كما بكى على دمشق حين احتلال الفرنسيين لها، كما تحسر على أمته وضياع آماله.
كما عبر عن أمته بالنسر حين فقدت القوة بعد أن كانت لاتحوم حول السفح وهو ما سندرسه في النصوص الأدبية فيما بعد.
كما لاينسى فلسطين واليهود يعبثون بها منذ سنة" (1935) م
كما لاننسى أنه صور البطولات القديمة المقدسة مثل بطولة النبي r وبطولة خالد ابن الوليد، وهما من ملحمته الكبرى
=======
و له قصيدة من عيون قصائدة تعرف بالنسر،و هذا هو تحليلها، مع عدم المؤاخذة:
إيليا الحاوي 160 (عمر أبو ريشة - الشعر العربي المعاصر.
1 - أصبح السفح ملعباً للنسور * فاغضبي يا ذرى الجبال وثوري
فالشاعر يتحسر على أن سفح الجبل وهو المكان أسفل الجبل، وقد غدا ملعباً للنسور، التي لم تكن تألفه من قبل، حيث مكانها في عاليات الذرى وقمم الجبال.
وهنا ينبغي أن تغضب قمم الجبال العالية على تركه مسارحها، وأن تعبر عن ثورتها وغضبها لذلك.
2 - إن للجرح صيحةً فابعثيها * في سماع الدنى فحيح سعير
إن هذا الجرح الّذي أحدثه النسر في ذرى الجبال حين فارقك، له صيحة تخرج منه في سمع الزمان مدوية كأنها لهب النار تقذفه بقوة وعنفوان.
3 - واطرحي الكبرياء شلوا مدمى * تحت أقدام دهرك السكير
فلا تتعالى واطرحي كبرياءك وعظمتك بعد أن فارقك هذا النسر
اطرحيه تحت قدميك جسداً ملطخاً بالدماء، ودوسيه بأرجل دهرك المعربد.
وفي هذا البيت عدد من الاستعارات:حيث جعل ما لها من عظمة وكبرياء ينصل من تحت قدميها فيداس وهو:"شلو ممزع"، وجعل لها "أقدام دهر معربد"، ثم جعل هذه الكبرياء شلواً كأنه قطعة لحم ملطخ بالدماء.
4 - لملمي يا ذرى الجبال بقايا النسر وارمي بها صدور العصور
خطاب (بلملمي) يوحي بعدم المبالات بهذا النسر المحطم، الّذي لم يبق غير حطامه بعد أن نزل من عليائه، لملميها "و ارمي بها" في قديم الزمن "صدور العصور"، حيث جعل للعصور جسداً وهذه استعارة بالكناية.
وجعل للنسر بقيا لأنه فقد مكانته المهيبة من القدرة على الطيران فلم يبق منه ما يستحق أن يكون بمكانته القديمة.
5 - إنه لم يعد يكحل جفن النجم تيهياً بريشه المنثور
فالنسر لم يعد له المكانة فيحتل أعالي النجم، لأنه لايطير إلا على القمم لا في السفوح، وجعل للنجم جفنا؛ لأنه: عال وجفنة أعلا شيء فيه استعارة بالكناية.
"لم يعد يكحل النجم تيهياً" لم يعد يفتخر به كما كان سابقاً فيه من عظمة، حين يرخي جناحيه القويين، فهما محطمان الآن.
6 - هجر.الوكر ذاهلاً وعلى عينيه شيء من الوداع الأخير
فقد غادر وكره في قمة الجبل وهو لايدري من هول ما أصابه كأنه فاقد عقله، وعلى عينيه شيء من الحسرة لفراقه وبعده عنه، وهو يظن ألا يرجع إليه، كأنه متيقن من أنه الوداع الأخير.
7 - تاركا خلفه مواكب سحب تتهاوى من أفقها المسحور
خلف بعده من ذكرياته، ما يبكي السحب، وويجعلها تهوي شوقاً عليه لمكانته القديمة، وجعل للسحب مواكب لعظمتها، وجعل ما أصابها كأنه يزحزها عن مكانها لهول المصيبة عليها.
8 - كم أكبت عليه وهي تندي فوقه قبلة الضحى المخمور
جعلها تكب عليه تحسراً وجزعاً، وهي تذروا الدموع فوقه، تقبله في الضحى المخمور الضحى العابس المتغير.،فجعل الضحى مخموراً لأنه متغير كأنه شرب الخمر.
وينتقل في وصف هذا الطائر بعد نزوله من عليائه فيقول:
9 - هبط السفح طاوياً من جناحيه على كل مطمح مقبور
جعله ينزل من عليائه هابطاً بقوة إلى أرض السفح، وكأن أجنحته قصت أو كأنها طويت على الطموح المدفون، فلا خير فيه.
10 - فتبارت عصائب الطير ما بين شرود من الأذى ونفور
فجعل الطير الصغيرة التي تخاف أذى النسر حين كان في قوته وصولته تتسابق في النفار منه والهرب ما بين شاردة وهاربة خوفا من أذاه.
11 - لاتطيري جوابة السفح فالنسر إذا ما خبرته لن تطيري
فخاطبها بأن: هوني عليك من الطيران يا أيتها الطير الآلفة هذا المكان المنخفض وقد أفزعك هذا النسر الّذي لم تألفيه يأتي إليه قبل ذلك.
فعهدك به قديم، فلو خبرتيه وعرفتيه حق المعرفة مما آل إليه حاله الآن من الضعف، لم تطيري وتنفري منه.
12 - نسل الوهن مخلبيه وأدمت منكبيه عواصف المقدور
فقد أصابه الوهن والضعف، فقد سلت مخالبه ونزعت أظافره، فلا خوف منه، لقد أدمت المقادير منكبيه، وهذا كناية عن ضعفه وتغير حاله.
¥