تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و مَن تزيّنَ بمَا ليْس فِيه شَانَهُ اللهُ!

ـ[حنين السلفية]ــــــــ[26 - 08 - 10, 08:25 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول ابن القيم رحمه الله في شرحه لحكمة عمر رضي الله عنه: (ومن تزين بما ليس فيه شانه الله)

" ... لما كان المتزين بما ليس فيه ضد المخلص ـ فإنه يظهر للناس أمرا وهو في الباطن بخلافه ـ عامله الله بنقيض قصده، فإن المعاقبة بنقيض القصد ثابتة شرعا وقدرا، ولما كان المخلص يعجل له من ثواب إخلاصه الحلاوة والمحبة والمهابة في قلوب الناس عجل للمتزين بما ليس فيه من عقوبته أن شانه الله بين الناس، لأنه شان باطنه عند الله، وهذا موجب أسماء الرب الحسنى وصفاته العليا وحكمته في قضائه وشرعه.

هذا، ولما كان من تزين للناس بما ليس فيه من الخشوع والدين والنسك والعلم وغير ذلك قد نصب نفسه للوازم هذه الأشياء ومقتضاها فلا بد أن تطلب منه، فإن لم توجد عنده افتضح، فيشينه ذلك من حيث ظن أنه يزينه، وأيضا فإنه أخفى عن الناس ما أظهر لله خلافه، فأظهر الله من عيوبه للناس ماأخفاه عنهم، جزءا له من جنس عمله، وكان بعض الصحابة يقول: أعوذ بالله من خشوع النفاق.

قالوا: وما خشوع النفاق؟

قال: أن ترى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع.

وأساس النفاق وأصله هو التزين للناس بما ليس في الباطن من الإيمان،فعلم أن هاتين الكلمتين من كلام أمير المؤمنين مشتقة من كلام النبوة وهما من أنفع الكلام، وأشفاه للسقام." (1)


(1) - إعلام الموقعين،2/ 432، طبعة دار الحديث.

نسأل الله العفو والعافية.

ـ[أم عائشة السلفية]ــــــــ[27 - 08 - 10, 06:09 م]ـ
بوركتِ أخيتى

اللهم ارزقنا الإخلاص فى القول والعمل

ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[28 - 08 - 10, 02:08 ص]ـ
" الإخلاصُ عزيز "!!
نسألُ اللهَ العفوَ و السّلامة!

جزيتِ خيرا أختاه ..

ـ[أم عمير السلفية]ــــــــ[28 - 08 - 10, 03:23 ص]ـ
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم

بارك الله فيكم

ـ[طالبة العلم التواقة]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
اللهم ارزقنا الاخلاص واجعلنا من أهله

ـ[مارية الجزائرية]ــــــــ[30 - 08 - 10, 09:45 م]ـ
نسأل الله العفو والعافية

جزاك الله خيرا

ـ[حنين السلفية]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:43 م]ـ
أخواتي الفضليات /

أم عائشة السلفيّة
طويلبة علم حنبليّة
أم عمير السلفية
طالبة العلم التواقة
مارية الجزائرية

جزاكن الله خيرا على دعائكن الطيّب، رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل.

ـ[حنين السلفية]ــــــــ[28 - 10 - 10, 08:44 م]ـ
أنقل لكن هذا الشرح من
"تمام المنة" مدونة سُكينة الألباني -غفر الله لها-
ورحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى

عنْ أَسْمَاءَ رضي الله عنها أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي ضَرَّةً؛ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ إِنْ تَشَبَّعْتُ مِنْ زَوْجِي غَيْرَ الَّذِي يُعْطِينِي؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)
متفق عليه.

قال الحافظ رحمه الله في "الفتح" (9/ 317 و318):
قَوْله " الْمُتَشَبِّع " أَيْ الْمُتَزَيِّن بِمَا لَيْسَ عِنْده يَتَكَثَّر بِذَلِكَ وَيَتَزَيَّن بِالْبَاطِلِ؛
كَالْمَرْأَةِ تَكُون عِنْد الرَّجُل وَلَهَا ضَرَّة، فَتَدَّعِي مِنْ الْحَظْوَة عِنْد زَوْجهَا أَكْثَر مِمَّا عِنْده، تُرِيد بِذَلِكَ غَيْظ ضَرَّتهَا،
وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الرِّجَال". ا. هـ

قال الإمام النووي رحمه الله:
" ((المُتَشَبِّعُ)): هُوَ الَّذِي يُظْهِرُ الشَّبَعَ وَلَيْسَ بِشَبْعَان.
ومعناهُ هُنَا: أنْ يُظْهِرَ أنَّهُ حَصَلَ لَهُ فَضيلَةٌ، وَلَيْسَتْ حَاصِلَةً.
((وَلابِسُ ثَوْبَي زُورٍ)) أيْ: ذِي زُورٍ، وَهُوَ الَّذِي يُزَوِّرُ عَلَى النَّاسِ،
بِأنْ يَتَزَيَّى بِزِيِّ أهْلِ الزُّهْدِ أَو العِلْمِ أَو الثَّرْوَةِ، لِيَغْتَرَّ بِهِ النَّاسُ، وَلَيْسَ هُوَ بِتِلْكَ الصِّفَةِ.
وَقَيلَ غَيرُ ذَلِكَ واللهُ أعْلَمُ". ا. هـ من "رياض الصالحين" بتحقيق الوالد رحمه الله (ص 551 و552).

وقال القاضي عياض رحمه الله في شرح الحديث الثاني (مَنْ اِدَّعَى دَعْوَى كَاذِبَة لِيَتَكَثَّرَ بِهَا؛ لَمْ يَزِدْهُ اللَّه إِلَّا قِلَّةً):
"هُوَ عَامٌّ فِي كُلِّ دَعْوَى يَتَشَبَّع بِهَا الْمَرْءُ بِمَا لَمْ يُعْطَ:
مِنْ مَالٍ يَخْتَال فِي التَّجَمُّل بِهِ مِنْ غَيْره
أَوْ نَسَب يَنْتَمِي إِلَيْهِ ليس مِن جَذْمِه
أَوْ عِلْم يَتَحَلَّى بِهِ لَيْسَ مِنْ حَمَلَتِه
أَوْ دِينٌ يُرائي به لَيْسَ هُوَ مِنْ أَهْله
فَقَدْ أَعْلَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ غَيْر مُبَارَك لَهُ فِي دَعْوَاهُ، وَلَا زَاكٍ مَا اكْتَسَبَهُ بِهَا.
وَمِثْله الْحَدِيث الآخَر (الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ مَنْفَقَة لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ) ". "إكمال المعلم" (1/ 391).

وقد استدل الوالد رحمه الله تعالى رحمة واسعة بهذا الحديث (حديث التشبع) على مسألة العزو هذه، فقال رحمه الله بعد أن ذكر "قول العلماء: "مِن بركةِ العلمِ عَزْوُ قولٍ إلى قائله":
"لأن في ذلك ترفُّعًا عن التزوير الذي أشار إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في قوله: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ)، متفق عليه". ا. هـ
من مقدمة "الكلم الطيِّب" ص11 و12
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير