لا تلتمس علم الكلام فإنه يدعو إلى التعطيل والهيمان
لا يصحب البدعي إلا مثله تحت الدخان تأجج النيران
علم الكلام وعلم شرع محمد يتغايران وليس يشتبهان
اخذوا الكلام عن الفلاسفة الأولى جحدوا الشرائع غرة وأمان
حملوا الأمور على قياس عقولهم فتبلدوا كتبلد الحيران
مرجيهم يزري على قدريهم والفرقتان لدي كافرتان
ويسب مختاريهم دوريهم والقرمطي ملاعن الرفضان
ويعيب كراميهم وهبيهم وكلاهما يروي عن ابن أبان
لحجاجهم شبه تخال ورونق مثل السراب يلوح للظمآن
دع أشعريهم ومعتزليهم يتناقرون تناقر الغربان
كل يقيس بعقله سبل الهدى ويتيه تيه الواله الهيمان
فالله يجزيهم بما هم أهله وله الثنا من قولهم براني
من قاس شرع محمد في عقله قذفت به الأهواء في غدران
لا تفتكر في ذات ربك واعتبر فيما به يتصرف الملوان
والله ربي ما تكيف ذاته بخواطر الأوهام والأذهان
أمرر أحاديث الصفات كما أتت من غير تأويل ولا هذيان
هو مذهب الزهري ووافق مالك وكلاهما في شرعنا علمان
لله وجه لا يحد بصورة ولربنا عينان ناظرتان
وله يدان كما يقول إلهنا ويمينه جلت عن الإيمان
كلتا يدي ربي يمين وصفها وهما على الثقلين منفقتان
كرسيه وسع السموات العلا والأرض وهو يعمه القدمان
والله يضحك لا كضحك عبيده والكيف ممتنع على الرحمن
والله ينزل كل آخر ليلة لسمائه الدنيا بلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيف ذاته فالكيف والتمثيل منتفيان
والأصل أن الله ليس كمثله شيء تعالى الرب ذو الإحسان
وحديثه القرآن وهو كلامه صوت وحرف ليس يفترقان
لسنا نشبه ربنا بعباده رب وعبد كيف يشتبهان
فالصوت ليس بموجب تجسيمه إذ كانت الصفتان تختلفان
حركات السننا وصوت حلوقنا مخلوقة وجميع ذلك فإني
وكما يقول الله ربي لم يزل حيا وليس كسائر الحيوان
وحياة ربي لم تزل صفة له سبحانه من كامل ذي الشان
وكذاك صوت الهنا ونداؤه حقا أتى في محكم القرآن
وحياتنا بحرارة وبرودة والله لا يعزى له هذان
وقوامها برطوبة ويبوسة ضدان أزواج هما ضدان
سبحان ربي عن صفات عباده أو أن يكون مركبا جسداني
أني أقول فأنصتوا لمقالتي يا معشر الخلطاء والأخوان
إن الذي هو في المصاحف مثبت بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي آية وحروفه ومدادنا والرق مخلوقان
من قال في القرآن ضد مقالتي فالعنه كل إقامة وآذان
هو في المصاحف والصدور حقيقة ايقن بذلك أيما ايقان
وكذا الحروف المستقر حسابها عشرون حرفا بعدهن ثماني
هي من كلام الله جل جلاله حقا وهن أصول كل بيان
حاء وميم قول ربي وحده من غير أنصار ولا أعوان
من قال في القران ما قد قاله عبد الجليل وشيعة اللحيان
فقد افترى كذبا وأثما واقتدى بكلاب كلب معرة النعمان
خالطتهم حينا فلو عاشرتهم لضربتهم بصوارمي ولساني
تعس العمي أبو العلاء فانه قد كان مجموعا له العميان
ولقد نظمت قصيدتين بهجوه أبيات كل قصيدة مئتان
والآن أهجو الاشعري وحزبه وأذيع ما كتموا من البهتان
يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهل السبت في الحيتان
كفرتم أهل الشريعة والهدى وطعنتم بالبغي والعدوان
فلأنصرن الحق حتى أنني آسطو على ساداتكم بطعاني
الله صيرني عصا موسى لكم حتى تلقف افككم ثعباني
بأدلة القرآن ابطل سحركم وبه ازلزل كل من لاقاني
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كل منافق خوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفرا بلا عمران
والله صيرني عليكم نقمة ولهتك ستر جميعكم أبقاني
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكاني
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يماني
بين ابن حنبل وابن إسماعيلكم سخط يذيقكم الحميم الآن
داريتم علم الكلام تشزرا والفقه ليس لكم عليه يدان
الفقه مفتقر لخمس دعائم لم يجتمع منها لكم ثنتان
حلم وإتباع لسنة أحمد وتقى وكف أذى وفهم معان
أثرتم الدنيا على أديانكم لا خير في دنيا بلا أديان
وفتحتم أفواهكم وبطونكم فبلغتم الدنيا بغير توان
كذبتم أقوالكم بفعالكم وحملتم الدنيا على الأديان
قراؤكم قد أشبهوا فقهاءكم فئتان للرحمن عاصيتان
يتكالبان على الحرام وأهله فعل الكلاب بجيفة اللحمان
يا اشعرية هل شعرتم أنني رمد العيون وحكة الأجفان
أنا في كبود الأشعرية قرحة اربو فأقتل كل من يشناني
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل من ناواني
¥