• قال المروذي: لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أحمد بن حنبل كان مائلا إليهم مقصرا عن أهل الدنيا وكان فيه حلم ولم يكن بالعجول وكان كثير التواضع تعلوه السكينة والوقار.
• وقفة:
1. التواضع والسهولة في التعامل مع الناس.
2. والرحمة بالفقراء.
3. والبعد عن أهل المناصب.
• خموله وازدراءه لنفسه: رآه رجل فقال له: الحمد لله الذي رأيتك. فقال أحمد: اقعد. أي شيء ذا ومن أنا؟ ... ومدحه شخص وقال: جزاك الله عن الإسلام خيرا .. فاغتم وقال: بل جزى الله الإسلام عني خيرا من أنا وما أنا؟ .. وجاء شخص ومسح بيده على أحمد فغضب الإمام وجعل ينفض يده وقال: عمن أخذتم هذا .. وسئل عن شيء من الورع .. فتبين الاغتمام عليه ازدراءً لنفسه ... ومرة ذكر أخلاق الورعين فقال: اسأل الله أن لا يمقتنا أين نحن من هؤلاء؟ .. وقال: أشتهي مكان لا يكون فيه أحدا من الناس .. وكان يكره أن يمشي خلفه أحد .. قال الذهبي: إيثار الخمول والتواضع وكثرة الوجل من علامات التقوى والفلاح.
• قال أحدهم: كنت أعرف أحمد .. وهو غلام وهو يحيي الليل.
• وقفة: التربية على العبادة منذ الصغر.
• قال أحمد: أخذنا هذا العلم بالذل فلا ندفعه إلا بالذل.
• والمعنى: أن طالب العلم لابد أن يذل نفسه في طلب العلم ويتعبها وقد يتعرض إلى مواقف محرجة و ...
• فائدة: كتب عمر لمعاوية: أما بعد فالزم الحق , ينزلك الحق منازل أهل الحق يوم لا يقضى إلا بالحق.
• قال الذهبي: الصدع بالحق عظيم يحتاج إلى قوة وإخلاص , فالمخلص بلا قوة يعجز عن القيام به والقوي بلا إخلاص يخذل فمن قام بهما كاملا فهو صديق.
• تمهيد عن الفتنة التي حصلت للإمام أحمد:
• خمود الفتنة في العصر النبوي.
• وفي خلافة أبي بكر الصديق ظهر المرتدون.
• وفي عصر عمر قام العدل.
• وبمظهر عثمان ظهرت البدع: الخوارج .. ومعركة الجمل ... صفين ... وقُتل علي وظهرت القدرية في آخر عهد الصحابة , وظهرت المعتزلة بالبصرة والجهمية بخراسان ... وظهر المأمون وكان ذكيا متكلما وعرّب كتب اليونان وآل به الحال لدعوة الناس للقول بخلق القرآن , وامتحن العلماء ولكنه هلك في ذلك العام , وقد خالطه قوم من المعتزلة فحسّنوا له تلك البدعة.
• ومن الذين ثبتوا: أحمد بن حنبل .. محمد بن نوح ... القواريري.
• لما دخل أحمد عليهم وهم يجيبون عند السلطان , احمرت عيناه وغضب لله.
• فائدة: عن أبي سلمة قال: كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من إذا أريد على شيء من أمر دينه رأيت حماليق عينيه في رأسه تدور كأنه مجنون.
• جاء رجل للإمام أحمد فقال: يا هذا أنت اليوم رأس .. والناس يقتدون بك .. فلئن أجبت ليجيبن خلق كثير وإن لم تجب ليمتنعن خلق كثير ومع هذا فإن الرجل إن لم يقتلك فإنك تموت فلا بد من الموت. فاتق الله ولا تجب فجعل أحمد يبكي ويقول: أعد علي.
• وقفة: العلماء يحتاجون للنصيحة والتذكير.
• وقال أحمد: لست أبالي بالحبس وما هو ومنزلي إلا واحد ولا قتلا بالسيف إنما أخاف فتنة السوط. فسمعه بعض أهل الحبس فقال: لا عليك يا أبا عبدالله فما هو إلا سوطان ثم لاتدري أين يقع الباقي .. فكأنه سري عنه.
• وقفة: رب كلمة كانت سببا للثبات.
• وقالوا له في التقية من الإجابة فقال: فماذا تصنعون بحديث خباب (إنه كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل فينشر بالمنشار .. ) فأيسنا منه.
• وقفة: الاستدلال بالسنة عند مواطن الفتن , والأخذ بالحال الأفضل عند الفتن والمصائب.
• قال أحد الشرطة: ما رأيت مثل أحمد كان أثبت الناس قلبا وما نحن في عينه إلا كأمثال الذباب.
• وقفة: الشجاعة والعزة والثبات على الحق.
• وقال له آخر: يا أحمد إن يقتلك الحق من شهيدا ... قال أحمد: فقوى قلبي.
• وقفة:
1. قد يقول المرء كلمة تكون سببا لثبات عالم أو داعية.
2. لا تحتقر من المعروف شيء.
• دعا الله أن لا يرى المأمون فمات المأمون. فجاء المعتصم بعده وتولى الفتنة.
• وقفة:
1. الطغاة والظلمة يرث بعضهم بعضا في الظلم.
2. الحرص على الدعاء عليهم بالهلاك لأن في بقائهم ضرر على المسلمين.
3. أن الله يستجيب لدعاء عباده الأبرار.
¥