأى أن قوة ومتانة اللغة العربية في القرآن لا يعادلها نظير فاستصغر شأن التراكيب التي يقولها في الشعر واكتفى بدقة وإعجاز القرآن.
حينما يتخرج مدرس مسيحي في قسم لغة عربية ثم يُعهد إليه بتدريس اللغة العربية لطلاب يتلقون عنه العلم، وهو إذ يفتقد أهم رافد من روافد اللغة العربية، فإذن لا عجب أن يكون الطلاب المتعلمون على يديه هم بالتبعية مفتقدون لأهم روافد اللغة العربية وفيما بعد وبعد أن تتخرج أجيال على يديه ستكون اللغة عبارة عن قوالب لا روح فيها و رويدا رويدا ستبهت هذه اللغة.
ولكن حين يظل معلم اللغة العربية هو ذلك المعلم المسلم الذي يتأثر بمعجم الإسلام فينقله للطلاب من بعده فإذن ستظل اللغة محافظة على جمالياتها في الاستخدام والتعبير ومحافظة على روحها وخالية من القوالب والجمود والجفاف.
أرى أن النصارى (وهذه هي التسمية الصحيحة لهم) قادرون على أن يكونوا فاعلين في الأدب العربي عموما وفي اللغة العربية خصوصا إذا أتيحت لهم الفرصة دون إثارة النزعات الدينية.
إنما هم فاعلون لأنهم تلقوا علم العربية عن مسلمين، أمّا لو تلقوه عن مسيحيين لما استطاعوا أن يكونوا أصحاب شأن في الأدب وغيره.
أستاذي ضادا ,
لا أقول بألا يتعلم اللغة العربية مسيحيون ولا أقول بألا ينبغوا في الأدب، ولكن كل ما أقوله إنه لا يجب أن يتولى مسيحيون تدريس اللغة العربية، وإلا أفقدوا الأجيال بعد ذلك جماليات اللغة العربية لافتقادهم هم شخصيا أهم رافد للغة العربية، ففاقد الشئ لا يعطيه.
.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 09:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ختاما في هذا الموضوع ,
لأني لن أتراجع عمّا أقتنع به، وليس عندي جديد لأضيفه إلى هذا الموضوع فكل ما في جعبتي قد كتبته وسيصبح كلامي تكرارا لنفسه بعد ذلك.
مجمل قولي ,
أني لا أنتقص من قدر المسيحيين الذين أثروا الحياة الأدبية (وليس اللغة العربية)، وإني لا أحقر من مجهودهم، ولا أدعو لنعرات دينية ولا لتفرقة عنصرية قوامها الديانة، فإن كنت أصبت في هذا الموضوع فمن الله وإن كنت أخطأت فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله لذنبي.
آخر ما لديّ ,
لا يصح تدريس اللغة العربية بمعزل عن القرآن، ولا أستسيغ فكرة أن يقوم بتعليمها مدرس مسيحي، لأنه مفتقد أهم رافد للغة العربية والمتمثل في المعجم الإسلامي بألفاظه وتراكيبه، والتي جعلت أحد فطاحل شعراء العرب حينما نزل القرآن قد رأى أن الشعر لا يملك القدر الكافي الذي يملكه القرآن من مقومات لغة فأحجم عن قول بيت واحد ونفس هذا الأمر جعل الشعراء في الإسلام يقتبسون من المعجم الإسلامي رغم أنهم في الجاهلية كانوا يقرضون الشعر وليسوا في حاجة إلى معجم تراكيب وألفاظ جديد يُضاف إليهم، فكيف أقتنع الآن أن يتم تدريس اللغة العربية يتم بمعزل عن القرآن؟
أشكر من شاركني الموضوع ,
وأشكر جزيلا أستاذي الكريم ضادا على إثرائي الشخصي بما كتبه.
والموضوع ملك لكم إخوتي إن رغبتم في إثرائه بحواراتكم فتفضلوا، أمّا أنا فقد كتبت فيه كل ما لديّ وليس عندي جديد سوى ما أقتنع به.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 10:23 ص]ـ
:):):):)
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 02:49 م]ـ
هم قلة
وقد زاملت في كلية الآداب بجامعة حلب سريانيا كان يدرس اللغة العربية
ومن خلال ملاحظاتي أنهم يتجهون إلى دراسة اللغات الأجنبية أكثر -الفرنسية خاصة -
وإن يكن ....
يكفيني فخرا أن نرى أبناء الأمة من كل حدب وصوب يدرسون العربية ويقدسونها
¥