تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن عبد الله بن عمر قال اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل عليه وجده في غاشية فقال قد قضى؟ قالوا لا يا رسول الله فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأى القوم بكاء النبي صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم. البخاري (1242) ومسلم (924).

وعن صفية أن امرأة أتت عائشة تشكو إليها القسوة فقالت: " أكثري ذكر الموت يرق قلبك وتقدرين على حاجتك " قالت: ففعلت، فوجدت أن قلبها رق، فجاءت تشكر لعائشة رضي الله عنها.

يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: أضحكني ثلاث و أبكاني ثلاث:

أضحكني: مؤمل دنيا والموت يطلبه، وغافل ليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فيه لا يدري أأرضى الله أم أسخطه.

و أبكاني: فراق أحب الأحبة محمَّد صلى الله عليه وسلم وصحبه، وهَول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية فلا يدري أإلى الجنة أم إلى النار.

وكان سعيد بن جبير يقول: " لو فارق ذكر الموت قلوبنا ساعة لفسدت قلوبنا ".

- وهذا مقطع صوتي للشيخ خالد الراشد من محاضرة عن الموت بعنوان "مفرق الجماعات ":

http://box.emanway.com/droos/mkate3/run/mofrqaljma3at.ram

6. أكل الحلال.

سئل بعض الصالحين: بم تلين القلوب؟ قال: بأكل الحلال.

7. الابتعاد عن المعاصي.

قال مكحول رحمه الله: " أرقُّ الناس قلوباً أقلهم ذنوباً ".

8. سماع المواعظ.

وقد انتشر في كثير من البلدان أشرطة لمشايخ ثقات يحسنون التأثير على قلوب الناس، وقد كانت الخطبة المؤثرة والموعظة البليغة مما يوجل قلوب الصحابة ويُذرف دمع عيونهم.

عن العرباض بن سارية قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغةً ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله قال: " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيراً وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ".

رواه الترمذي (2676) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأبو داود (4607) وابن ماجه (42)، وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (2735).

9. تذكر القيامة وقلة الزاد والخوف من الله.

بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: " أما إني لا أبكي على دنياكم هذه، ولكن أبكي على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار، لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي ".

روي أنه لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة , بكى , فقيل له: ما يبكيك؟

فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية و ما ينجيني من النار الحامية.

سئل عطاء السليمي: ما هذا الحزن؟ قال: ويحك، الموت في عنقي، والقبر بيتي، وفي القيامة موقفي، وعلى جسر جهنم طريقي لا أدري ما يُصنَع بي.

وكان فضالة بن صيفي كثير البكاء، فدخل عليه رجل وهو يبكي فقال لزوجته ما شأنه؟ قالت: زعم أنه يريد سفراً بعيداً ومالَه زاد.

لما احتضر هشام بن عبد الملك نظر إلى أهله يبكون حوله فقال: جاء هشام إليكم بالدنيا وجئتم له بالبكاء , ترك لكم ما جمَع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله.

قال ابن القيم: اعرف قدر ما ضاع، وابك بكاء من يدري مقدار الفائت.

وقال الألبيري - رحمه الله -:

ولا تضحكْ مع السفهاءِ يوماً ... فإنّك سوف تبكي إن ضحكتا!

ومَن لك بالسرور وأنتَ رهنٌ؟ ... وما تدري أتُفْدى؟ أم غُلِلْتا؟!

ولو بكت الدّما عيناك خوفاً! ... لذنبك لم أقل لك قد أمِنْتا!

ومَن لك بالأمان وأنتَ عبدٌ ... أُمِرْتَ فما ائتمرتَ ولا أطَعْتا!

10. البكاء عند زيارة القبور.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها؛ فإنها ترق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجراً ".

رواه أحمد (13075) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " (4584).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير