إذاً أرجع وأنا صاغِر ولأن أكون "ذنباً في الحقّ" أحبّ إليّ من أكونَ "رأساً في الباطل"
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[05 - 08 - 10, 12:04 ص]ـ
في ترجمة عبيدالله بن الحسن العنبري، أنه كان ثقة في الحديث
و (كان من كبار العلماء، العارفين بالسنة، إلا أن الناس رموه بالبدعة، بسبب قول حُكي عنه، من أنه كان يقول:
بأن مجتهد من أهل الأديان مصيب، حتى كفره القاضي أبو بكر، وغيره).
وقد ساق قوله هذا، وما شابهه، الشاطبي في: ((الاعتصام)) وذكر رجوعه عنه، وأنه من باب زلة العالم،
وقال كلمته المشهورة: (إذاً أرجع وأنا من الأصاغر، ولأن أكونَ ذنباً في الحق أحبَّ إليَّ من أن أكونَ رأساً في الباطل) ا هـ.
كتاب المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد-رحمه الله - ط3 ص464.
..............................................
* كل مجتهد من أهل الأديان مصيب: الاعتصام للشاطبي: 1/ 147 – 148.
قلت: سبحان الله أين نحنُ من صنيع ذاك العالم المحدّث -رفيع الأدب-؟!
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[06 - 08 - 10, 01:06 ص]ـ
ما أكثر رؤوس الباطل في زماننا!!!
عافنا الله ..
جزاك الله خيراً أخية ورفع قدرك في الدارين ...
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[06 - 08 - 10, 03:48 م]ـ
وخيرا جزاكِ الله أخية.
وصدقتِ فيما قلتِ، فقد تكاثرت شعبُ الباطل، وأينعت رؤوسُ أهله!
نسأل الله أن يلهمنا الصّوابَ، ويهدينا له دوما.
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[06 - 08 - 10, 09:13 م]ـ
ومن أروعِ وأمتع وأعجبِ ما قرأتُ في هذا البابِ حقيقة!!
ما حكاه القاضي ابن العربي في كتابه: " أحكام القرآن " (1/ 182 - 183)، قالَ:
أخبرني محمّد بن قاسم العثماني غير مرّة، قال:
وصلتُ الفُسطاطَ مرةً، فجئتُ مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهريّ ,
وحضَرتُ كلامه على النّاس، فكان ممّا قال في أول مجلس جلستُ إليه:
" إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- طلّق وظاهر وآلى!
فلما خرج تَبِعْتُه حتى بلغتُ معه إلى منزله في جماعة،
فجلس معنا في الدِّهْلِيز وعرّفهم أمري؛فإنه رأى إشارة الغُربة،
ولم يَعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه، فلما انفضّ عنه أكثرهم،
قال لي: أراك غريباً، هل لك من كلام؟ قلت: نعم، قال لجلسائه: أفرجوا له عن كلامه.
فقاموا وبقيت وحدي معه، فقلت له: حضرتُ المجلس اليوم متبرّكاً بك،
وسمعتك تقول: آلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- وصدقتَ ,
وطلّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وصدقتَ ,
وقلتَ: وظاهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا لم يكن!
ولا يصح أن يكون؛ لأنّ الظّهار منكر من القول وزور ,
وذلك لا يجوز أن يقع من النّبي -صلى الله عليه وسلم-
فضمّني إلى نفسه وقَبَلَ رأسي وقال لي:
أنا تائبٌ من ذلك جزآك الله عني من معلمٍ خيراً.
ثم انقلبت عنه، وبكَّرت إلى مجلسه في اليوم الثاني، فألفيته قد سبقني إلى الجامع،
وجلس على المنبر، فلما دخلتُ من باب الجامع ورآني؛ نادى بأعلى صوته:
مرحباً بمعلمي؛ أفسحوا لمعلمي!!
فتطاولت الأعناق إليَّ، وحدقت الأبصار نحوي، وتبادر الناسُ إليَّ يرفعونني على الأيدي، ويتدافعونني حتى بلغت المنبر،
وأنا لعظيم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض، والجامع غاصٌ بأهله، وأسال الحياء بدني عرقاً،
وأقبل الشيخ على الخلق فقال لهم:
أنا معلمكم وهذا معلمي!
لمَّا كان بالأمس قلت لكم: آلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطلّق وظاهر؛
فما أحدٌ منكم فَقُهَ عني ولا ردَّ عليَّ، فاتبعني إلى منزلي وقال لي: كذا وكذا،
-وأعاد ما جرى بيني وبينه-
وأنا تائب عن قولي بالأمس، راجعٌ عنه إلى الحقّ،
فمن سمعه ممن حضر فلا يعوِّل عليه، ومن غاب فليبلغه من حضر،
فجزاه الله خيراً , وجعل يحفل في الدّعاء والخلق يؤَمّنون.
.................................................. .....................
قال ابن العربي معلّقاً: ((فانظروا رحمكم الله إلى هذا الدّين المتين، والاعتراف بالعلم لأهله على رؤوس الملأ،
من رجلٍ ظهرت رياسته، واشتهرت نفاسته، لغريبٍ مجهول العين لا يعرف مَنْ؟
ولا مِنْ أين؟ فاقتدوا به ترشدوا)).
قلتُ: ما أجلّه وما أعظمهُ من موقف!
و لينظر القاصي والدّاني كيف كانت أخلاقُ سلفنا!
- جعلنا الله رجّاعينَ للحقِّ، آيبين تائبين -.
ـ[فاطمة سعد]ــــــــ[07 - 08 - 10, 02:20 م]ـ
امين يارب العالمين اللهم ثبتنا على دينك وارنا الحق حقنا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه .............. احسن الله اليك اختي
ـ[أم عبد الرحمن الأثرية]ــــــــ[09 - 08 - 10, 04:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ومن الصّحابة من كان لهم رجوع إلى الحق: كموقف أبي بكر رضي الله عنه مع مسطح بن أثاثة الذي يأكل من نفقة أبي بكر كان قد شارك في اتهام ابنته السيدة عائشة بحديث الإفك، فأقسم أبو بكر ألا ينفق عليه، ونزل قوله تعالى: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، فما أن سمع أبو بكر خاتمة الآية حتى صاح: (بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي) وتغلّب على عواطفه التي تدعوه للثأر لِعرْض ابنته البريئة (فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا).
¥