ـ[سامح]ــــــــ[15 - 07 - 2003, 06:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحم .. وقعنا في يد حروف
عفواً حروف
فأنا عربي .. والعربي لايعرف حكماً غير التعميم
ومع ذلك فالمقولة ليست مقولتي ..
سمعتها في شريط (قصائد قتلت أصحابها) لد. عائض القرني
وأظنه نسبها لابن كثير.
أعجبتني المقولة فصرت أرددها .. اتباعاً لقوله تعالى " والشعراء
يتبعهم الغاوون * ألم ترَ أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون مالايفعلون "
عزيزتي:
نحن نلجأ للتعميم أحياناً .. عفواً .. بل دائماً .. للدلالة على
أن الأمر استشرى وفشى .. ولو تتبعت حياة الشعراء
وجدت ذلك واضحاً بلا مراء لدى كثير منهم.
على أننا لاننكر شعراءنا الإسلاميين .. لاحظي الإسلاميين
كدلالة على انقسام الشعراء لفئتين حتى لو كانوا مسلمين.
ومع ذلك فهناك حرب شعواء على الشعراء الإسلاميين ولكِ
في الحرب المعلنة على شاعر الأمة .. العشماوي .. مثال بارز
هنا في الفصيح .. وجدتكم .. فوجدت الطهر والنقاء والصفاء
على أنكم في عالم الشعراء قليلون .. وأتمنى أن أجدكم الغالبون.
طيب هذا رد واعتذار
ولك أهدي قصيدة الشابي ..
إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة
تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات
وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج
وفوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية
ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشعاب
ولاكُبَّة اللهب المستعر
ومن لا يحب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر
فعجت بقلبي دماء الشباب
وضجت بصدري رياح أخر
وأطرقت أصغى لقصف الرعود
وعزف الرياح ووقع المطر
وقالت لي الأرض لما سالت:
يا أم هل تكرهين البشر؟:
أبارك في الناس أهل الطموح
ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان
ويقنع بالعيش، عيش الحجر
هو الكون حي يحب الحياة
ويحتقر الميت مهما كبر
فلا الأفق يحضن ميْت الطيور
ولا النحل يلثم ميْتَ الزهر
ولولا أمومة قلبي الرؤوم
لَمَا ضمّت الميْت تلكَ الحُفَر
وفي ليلية من ليالي الخريف
مثقلة بالأسى والضجر
سكرت بها من ضياء النجوم
وغنيتُ للحزنِ حتى سَكَرْ
سألتُ الدجى هل تعيد الحيا
ةُ لما أذبلتهُ ربيعَ العمر
فلم تتكلم شفاه الظلام
ولم تترنم عذارى السحر
وقال لي الغاب في رقة
محببة مثل خفق الوتر
يجيء الشتاء شتاء الضباب
شتاء الثلوج شتاء المطر
فينطفئ السحر سحر الغصون
وسحر الزهور وسحر الثمر
وسحر السماء الشجي الوديع
وسحر المروج الشهي العطر
وتهوي الغصون وأوراقها
وأزهار عهد حبيب نضر
ويفنى الجميع كحلم بديع
تألق في مهجة واندثر
وتبقى الغصون التي حملت
ذخيرة عمر جميل عبر
معانقة وهي تحت الضباب
وتحت الثلوج وتحت المدر
لطيف الحياة الذي لا يمل
وقلب الربيع الشذي النضر
وحالمة بأغاني الطيور
وعطر الزهور وطعم الثمر
ولكِ شيئاً من غزله الرقيق العذب
مستبعداً عنوان القصيدة وكثيراً من أبياتها
حفاظاً على شعور كل محب لله ومعظم له .. فقد شطحت به
شاعريته بعيداً بعيداً حتى استخدم مفردات العبودية والسجود
والإله والرب في تعامله مع محبوبته.
عذبةٌ أنتِ كالطفولة كالأحلام كاللحنِ كالصباحِ الجديدِ
كالسماء الضحوكِ كالليلةِ القمراءِ كالوردِ كابتسامِ الوليدِ
يا لها من وداعةٍ وجمالٍ وشبابٍ منعّمٍ أملودِ
يا لها من طهارةٍ تبعثُ التقديسَ في مهجة الشقيّ العنيد
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعاتُ الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوّي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين بخطو موقّع كالنشيد
خفق القلبُ للحياة ورفّ الزهرُ في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحبّ وغنّت كالبلبلِ الغرّيد
أنت تحيين في فؤادي ما قد مات في أمسي السعيد الفقيد وتشيدين في خرائب روحي ما تلاشى في عهدي المجدود
من طموحٍ إلى الجمالِ إلى الفنِّ إلى ذلك الفضاءِ البعيد
أنت .. أنت الحياة كل أوان في رواء من الشباب جديد
أنت .. أنت الحياة فيكِ وفي عينيك آيات سحرها الممدود
أنت دنيا الأناشيد والأحلام والسحر والخيال المديد
أنت فوق الخيال والشعر والفن وفوق النهى وفوق الحدود
واقبلي مني حروفنا الرشيقة الصافية عذرنا
ولكِ ولسيدي الأخطل آلاف من التحايا العطرية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته