تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عشرةُ أمور ينبغي للإنسان أنْ يقدّم التفكيرَ فيها ويجعلها نُصبَ عينيه!

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[13 - 12 - 10, 07:20 م]ـ

[عشرةُ أمور ينبغي للإنسان أن يُقدِّمَ التّفكيرَ فيها ويجعلها نُصبَ عينيه]

لذهبي عصره العلاّمة الشيخ

عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني -رحمه الله-:

أولاً: التّفكير في شرَف الحقِّ وضِعَةِ الباطل:

وذلك بأن يفكّر في عظمة الله، وأنّه ربُّ العالمين، وأنّه سبحانه يحبُّ الحقَّ ويكرهُ الباطلَ، وأنَّ من اتبع الحقَّ استحقَّ رضوانَ ربّ العالمين، فكان سبحانه وليه في الدنيا والآخرة، بأن يختار له كل ما يعلمه خيراً له وأشرف حتى يتوفاه راضياً مرضياً، فيرفعه إليه ويقربه لديه، ويحلّه في جوار ربّه مكرّماً منعّماً في النّعيم المقيم، والشّرف الخالد، الذي لا تبلغ الأوهامُ عظمتَه.

وأن من أخلد إلى الباطل استحق سخط رب العالمين وغضبه وعقابه، فإن آتاه شيئاً من نعيم الدّنيا؛ فإنما ذلك لهوانه عليه؛ ليزيده بُعداً عنه، وليضاعفَ له عذاب الآخرة الأليم الخالد الذي لا تبلغ الأوهامُ شدّتَه.

ثانيًا: يفكّر في نسبة نعيم الدّنيا إلى رضوان ربّ العالمين ونعيم الآخرة، ونسبة بؤس الدّنيا إلى سخط رب العالمين وعذاب الآخرة:

ويتدبر قول الله عز وجل: " وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ. أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ. وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ. وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ. وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ " الزخرف.

ويفهم من ذلك أنه لولا أن يكونَ النّاسُ أمّةً واحدة؛ لابتلى الله المؤمنين بما لم تجر به العادة من شدّة الفقر والضرّ والخوف والحزن وغير ذلك، وحسبك أن الله ابتلى أنبيائه وأصفيائه بأنواع البلاء.

وعَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

" مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ الْخَامَةِ مِنْ الزَّرْعِ تُفِيئُهَا الرِّيحُ تَصْرَعُهَا مَرَّةً وَتَعْدِلُهَا أُخْرَى حَتَّى تَهِيجَ وَمَثَلُ الْكَافِرِ كَمَثَلِ الْأَرْزَةِ الْمُجْذِيَةِ عَلَى أَصْلِهَا لَا يُفِيئُهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ انْجِعَافُهَا مَرَّةً وَاحِدَةً "

رواه البخاري ومسلم.

ثالثًا: يفكّر في حاله بالنّظر إلى أعماله من الطّاعة والمعصية:

فأما المؤمن فإنه يأتي الطّاعة راغباً نشيطاً لا يريد إلا وجه الله والدار الآخرة، فإن عرضت له رغبة في الدنيا فإلى الله فيما يرجو معونته على السّعي للآخرة، فإن كان ولا بد ففيما يغلب على ظنه أنه لا يثبطه عن السعي للآخرة.

وهو على كل حال متوكّلٌ على الله، راغبٌ إليه أن يختار له ما هو خير وأنفع، ثم يباشر الطاعة خاشعاً، مستحضراً أن الله يراه ويرى ما في نفسه، ويأتي بها على الوجه الذي شرعه الله، وهو مع ذلك كما قال الله تعالى:

" ... يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [سورة المؤمنون ".

فهو يخاف ويخشى أن لا تكون نيته خالصة، وذلك أن النّيّة الصّالحة قد تكون من قوي الإيمان، وقد تكون من ضعيفه، الذي إنما يطيع احتياطًا، وقد لا تكون خالصة بل يمازجها رغبةٌ في ثواب الدّنيا لأجل الدّنيا، أو رغبة في الآثار الطبيعية ككسر الشهوة حيث لا يشرع، وكتقوية النفس. وكمنفعة البدن كالذي يصوم ليصح، ويصلي التراويح لينهضم طعامه.

وكحب الترويح عن النفس كالذي يأتي الجمعة ليتفرج، ويلقى أصحابه، ويقف على أخبارهم. وكمراعاة الناس لكي يمدحوه، ويثنوا عليه، فيعظم جاهه، ويصل إلى أغراضه ولا يمقتوه ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير