تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

"والكميت مشتق من الكُمْته. يقال للذكر والأنثى، ولا يُستعمل إلا مُصغَّراً، وهو تصغير أكمت على غير قياس؛ والاسم الكمته، وهو من الخيل بين الأسود والأحمر. قال أبو عبيد: ويفْرق بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب، فإن كانا أحمرين فهو أشقر، وإن كانا أسودين فهو الكميت. ووجَّه تصغيره بما يستحسن فقال لأنه لم يخلص له لون بعينه فينفرد به مكبراً. والله أعلم". (إنتهى النقل).

فكأني بالأعور أراد أن يعرّض بالكميت فقال: أن بنات نزار لم تجد بين الرجال من يصفو نسبه للزواج بهم فمالوا للمهجّنين الذين مثلهم كالكميت الذي ليس هو بالأسود الخالص ولا بالأشقر الخالص إنما مهجّن من هذا وذاك. فهل يصح أن يقول الكميت هذا عن نفسه!!.

3 - أيصح أن يهجو آل محمد أو حتى يشير لهم بسوء من إذا حضره الموت قال: "اللهمّ آل محمد! .. اللهمّ آل محمد! .. اللهمّ آل محمد! .. اللهمّ آل محمد! ثم يفتح عينيه ويقول لولده: وددت يابُنَي أني لم أكن هجوت نساء بني كلب بهذا البيت:

مع العُضروط والعُسَفاءِ ألْقَوا=بَراذِعَهُنَّ غَيْرَ مُحَصَّنينا

فَعَمَّمتُهُنّ قَذفاً بالفجور، والله ما خرجت بليل إلاّ خَشِيت أن أُرمى بنجوم السماء لذلك." فهو يعتذر إلى الله بأنه اضطر -دفاعاً عن آل البيت- أن يهجو نساء قوم لم تربطهم وبني نزار رابطة نسب.

وأخيراً اسمح لي أن أتركك مع صاعد-مولى الكميت- ليحدثك عن أخلاق الرجل (خزانة الأدب ج1ص145):

"دخلت مع الكميت على عليّ ابن الحسين (رض) فقال: إني قد مدحتك بما أرجو أن يكون وسيلة عند رسول الله (ص). ثم أنشده قصيدته الميمية التي أولها:

من لقلبٍ متيَّمٍ مستهامِ=غير ما صبوةٍ ولا أحلامِ

فلما أتى على آخرها قال له: ثوابك نعجز عنه، ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مكافأتك: اللهمّ اغفر للكميت، اللهمّ اغفر للكميت. ثم قسَّط له على نفسه وعلى أهله أربعمائة ألف درهم وقال له: خذ يا أبا المستهِلّ. فقال له: لو وصلتني بدانق لكان شرفاً لي ولكن إن أحببت أن تحسن إليّ فادفع إليّ بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرّك بها. فقام فنزع ثيابه ودفعها إليه كلّها، ثم قال: اللهمّ إن الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضنّ الناس، وأظهر ما كتمه غيره من الحق؛ فأحِيهِ سعيداً، وأمِتْهُ شهيداً، وأرهِ الجزاءَ عاجلاً، وأجزل له جزيل المثوبة آجلاً؛ فإنّا قد عجزنا عن مكافأته. قال الكميت: مازلت أعرف بركة دعائه". (إنتهى النقل). وذكر البغدادي قصة أخرى مع جعفر الصادق (رض) لا تقل عنها شرفاً.

هجى الأعور الكلبي الكميت معرّضاً ببني أسد قومه:

ما سرَّني أنَ أمّي من بني أسدٍ=وأنَّ رَبِّي نَجّاني من النارِ

وأنَّهم زَوَّجوني من بناتِهِمُ=وأن لي كلَّ يومٍ ألف دينارِ

فأجابه الكميت:

يا كلبُ مالَكَ أمٌّ من بني أسدٍ=معروفةٌ فاحترق يا كلبُ بالنارِ

فأجابه الكلبي:

لن يبرَحَ اللؤمُ هذا الحيَّ من أسدٍ=حتى يُفَرَّقَ بين السبت والأحَدِ

أما أبو حمد فيكفيه من الكميت قوله:

هذا لذاك وقول المرءِ أسهُمُهُ=منها المصيبُ زمنها الطائشُ الخَطِلُ

ولكن إلى الأن لم يجبني أحد (تقدم ملحوظ عند بوحمد، فقد حذف الياء)، هل نجمع أسود وأحمر وأبيض بـ أسودين وأحمرين وأبيضين؟

بوحمد

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير