وَأَخَذَ أَيْضَاً عَنْ الشَّمْسِ الْبَقَرشيِّ عَنْ عَمِّهِ مُوسَى عَنْ الشَّعْرَانِيِّ. وَأَخَذَ أَيْضَاً عَنْ عِيسَى الشِّنَّاوِيِّ عَنْ كَمَالِ الدِّينِ الشِّنَّاويِّ الطَّوِيلِ عَنْ أَحْمَدَ الشِّنَّاويِّ الْخَامِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَلِيٍّ عَنْ وَالِدِهِ عَبْدِ الْقُدُّوسِ عَنْ الشَّعْرَانِيِّ. وَرَوَى الطَّرِيقَةِ الْبَكْرِيَّةِ عَنْ سَيِّدِي مُحَمَّدِ أَبِي الْمَوَاهِبِ.
وَأَغْرَبُ مَا فِي الثَّبَتِ الْمَذْكُورِ: الطَّرِيقَةُ العباسيَّةِ، وَسِلْسِلَةُ مَا فِيهَا مِنْ طَرِيقِ الْخُلَفَاءِ الْعَبَّاسِيِّينَ الَّذِينَ كَانُوا بِبَغْدَادَ كَتَبَ لَهُ سَنَدَهَا الْعُجَيْمِيُّ. وَمِنْ أَغْرَبِ مَا فِيهَا: الْمَقْصِدُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ فِي طَرِيقَةِ الْجِنِّ الَّتِي أَخَذَهَا عَنْ شيخه عيسى الشناوي عَنْ كَمَالِ الدِّينِ الشِّنَّاويِّ عَنْ الشِّهَابِ الشِّنَّاويِّ وَهُوَ عَنْ شَخْصٍ مِنْ صَالِحِي الْجِنِّ وَمُلُوكِهِمْ وَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ هَذَا الطَّرِيقِ أَرْبَعَةُ أَنْفُسٍ. وَمِنْ غَرَائِبِهِ رِوَايَتِهِ لِلطَّرِيقَةِ الْخَضِرِيَّةِ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إِلَى أَحْمَدَ الشِّنَّاويِّ الْخَامِيِّ عَنْ سَيِّدِي مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَكْرِيِّ عَنْ وَالِدِهِ عَنْ رَجُلٍ مِنْ رِجَالِ الْغَيْبِ عَنْ أُمِّهِ، قال أبو الْحَسَنِ الْبَكْرِيِّ: ذَكَرَ وَلَدُهَا عَنْهَا أَنَّهَا حَضَرَتْ بَعْثَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَأَتْهُ وَصَافَحَتْهُ وَتَلَّقَتْ مِنْهُ الْوَصِيَّةَ بِالْحَقِّ وَالصَّبْرِ، وَكَانَ اجْتِمَاعُنَا بِهِ فِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ بِصُحْبَتِي سَيِّدِي عَبْدُ الْقُدُّوسِ الشِّنَّاوِيُّ وَأبُو الْخَيْرِ النَّبَابِيُّ، قَالَ: وَذَكَرَ هَذَا الرَّجُلُ أَنَّهُ وُلِدَ فِي خِلافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَ الاجْتِمَاعُ بِهِ فِي أَوَّلِ الْقَرْنِ الْعَاشِرِ، وَأُمَّهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مَعَهُ، وَهِيَ جَمِيلَةُ الصُّورَةِ مُعْتَدِلَةُ الْمَزَاجِ، قَالَ: وَلا عَجَبَ مِنْ فِعْلِ اللهِ وَأَمْرِهِ، نَقَلَ عَنْهُ ذَلِكَ الصَّفِيُّ الْقَشَّاشِيُّ، قَالَ: فَبَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَةُ أَنْفُسٍ. وَرَوَى حَدِيثَ الْمُصَافَحَةِ بِأَسَانِيدِهِ السَّابِقَةِ إِلَى الشَّعْرَانِيِّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْقَيْرَوَانِيِّ كَمَا صَافَحَ الشَّرِيفَ الْمِنْشَاوِيَّ بِمَكَّةَ، وَهُوَ صَافَحَ بَعْضَ الْجِنِّ الَّذِينَ صَافَحَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفَرَغَ الْمَلِيجِيُّ مِنْ كَتْبِ ثَبَتِهِ الْمَذْكُورِ سَنَةَ 1106.
قَالَ صَاحِبُ «فِهْرِسِ الْفَهَارِسِ»: أَرْوِيهِ وَمَا فِيهِ وَمَا لِمُؤَلِّفِهِ عَنْ شَيْخِنَا أَحْمَدَ الْجَمَلِ النَّهْطِيهِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ الشَّمْسِ مُحَمَّدِ الْبَهِيِّ الطَّنْدَتَائِيِّ عَنْ السَّيِّدِ مُرْتَضَى الزَّبِيدِيِّ عَنْ الشِّهَابَيْنِ الْمَلَوِيِّ وَالْجَوْهَرِيِّ كِلاهُمَا عَنْهُ.
قَالَ السَّائِلُ الْمُسْتَرْشِدُ: مَا حُكْمُ هَذِهِ الأَسَانِيدِ الْجِنِّيَّةِ، وَالْخَضِرِيَّةِ، وَالْعِفْرِيتِيَّةِ، وَالشَّعْرَانِيَّةِ، وَالشِّنَّاوِيَّةِ، وَالْمَلِيجِيَّةِ؟، وَمَا قَوْلِ أَهْلِ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فِي الرَّاوِي مِنْ مُلُوكِ الْجِنِّ الْحُمْرِ، وَرِجَالِ الْغَيْبِ الصُّفْرِ؟، وَمَا السَّبِيلُ إِلَى مَعْرِفَةِ مَرَاتِبِ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ؟، وَهَلْ تُسَمَّى رِوَايَاتُ أَمْ خُرَافَاتٌ أَمْ خُزَعْبَلاتٌ؟.
وَمِنَ الْمَطْلُوبَاتِ الْمُتَحَتِّمَاتِ، وَهِيَ أَهَمُّ مِنَ الْمَذْكُورَاتِ السَّابِقَاتِ: مَا الْمُرَادُ مِنْ حِفْظِ هَذَا الثَّبَتِ مَعَ عُجْرِهِ وَبُجْرِهِ؟، وَأَيُّ مَعْنَىً أَرَادَهُ صَاحِبُهُ بِقَوْلِهِ «مَعْرِفَةِ الآدَابِ فِي الظُهُورِ وَالْبُطُونِ»: ظُهُورُ مَنْ، وَ بُطُونُ مَنْ؟!.
ـــــ،،، ـــــ
فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا ذُكِرَ فِي هَذَا الإِيْرَادِ إنَّمَا هُوَ غَيْضٌ منْ فَيْضِ، وَقَطْرَةٌ مِنْ حَوْضٍ، مِمَّا زَخَرَ بِهِ هَذَا الثَّبَتُ الْمَذْكُورُ مِنَ الرِّوَايَاتِ الْجِنِّيَّةِ، وَالْخُزَعْبَلاتِ الشَّعْرَانِيَّةِ، وَأَسْمَاءِ مُلُوكِ الْجِنِّ الزُّرْقِ، ورِجَالِ الْجَهْلِ الْحُمْقِ.
ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي وَأَقْولُهَا ثَانِيَةً: لَئِنَ كَانَ سَادَاتُ الطُّرُقِ الرِّفَاعِيَّةِ وَالنَّقْشَبَنْدِيَّةِ وَالْقَادِرِيَّةِ وَالْجِنِّيَّةِ يَأْمُرُونَ أَتْبَاعَهُمْ بِحَرْقِ كُتُبِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ وَابْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَفَلَيْسَ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ تُجْزَي سَيْئِةٌ بِمِثْلِهَا، وَتُعَاقَبُ لَكَاعٌ بِسُوءِ فِعْلِهَا، فَيَغَارُ أَنْصَارُ دِينِ اللهِ، وَحُفَّاظُ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، فَيُمَزِّقُوا هَذِهِ الأَثْبَاتِ وَالْمَشْيَخَاتِ؟!.
وَلَمَّا كَانَ مَدَارُ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ فِي هَذَا الثَّبَتِ الْمَزْعُومِ، وَالطِّلْسِمِ الْمَرْقُومِ عَلَى ثَلاثَةٍ مِنْ أَوْتَادِ الصُّوفِيَّةِ الإلْحَادِيَّةِ وَدَعَائِمِهَا، وَهِيَ: الشَّعْرَانِيَّةُ، وَالشِّنَّاوِيَّةُ، وَالْمَلِيجِيَّةُ، فَقَدْ وَجَبَ بَيَانُ أُصُولِهِمْ وَعَقَائِدِهِمْ، وَضَلالاتِهِمْ وَمَفَاسِدِهِمْ، وَأَعْمَالِهِمْ الْوَثَنِيَّةِ، وَأَحْوَالِهِمْ الشَّيْطَانِبَّةِ.
¥