أقول: ولا فرق بين السمع والبصر والقدرة والضحك والاستواء، فإن المفهوم عند أهل اللسان من كل ذلك غير ما يليق بجناب القدس، وهل في الضحك استحالة إلا من جهة أنه يستدعي الفم؟! وكذلك الكلام؟ وهل في البطش والنزول استحالة إلا من جهة أنهما يستدعيان اليد والرجل؟! وكذلك السمع والبصر يستدعيان الأذن والعين، والله أعلم.
واستطال هؤلاء الخائضون على معشر أهل الحديث، وسموهم مجسمة ومشبهة، وقالوا: هم المتسترون بالبلكفة!
وقد وضح عليَّ وضوحا بينا أن استطالتهم هذه ليست بشيء، وأنهم مخطؤون في مقالتهم رواية ودراية، وخاطئون في طعنهم على أئمة الهدى
وقد نقلت الكلام بطوله لجلالته!!!!!!
وجاء في الفوز الكبير لولي الله الدهلوي (ص40 ترجمة سلمان الندوي): فقد تعرض القرآن الكريم للأسماء والصفات الإلهية بطريقة واضحة وسهلة، يدركها جميع أفراد البشر بفطرتهم وبمداركهم التي أودعت في أصل خلقتهم، من دون حاجة إلى ممارسة الفلسفة الإلهية أو علم الإلهيات أو علم الكلام
وقال ولي الله الدهلوي في التفهيمات الإلهية (2/ 240 نقلا عن جهود مخلصة ص73): وصية هذا الفقير: الاعتصام بالكتاب والسنة في العقيدة، والعمل والتفكير فيهما دائماً، وقراءة جزء منهما كل يوم، وإن لم يستطع القراءة فيسمع ترجمة ورقة من كليهما، واختيار مذهب قدماء أهل السنة في العقيدة، والإعراض عن تفصيل ما لم يفعلوه وعدم التوجه إلى تشكيك أهل العقول، واتباع العلماء المحدثين في الفروع، فهم قد جمعوا بين الحديث والفقه
وأختم بهذا الكلام البديع للدهلوي في رسالته في مناقب ابن تيمية والدفاع عنه، وأنبه إلى أنني لا
أنقل ما فيها لأن الدهلوي ((ميال)) لابن تيمية!!!!! بل لأن فيها موافقته على اعتقاده وأنها عقيدة
أهل السنة بالدليل والحجة بخلاف من حاربه وضيق عليه فقال رحمه الله: قد تحققنا من حاله أنه عالم بكتاب الله ومعانيه اللغوية والشرعية، وحافظ لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآثار السلف، عارف بمعانيها اللغوية والشرعية، أستاذ في النحو واللغة، محرر لمذهب الحنابلة فروعه وأصوله، فائق في الذكاء، ذو لسان وبلاغة في الذب عن عقيدة أهل السنة، لم يُثر عنه فسق ولا بدعة، اللهم إلا هذه الأمور التي ضُيَّق عليه لأجلها، وليس شيءٌ منها إلا ومعه دليله من الكتاب والسنة وآثار السلف، فمثل هذا الشيخ عزيز الوجود في العالم، ومن يطيق أن يلحق شأوه في تحريره وتقريره؟ والذين ضيّقوا عليه ما بلغوا معشار ما آتاه الله تعالى ..
نرجع إلى الختني الذي يقول ((أما القول الذي نسب إلى الكوراني فأقول أن الشاه فصل كلام ابن
تيمية إلى ثلاث مقامات, فانظر المقام الثاني ثم انظر إلى تكملة كلامه لنفهم أن هذا القول مقتطع
من سياق طويل.)) ويقول ((وأنا أسوق قولا للكوراني في شرح القشاشية يقول: ((إن المعتزلة قد
كفرت أهل السنة لقولهم برؤيته سبحانه يوم القيامة ظنا منهم أن ذلك يستلزم التجسيم وهذا ظن
فاسد لأن أهل السنة يثبتونها بلا كيف ومع التنزيه عن الجسم والجهة)).))
بداية أنقل من مسلسلات الكوراني فقد قال في هذا المسلسل بالذات، بعد أن نقل ((توبة)) أبي الحسن الأشعري المشهورة: الذي يوضح كون الشيخ الأشعري على منهاج الفرقة الناجية -الذي هو الاتباع الكامل- كلامه في كتابه الإبانة الذي هو آخر مصنفاته فيما ذكر الحافظ ابن تيمية والمعوّل عليه في المعتقد، وفيما ذكره الحافظ ابن عساكر، وقد ساق منه الحافظ ابن عساكر في التبيين نحو خمس ورقات فلننقل منه ما يدل على كمال اتباعه الكتاب والسنة وإيمانه بالمتشابهات على ظاهرها مع التنزيه، فليس كمثله شيء، وهو الاعتقاد الجامع لنفي التشبيه والتعطيل، الذي هو اعتقاد أهل السنة والجماعة المعبّر عنهم في الحديث بالسواد الأعظم .. ثم نقل نقلاً طويلاً من تبيين كذب المفتري وفيه مقدمة الإبانة قدر ثلاث صفحات من مخطوط
المسلسلات، وفيه تصريح الأشعري باتباع اعتقاد أئمة الحديث ولا سيما الإمام أحمد بن حنبل،
وإثبات الاستواء على العرش وباقي الصفات كما يليق بالله سبحانه وتعالى، ثم نقل عن ابن عساكر
أن الأئمة يعتقدون بكتاب الإبانة أشد الاعتقاد ويعتمدون عليه أشد اعتماد، ونقل إعجاب الصابوني
بالإبانة!!!!! وقد نقل قصة الصابوني ابن عساكر أيضاً.
¥