تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الشكوى من النحو قديمة، فقبل أكثر من اثني عشر قرنا، يقول الجاحظ صاحب كتاب (البيان والتبيين)، و (الحيوان) للأخفش الأوسط، وهو نحوي: (لم لا تجعل كتبك مفهومة كلها، وما بالنا نفهم بعضا ولا نفهم أكثرها)، الجاحظ لا يفهم أكثر هذه الكتب في عصر التأليف والتألق اللغوي، فمن سيفهم هذه الكتب اليوم، في عصر ثورة المعلومات. الزمخشري صاحب كتاب (الكشاف)، وصفوه بأنه (نحوي صغير) وابن مالك، صاحب (الألفية)، وصف بأنه (كثير التخلاط)، ابن خلدون، وصف عمل النحاة بأنه (خرفشة)، وابن مضاء القرطبي ثار عليهم وألف كتاب (الرد على النحاة)، بعد كتاب رفاعة يظهر كتاب جديد في النحو، لعلي الجارم ومصطفى أمين، (النحو الواضح)، ما معنى النحو الواضح ... ؟ من سيقبل هذا العنوان ... ؟ كذلك كتاب، (النحو الوافي) لعباس حسن ... وأسوأ كثيرا من هذه العناوين، أن يظهر كتاب لإتحاد المجامع اللغوية العربية سنة 1976 يحمل عنوان (تيسير تعليم اللغة العربية)، هذا اعتداء على العربية و (شهادة) أخرى أقدمها، تبين مستوى الأشخاص واللجان والمؤسسات التي أسند إليها أمر اللغة ألتي وصفها ابن جني يوما باللغة الشريفة، هذا أمر مرفوض، ولا يجوز قبوله أبدا ... لم نيسر بعد اللغة ككلام .. هل هناك أسوأ من هذا .. ؟ هل هناك أقبح من هذا .. ؟ فما بالك والمصطلح العلمي، هذا استهتار وانحطاط، الأشخاص الذين درسوا في هذا التاريخ، هم الآن وسط عنف الأحداث، أساتذة قضاة جنود موظفون .. إنهم مخدوعون، وصل بعضهم إلى مناصب عالية في دولهم كمنصب رئيس جمهورية فكانوا كارثة كبرى على شعوبهم لأن مستوى تفكيرهم كان محدودا وتقديرهم للأمور كان محدودا

اللغات الأوروبية، تدين للغوي شجاع، (مارتن لوثر) الذي أزاح هيمنة اللغة اليونانية القديمة على الثقافة والدين، فجعل اللغات المحلية، عبر الترجمة، لغات العلم والثقافة .. فكانت الألمانية والفرنسية وغيرها ... الدولة العبرية وبفضل ستة من اللغويين كيفت اللغة العبرية، وطورتها لتكون لغة العلوم والتكنولوجيا،

نحن نمتلك أسوأ اللغويين، واقلهم قيمة بين أمم الأرض، إنهم سبب فشل جميع مشاريع التنمية والهزائم السياسية والعسكرية إنهم أسوأ من الذباب والبعوض، لابد من رميهم في مزبلة نائية

أوجه في هذا المقال اتهاما جنائيا إلى اللغويين المعاصرين، وأنفرد شخصيا، كباحث في هذه التهمة الجنائية، لا بد من تحقيق، ومن نتائج، يعرفها الجميع علنا، أريد أن أسمع صوت ضميركم هناك جريمة هناك أكثر من مجزرة .. يمكن لفروع علم النفس اللغوي تقديم المساعدة و توضيح ذلك، يتم شل وتدمير العقل و إيقاف عملية التفكير بالطريقة التالية: لا يقبل التلميذ القواعد اللغوية، منطق هذه القواعد مرفوض، الذاكرة لا تقبل القاعدة ولن تسجلها، ولا تحاول ربطها بالقواعد الأخرى، ولا تحاول أن تتذكرها، ستكون الذاكرة مشلولة عن قبول المعلومة، يمكن تشبيه هذه الحالة، بإصابة أحد الأعضاء بفيروس .. العقل العربي جميعا، مصاب بهذا الفيروس، الذي سأسميه (الفيروس المصري)، وأهم أعراضه، عدم القدرة على استغلال هبة الله الكبرى للإنسان،ألا وهي العقل،يبقى الإنسان سلبيا جامدا يتقبل أي معلومة أو فكرة تقدم له، دون أن تكون لديه الحصانة والمناعة لقبول ما لا يقبل، أي يكون أشبه بسلة المهملات، تقبل ما يلقى عليها، لم يبق سوى القدرة البيولوجية أما قدرات الإنسان، كمفكر ومبدع فقد جرى القضاء عليها بغباء، العلاقة بين المجتمع واللغة تساوي العلاقة بين الفرد واللغة، هناك شخص معاق لغويا، المجتمع العربي معاق ومتخلف لغويا، صاحب اللسان الأطول يستطيع جر ما يسمى (الجماهير العربية) إلى حيث يريد وكما يشاء، هذه الجماهير جميعها لا تعرف قراءة أو كتابة العدد مثلا ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير