تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقد وُفِّق – رحمه الله تعالى – بفضل من ربه الكريم وبدعاء والده الصالح أن يجمع منذ اليوم الأوّل بين الانقطاع إلى إتقان العلوم الشرعية وبين العكوف على حياة العفاف والزهد وتدعيم الصلة بالله؛ فظلّ طالبًا مجدًّا بالنهار، وقائمًا متهجدًا بالليل، ومحافظًا على الصلوات الخمس في اليوم والليلة، وقد شهد أستاذُه الكبير الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي الذي قرأ عليه صحيحَ البخاري، بأنّ Mالمولوي أبرار الحق، قد أكرمه الله بنعمة الإحسان والعلاقة به تعالى أيَّام كان متعلمًا L (M علماء مظاهر العلوم L بالأردية، ج1، ص 488).

وقد عَثَرَ بعضُ الدارسين على بعض دفاتره ومذاكراته – رحمه الله – التي كان يُدَوِّنُها بانتظام عندما كان طالبًا بمدرسة مظاهر العلوم، فوَجَدُوا في بعضها ما يلي من برنامجه اليومي، وقد كان عندها في 13 من عمره فقط: Mاستيقظتُ للتهجد ليلاً في الساعة ... فهيأتُ الماءَ للسيد الأمين العامّ حتى يتطهّر ويتوضّأ، ثم صلّيتُ، ثم قرأتُ عليه درسًا محددًا من كتاب Mمختصر المعاني L وحضّرت دروسَ الكتب ... L

وقد تَعَلَّقَ بالشيخ الكبير العلاّمة أشرف علي التهانوي – رحمه الله – أثناء تعلمه بمدرسة مظاهر العلوم. وكان مجبولاً على الصلاح، ناشئًا على الدين، متقيدًا بأحكامه منذ نعومة أظفاره؛ حيث كان بيتهُ بيتَ علم ودين وصلاح، وكان يقصد أيام تحصيله بلدةَ Mتَهانَهْ بَهوَنْ L (Thana Bhawan) كلَّ أسبوع، يزور شيخه ويجالسه، ويستضيء بتعليماته وتوجيهاته، ويتعلم منه الإطِّراحَ على عتبة ربّه، وأسلوبَ اتباع نبيه S، ونهجَ التمتع بحبه. وكان يُمْضِي أيامَ إجازته كلّها لدى شيخه، يَتَشَرَّبُ منه روحَ الشريعة، ويتعلم منه معنى الإخلاص، ويَتَربَّى? على العمل بالدين بجميع أجزائه. وقد كان الشيخ التهانويّ دقيقَ الملاحظة لأحوال مريديه والمتربِّين لديه، فكان لايجيز بالمبايعة والقيام بالتربية والتزكية إلاّ من يجده على المستوى المطلوب لديه، من الصلاح الكامل، والتدين الشامل، والأمانة في جميع نواحي الحياة. ومما يُؤَكِّدُ كونَ الشيخ أبرارالحق على جانب كبير من الصلاح أن الشيخ التهانوي – رحمه الله – أجازه بالبيعة ولم يتجاوز عمره 22 عامًا. وذلك عام 1361هـ /1942م. وربّما لم ينل منه أيّ عالم الإجازة بالبيعة في مثل هذا العمر المبكر. وكانت إجازةُ الشيخ التهانوي لأحد بالمبايعة تُعْتَبَرُ بحقّ شهادةً مؤكدةً بكونه قد أصبح ممن يوثق بدينه وصلاحه وإخلاصه، وتجرده من أدران المادية، وأرجاس الأهواء؛ ولكن الشيخ أبرارالحق – رحمه الله – لم يثق بنفسه، ولم يَعُدَّهَا مستغنيةً عن الإصلاح والتزكية، فظلّ يراجع الشيخ التهانوي عبر حياته يسترشده ويعرض عليه أحوالَه. وبعدما تُوُفِّيَ شيخُه التهانويُّ، ظلّ يلازم الاتصالَ بأحد أصحابه البارزين: الشيخ خواجه عزيزالحسن مجذوب رحمه الله (المتوفى 1363هـ / 1944م) وإثر وفاته ظل يتعلق بأصحابه الآخرين، أمثال الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري المتوفى 1385هـ / 1965م، والشيخ عبد الغني البهولبوري المتوفى 1383هـ / 1963م، والشيخ وصيّ الله الفتحبوري المتوفى 1387هـ / 1967م. وبعدما استاثرت بهم رحمةُالله تعالى، ظلّ على علاقة بكل من الشيخ محمد أحمد البرتابكدهي المتوفى 1412هـ / 1991م، والشيخ المفتي محمودالحسن الكنكوهي رئيس قسم الإفتاء بالجامعة الإسلامية: دارالعلوم / ديوبند المتوفى 1417هـ / 1996م.

أعماله التدريسيّة

1 - عمل مدرسًا مساعدًا بمدرسة مظاهرالعلوم، إثر تخرّجه منها وإنهائه مرحلةَ التخصص في العلوم الشرعية والعلوم العقلية.

2 - وبعد فترةٍ أَمَره شيخُه التهانويّ بالعمل مدرسًا في مدرسة Mجامع العلوم L بمدينة Mكانبور L التي كان قد أسّسها هو، فبقي يدرّس بها نحو عامين.

3 - ثم انتقل منها على إيعاز من شيخه إلى Mالمدرسة الإسلامية L بـ Mفتحبور هنسوه L التي مكث بها مدرسًا نحو عامين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير