تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وجدتُ الرسالة ولاحظتُ ما حُذِف منها، لكنني وجدت في موضع الحذف علامةَ الحذف ( .. ): نقطتين على التوالي، ووجدتُ باذيب يقول بلفظٍ صريح بعد انتهاء سَوْقه للرسالة ص26: (تم المختار من هذه الرسالة .. ). انتهى. فهل يُقال بعدَ هذا إنه دلّس وحذف؟! وهو المصرِّح بأنّ ما ساقه كان مختاراً من تلك الرسالة! وله نقْلُ ما يشاء وترك ما يشاء بحسب ما هو بصدده من الاستشهاد ـ وهو سَوقُ (نموذج لمراسلاته لبعض الأعيان من خارج الدولة)، ولا تثريبَ عليه ما دام أشار إلى أنه حذف واختار.

فأنت تثبت عليه الحذف والاختصار والاختيار، وتنفي عنه إرادة التدليس، أي إنك تتفق مع الأخ الأثري في الوقائع وتخالفه في التفسير والتوجيه. ولكنك الآن تعود القهفرى لتشكّك في الوقائع، وتريد أن تبرّئ الأستاذ باذيب وتلقي المسؤولية على الناخبي (لعل لأنه لا يريد إشكالاتٍ مع أهل بلده بإظهارٍ أمور قديمة: إمّا أنه لم يعد يعتقدها؛ أو أنه لا يزال يعتقدها لكنه لا يرى إظهارها في هذا الوقت .. وأظن أنّ هذا من حق الناخبي، لذا لا أرى أن ننحو في هذه المسألة باللائمة على باذيب). فما بالك نقضت غزلك أنكاثاً؟! ولماذا تضرب في فيافي الاحتمالات التي لا تنتهي لتبرئة الأستاذ باذيب؟! ولماذا لا تطالبه - بدلاً من ذلك - بنشر صور من الأصل لإثبات أن الناخبي هو الذي اختصر كلام نفسه؟!

يا أخي الكريم: الذي يجعلنا ننحو عليه باللائمة أنه لم يذكر هذا المعنى الذي وافقتني عليه في مقدمة الكتاب، وهو أن الغرض من الاختصار (تنحيةِ رأيٍ للناخبي حول الحضارم)، وإنما تسلل إلى تنحية رأيه عن طريق المكر والحيلة الخفيَّة. وقد تكرر هذا الأمر من جهابذة التحريف مراراً، وسيتكرر، وجرِّب وستجد! وهو التلطّف إلى التحريف والتعمية عليه إلى أن يكتشفه جهابذة النقاد كالأخ أبي عمار وفقه الله، فيفزعون إلى عبارات دفاعية وضعوها في النص لتبرئة أنفسهم وإلقاء المسؤولية على شركائهم، مثل عبارات (المختار من هذه الرسالة - تحت إشراف المترجَم ونظره - طبعة مهذَّبة)، ووضع ثلاث نقاط في موضع الحذف. هذا هو التدليس يا أخي الكريم!!

وأضرب لك مثلاً أن الثلاث نقاط في كلامك أعلاه لا تدل على الاختصار كقولك:

لكن يا أخي خزانة الأدب حفظك الله ... موضوع الكلام في مقدمة الديوان لم يكن عقيدةَ الناخبي أو آراءه في ممارسات الحضارم، إنما كان الموضوع سَوقَ نماذجَ من المراسلات، لذا أظن أننا نشدد على باذيب في غير ما محلٍّ للتشديد. أما قضية إدام القوت فمختلفة، وسأتكلم عنها إن سنحت الفرصة، إنما أردتُ أن ننهي قضيةَ الناخبي أولاً ثم نعود للموضوع الأصل، وثِقْ أنّ أخاك أبا الحسين ليس يكتب انتصاراً لأشخاص، إنما هي المباحثة، رزقنا الله جميعاً الإنصاف ... وشكراً لمداخلتك.

فالأستاذ باديب يضع ثلاث نقاط لا يكاد القارئ يفهم منها شيئاً ذا بال، ولكنها تصلح لمعنى الاختصار وإنكار المسؤولية عند الحاجة!!

وأنا في حذر من حكاية (إشراف المؤلف): لأنها عائمة غائمة، يستطيع الناشر من خلالها أن يخرّب الكتاب بحجة أن الطبعة بإشراف المؤلف، وما أدرانا أن رجلاً طاعناً في السن قد أجاز كل تغيير وقع في نصوص كتابه، أو أنه قد غيَّر معتقده، أو أنه خائف من قومه؟؟!! وهذه قضايا تاريخية وعقائدية مهمة لا يجوز التستر فيها خلف العبارات الموهمة ونقاط الاختصار، بل يجب أن يقال الرأي فيها بصراحة ووضوح، وأن فلاناً عاد إلى التصوف بعد أن كان منصرفاً عنه. ونحن أياه الأخ الكريم لا نستغرب أن يكون رجل من العلماء صوفيا أو أشعريا أو كائنا ما يكون، ولكننا نستنكر أن يعمد ناشر إلى تهذيب كلامه واختصاره ليصرفه من مذهب إلى مذهب!!

2 - وأما كتاب إدام القوت فمؤلفه الشيخ عبدالرحمن بن عبيد الله السقاف هو أكبر وأشهر علماء حضرموت في القرن الرابع عشر، وحسبك برجل يكتب إليه الحسين بن علي بخبر ثورته على الأتراك! وقد أكبرته وأجللته وأنا أقرأ كلامه في مجلة العرب، رحمه الله تعالى، وهو في الحقيقة متوسط بين السلفية والصوفية، فما باله يُحَرَّف كلامه ومذهبه على يد الأستاذ باذيب وشركائه، بنفس الحيلة المشار إليها أعلاه، وهو أن يُكتب على الغلاف (طبعةٌ: محققة، مهذَّبة، متمَّمة، مفهرسة). ثم عندما أنكشف الأمر على يد جهابذة النقاد تُلقى المسؤولية على الورثة وصاحب الدار ورئيس

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير