فمن ذلك: كَريز وكُرَيز، حكى أبو علي الغساني في كتابه تقييد المُهمَل، عن محمد بن وضاح: أنّ كَريزا بفتح الكاف، في خزاعة، وكُرَيزا بضمها في عبد شمس بن عبد مناف 0
ومنه في: حزام بالزاي في قريش، وحِرام بالراء المهملة في الأنصار 0
ومنه فيما قال الخطيب الحافظ: العيشيون بصريون، والعبسيون كوفيون، والعنسيون شاميون، وكذا قاله الحاكم قبله، وذلك على الغالب، فالأول: بالشين المعجمة، وقبلها مثناة تحتية، والثاني: بالباء الموحدة، والثالث: بالنون والسين مهملة فيهما 0
ومنه: السَّفْر بإسكان الفاء، والسفر بفتحها، الكنى من ذلك بالفتح، وغيرها بالإسكان، ومن المغاربة مَنْ سكَّن فاء أبي السَّفْر سعيد بن يُحمِد (بضم الياء، تحتها نقطتان، وسكون الحاء المهملة،وكسر الميم، أبو السَّفْر تابعي كما في جامع الأصول)، وذلك خلاف قول أهل الحديث، قاله الدارقطني 0
والمتفق والمفترق:
ما اتفق لفظا وخطا، وذلك أقسام كثيرة، فمن أمثلته:
أحمد بن جعفر بن حمدان أربعة متعاصرون في طبقة واحدة:
فالأول: أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القطيعي، سمع من عبد الله بن أحمد بن حنبل المسند والزهد 0
والثاني: أحمد بن جعفر بن حمدان بن عيسى السقطي البصري، يكنى أبا بكر أيضا، يروي عن عبد الله بن احمد بن إبراهيم الدورقي 0
والثالث: أحمد بن جعفر بن حمدان الدينوري، حدث عن عبد الله بن محمد بن سنان الرومي 0
والرابع: أحمد بن جعفر بن حمدان، أبو الحسن الطرسوسي، روى عن عبد الله بن جابر ومحمد بن حصين بن خالد الطرَسوسيين 0
ومن غريب الاتفاق: محمد بن جعفر بن محمد، ثلاثة متعاصرون، ماتوا في سنة واحدة، وكل منهم في عشر المئات، وهم أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن الهيتم الأنباري البندار، ومحمد بن جعفر بن محمد بن مطر النيسابوري، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن كنانة البغدادي، ماتوا في سنة ستين وثلاثمائة 0
ومنها: الاتفاق في الكنية والنسبة معا نحو: أبي عمران الجَوٍْني رجلان:
الأول: بصري، وهو أبو عمران عبد الملك بن حبيب الجوني التابعي المشهور، وسمي عبد الرحمن ولم يتابع من سماه على ذلك 0
والثاني: أبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني، روى عن الربيع بن سليمان وطبقته، وهو بصري سكن بغداد 0
ومن ذلك ما ذكره الخطيب أبو عمر الحوضي اثنان 0
ومن ذلك الاتفاق في الاسم واسم الأب والنسبة: محمد بن عبد الله الأنصاري اثنان:
الأول: القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري البصيري شيخ البخاري 0
والثاني: أبو سلمة محمد بن عبد الله بن زياد الأنصاري مولاهم، بصري أيضا، ضعفه العقيلي، وغيره 0
قال:
خذ الوجدَ عني مسندا ومعنعنا فغيري بموضوع الهوى يتحللُ
أقول:
وقد اشتمل هذا البيت على مسائل:
الأولى: المسند
واختلف في حده فقال ابن عبد البر: ما رفع إلى النبي ? خاصة متصلا أو منقطعا 0
فالاتصال: مالك عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ? 0
والانقطاع: مالك عن الزهري عن ابن عباس عن رسول الله ? 0
فهذا مسند لإسناده إلى رسول الله ?، وهو منقطع لعدم سماع الزهري من ابن عباس، فحينئذ يستوي المسند والمرفوع 0
وقيل: المسند الذي اتصل إسناده من راويه إلى منتهاه 0
قال ابن الصلاح: " وأكثر استعمال ذلك فيما جاء عن رسول الله? خاصة " 0
وقيل: المسند ما رفع إلى النبي? بإسناد متصل 0
وبه جزم الحاكم النيسابوري، وحكاه ابن عبد البر قولا للبعض 0
الثانية: المعنعن
وهو الرواية بلفظ عن من غير بيان للتحديث، والإخبار، والسماع، وهو من قبيل الإسناد المتصل على الصحيح بشرط سلامة الراوي له بالعنعنة من التدليس، وثبوت ملاقاته للمروي عنه بها 0
الثالثة: الموضوع
وهو شر الضعيف، وهو المكذوب، ويقال فيه: المختلق المصنوع، لأن واضعه اختلقه وصنعه 0
ولا تجوز رواية الموضوع في أي حال إلا مبينا بالوضع 0
وعن سفيان قال: ما ستر الله أحدا يكذب في الحديث 0
وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: لو أن رجلا همَّ أن يكذب في الحديث لأسقطه الله 0
وعن ابن المبارك قال: لو همَّ رجل في السَّحَر أن يكذب في الحديث، لأصبح والناس يقولون: فلان كذاب 0
¥