تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: هل تطرق الدعاة لهذه المشكلة؟ وإن كانوا قد فعلوا ,فأرجو أن تدلوني على أسماء أشرطتهم أو كتبهم. وجزاكم الله عنا خير الجزاء.


الإجابة

بنتي الكريمة: في البداية لا أكتمك فرحي بوجود مثل هذا الحماس للتغيير، وهو ما لو وجد لدى كل معلمة لتغيرت أمورنا جذرياً, إنك – أيها الكريمة – حين رأيت المنكر ارتفعت همتك للتغيير. وجانب آخر بدا رائعاً؛ وهو أنك لم تكتف بالغيرة والحماس لتنطلقي في التغيير، وإنما أردت – شأن العقلاء – أن تتجنبي في تغييرك أكبر قدر من السلبيات، وتبقي أكبر قدر من الإيجابيات، ومن هنا جاء طلبك الاستشارة، ممن تتوقعين أنه يملكها.

بنتي الكريمة: مشكلة بعض النساء - وإن كبرت وتبوأت مركزاً - مثل الكأس الفارغ، فهو قد يكون جميل المظهر، رائع الشكل, لكنه فارغ!

والشيء حين لا يستعمل يعلوه الغبار، وحين لا يصان، بصورة دورية، تتراكم عليه الأتربة, ومن أسوأ الأمور أن ترى تلك الكأس الجميلة، قد علاها الغبار، فلم يعد لجمالها معنى!

إن الكثيرات قد يكون جنى عليهن أهلهن، حين عنوا بالجوانب المادية، وصرفوا اهتمامهم لها، فأخرجوا فتاة ذات شكل وجمال، ولكنها كأس (فارغة)!

كما أن للمعلمة دوراً في الجناية، فأغلب المعلمات يعنين بالجانب العلمي، على ضعف في الأداء، ويهملن الجوانب التربوية، وقد يكن فاقدات ذلك الجانب، وكيف يرجى الشيء، ممن لا يملكه؟!

ومن هنا فلا غرو أن تزيد مساحة الفتيات اللاتي لم يشبعهن (توفر) الحاجات المادية، عن الحاجات (النفسية)، فظلت حياتهن عرجاء!

بنتي الكريمة: إن أكثر ما يوقع الفتاة، في مثل السلوكيات، التي أشرت إليها، هو (الفراغ) بكل معانيه:

- الفراغ الإيماني: فبعض الفتيات ورثت الدين وراثة، عن أبويها، وهي تؤدي شعائره، وعلى رأسها الصلاة، تأدية روتينية، ومن ثم تأتي باردة فاترة، لا تترك أثراً، في سلوكها.

-الفراغ الثقافي: فليس ثمة أي مشروع قرائي، يغذي الذهن، ويفتح الأفق.

-الفراغ النفسي: فبعضهن نشأن على ضعف الثقة بالنفس، وعدم تحمل المسؤولية، والتواري عن الصفوف الأمامية ,ولديها من القلق والمخاوف والتردد، ما يغذي – بقوة – ضعف الثقة بالنفس لديها , ونتيجة لذلك البحر (الكبير) من الفراغ ,هل يصبح غريباً أن (تذوب) في غيرها، وأن تبحث عما تفتقده، بصورة ساذجة مخلة؟!!

بنتي الكريمة: لعل المنطلق لتصحيح أوضاع تلك الزميلات بعدة خطوات:

الخطوة الأولى: هو قدرتك على استيعابهن، وبناء جسور علاقة قوية معهن, عن طريق الاحترام والتقدير، وتقديم (أو الاستعداد لتقديم) بعض الخدمات اليسيرة الممكنة، ويكفي من ذلك بسط الوجه، وحسن المخالقة , وحينذاك من المؤكد أن كلامك سيصبح مسموعاً.

الخطوة الثانية: أن تحاولي - ما أمكنك - تطوير إمكاناتك الذاتية، فيما يتصل بتوفر المعلومات الثقافية، أو تطوير الأسلوب، أو إدراك أثر لغة الجسد.

الخطوة الثالثة: معالجة الوضع بناء على إدراك أسبابه، وقد حاولت الإشارة إليها، في مقدمة إجابتي.

ولو بدأت بطرح عفوي، عن تعامل الأهل، وأثره على مستقبل الإنسان، وأهمية تنبّه الإنسان العاقل لذلك، ودوره في تصحيح الوضع، وعدم استسلامه للواقع , ثم تُشيري إلى أنك قد أفدت من مجموعة من الأشرطة والألبومات، وأنك تفكرين، في إحضارها للمدرسة، لترك الفرصة للإفادة منها، من الجميع.

كما يمكنك أن تختاري من النت بعض موضوعات مختصرة، عن أبرز ما ترين أن زميلاتك يعانين منه، وبالذات ما يمثل دوافع (داخلية) للمظاهر والسلوكات، التي ترينهن عليها.

ولو أبديت لزميلاتك أنك - من خلال احتكاكك بالطالبات - تلاحظين حاجتهن لمثل تلك الموضوعات، وأن لكِ تجارب سابقة، مجرد طرحها على الطالبات قد يغير من أوضاعهن، بصورة جيدة .. وهنا فإنك تضربين عصفورين بحجر واحد، وتطبقين مقولة العرب: (إياك أعني واسمعي يا جارة).

ولو اقترحتِ على زميلاتك وضع مكتبة (مهارات) اجتهدت في انتقاء كتبها، وموادها السمعية، فإنني أتوقع أن يفدن منها بحكم قربها، وكون عنواناتها قد يلفت أنظارهن ,كما أن الاعتماد على الحكايات الموجهة الرمزية له أثره الجميل.

ونقترح عليكِ قراءة هذه الكتب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير