تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأخ الغواص وفقك الله الإلزامات التي ذكرتها ليست لازمة وذلك أن قياسك كلام الله وكلام رسوله بكلام العلماء بل بكثير من كلام الناس ليس صحيحا لأمرين: الأول: أن كلام الله وكلام رسوله كله حق؛ بخلاف كلام العلماء وغيرهم فإنه يحتمل حقا وغيره.

والثاني: أن التشابه في الآيات إنما هو للاختبار وليعلم من في قلبه زيغ فيحذر منه، ولا يقال هذا في كلام أهل العلم فضلا عن غيرهم؛ لأن هذا يجر الاختلاف. وأخيرا كلامي السابق كان مبنيا على كلام أهل العلم حول لفظ الجهة والمكان ونحوهما، حيث منعوا إطلاقها لما تحتمله من المعنى الباطل، واستفصلوا عن المعنى. والله أعلم.

ـ[الغواص]ــــــــ[29 - 01 - 05, 08:09 ص]ـ

الأخ همام بن همام حفظه الله

أخي الكريم العلة الجامعة بين النصوص الشرعية وكلام العلماء والناس هي " وجود أكثر من معنى أحدها خاطئا " .....

ولكن هذا المعنى الخاطيء متعلق بأفهام البشر وليس مرادا من جهة الله وإنما مراد الله المعنى الثاني الصحيح الحق

ولو قيل بقولك بعدم وجود معنى آخرا ثانيا خاطئا في الآيات (((سببته))) أفهام البشر لكذبنا بوجود الآيات المتشابهات وهذا كفر صريح فالله أثبتها فلا مجال لإنكارها

ولذا فأنتَ ذكرت المقصد من التشابه في الآيات ولم تذكر ما هو المتشابه نفسه!

وكلامي ليس عن المقصد من وجود الآيات المتشابهات لأني أتفق معك فيه

وإنما كلامي عن التشابه نفسه أي تعريف التشابه

فالتشابه يحمل معنى خاطئا ولكنه ليس مرادا من الله البتة، وذلك لاصطدامه ببقية الآيات المحكمة التي تعارضه

فوجود هذا المعنى الثاني الخاطيء ليس من الله حتى نضطر لقول: إن كلام الله حق ..... الخ

بل هو من استدلالات البشر الظنية للآيات، فكان الأولى بهم أن يقدموا المعنى الثاني المحتمل للآية التي يوافق فيه بقية الآيات المحكمة

وهكذا تلك الكلمات مثل "مثواه الأخير " ففيها معنيان أحدهما غير صحيح والآخر صحيح

فالمعنى الصحيح هو أن الموت نهاية حياة المرء في هذه الدنيا ولكن له حياة ثانية في الآخرة

والمعنى الباطل هو أن الموت نهاية كل شيء فلا حياة بعده ولا بعث ولا آخرة .... الخ

لذا فإن وجود هذان المعنيان في تلك العبارة يجلعنا نتأكد من مراد صاحب تلك العبارة فنسأله:

هل أردت بتلك العبارة المعنى الصحيح أم المعنى الباطل؟

وما قيل في تلك العبارة قيل قريبا منه في كلمة " ودمتم " تلك الكلمة التي تختم بها بعض الخطابات والمعاريض والمواضيع

فمنعها البعض لأنه حملها على المعنى الباطل بأن مقصود الدوام هو عدم الموت!!!

فحرمت في نظرهم بناء على هذا المعنى الفاسد ولم يأخذوا بالمعنى الصحيح بأن مقصود الدوام هنا أي دمتم سالمين وعلى الخير وفي خدمة الناس ونحو تلك المعاني المختصة ببقائهم في الدنيا

وهكذا كلمة صدفة فبعضهم حملها على المعنى الباطل فيها فظنوها متعلقة بالله!!

ولأنه لا يكون شيئا عند الله صدفة وإنما بقضاء مسبق فقالوا بتحريم استعمال تلك الكلمة!

ولكن الصحيح أن لها معنى آخرا صحيحا وهو أن كلمة صدفة متعلقة بالبشر ففلان قابل فلانا صدفة أي مفاجأة دون سابق موعد فهذا في حق البشر مستساغ بل غالب من يستخدمون تلك الكلمة إنما يقصدون بها هذا الوجه الحسن

فلا ينبغى التسرع في تحريم مثل تلك الكلمات التي لها أكثر من وجه، ولو أننا ألزمنا أنفسنا بتحريم كل كلمة اشتملت على معنى صحيحا ومعنى خاطئا لكان في ذلك حرج لا يطاق البتة

فلن نستخدم كلمة مات فلان فربما كان مقصود القائل أي لن يحيا بعد هذه الموتة ولن يبعث!!!!

ولن نستخدم كلمة همام لأن الإنسان ينام أو يموت وينتهى همه واهتمامه!

ولن نستخدم كلمة الغواص لأن الإنسان سيموت ولن يبقى حيا يغوص باحثا عن فوائد عن إخوانه من أمثال همام وغيره

وهكذا كثير من الكلمات

ومثل هذا ينطبق حذو القذة بالقذة مع الآيات المتشابهات

ولكن الفرق بينها وبين كلام البشر أن أن المعنى الخاطيء فيها إنما هو ناشئ من أفهام البشر وليس من الله مطلقا

والله سبحانه أعلم

ـ[باز11]ــــــــ[29 - 01 - 05, 09:18 ص]ـ

أرى والله أعلم أن الخلاف بين الشيخين هو خلاف لفظي، فالمسلم لا يعتقد أن القبر هو المثوى الأخير، فالراجح والصحيح والذي أدين الله هو ماذهب إليه شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله.

ـ[همام بن همام]ــــــــ[31 - 01 - 05, 02:28 ص]ـ

أخي الغواص وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

لعلي أختم هذه المناقشة بثلاثة أمور، وبعد ذلك لكل وجهة هو موليها فلنستبق الخيرات.

الأول: قولك "العلة الجامعة بين النصوص الشرعية وكلام العلماء والناس هي وجود أكثر من معنى أحدها (خاطئ) " ما هو الدليل على ذلك ومن نص على ذلك من أهل العلم، إذ لا يخفى عليك أن مسالك العلة من المباحث الدقيقة.

الثاني: قولك حفظك الله "ولو قيل بقولك بعدم وجود معنى (آخر ثان خاطئ) في الآيات (((سببته))) أفهام البشر لكذبنا بوجود الآيات المتشابهات وهذا كفر صريح فالله أثبتها فلا مجال لإنكارها".

أين تجد هذا الإنكار في كلامي؛ إنما الذي أنكرته أن يوجد في كلام الله أو كلام رسوله شيء من الباطل، ولم أتطرق لوجود معنى آخر سببته أفهام البشر. لكن لما كان البحث في إطلاق تلك الكلمة واستدللت بالآيات المتشابهات، ذكرت أن كلام الله وكلام رسوله كله حق، فيطلق لأنه حق؛ وهذا بخلاف كلام العلماء وغيرهم فإنه يحتمل حقا وغيره.

الثالث: أنك حفظك الله حاججت نفسك بكلامك حيث قلت:"لذا فإن وجود (هذين المعنيين) في تلك العبارة يجلعنا نتأكد من مراد صاحب تلك العبارة فنسأله:هل أردت بتلك العبارة المعنى الصحيح أم المعنى الباطل؟ " فإن كان جائز إطلاقها فلم التأكد من مراد صاحبها؟! والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير