((- في أعماق كل إنسان حتى أكثر الناس وحشية وقسوة قدر من الإنسانية، وبإمكان كل إنسان أن يتغير إذا لمست جوانب الخير في قلبه ونفسه))
ـ[سيد القوافي]ــــــــ[20 - 12 - 2003, 12:59 م]ـ
والموضوع يتحدث عن مواقف عظيمة ورائعة وخالدة
من تاريخنا يتخلل كل موقف خطبة في ذلك الموقف
فيكون الموضوع مشتملا على خطبة وموقف
ثم رأيت من باب الإثراء إمكانية الفصل أيضا بينهما فقد تكون خطبة
منفردة أو مقولة خلدت أو موقف يتحدث عن نفسه أو المزج بين هذا وذاك.
1 - بل الدم الدم والهدم الهدم
حين اجتمع الأنصار لبيعة الرسول صلى الله عليه وسلم في بيعة
العقبة الثانية قالوا: يارسول الله علام نبايعك؟
فقال صلى الله عليه وسلم: (تبايعونى على السمع والطاعة
فى النشاط والكسل والنفقة فى العسر واليسر وعلى الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا فى الله لا تخافوا
فى الله لومة لائم وعلى أن تنصرونى فتمنعونى إذا قدمت عليكم
مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة).
فقاموا إليه وأخذ بيده أسعد بن زرارة رضي الله عنه فقال:
(رويدا ياأهل يثرب فإنا لم نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن
نعلم أنه رسول الله وإن إخراجه اليوم مناوأة للعرب كافة
وقتل خياركم وتعضكم السيوف. فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك
فخذوه وأجركم على الله وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة
فذروه فبيّنوا ذلك فهو أعذر لكم عند الله)
فقالوا: (أبط عنا يا أسعد فوالله لا ندع هذه البيعة ولا
نسلبها أبدا) وفي رواية (فوالله لانذر هذه البيعة ولا نستقيلها)
ثم قاموا إليه فبايعوه.
.وأخرج ابن اسحق عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: (فلما
اجتمعنا فى الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهو
يومئذ على دين قومه إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه
ويتوثّق له. فلما جلس كان أول متكلم العباس فقال: (يا معشر
الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم وقد منعناه من قومنا
ممن هو على مثل رأينا فيه فهو فى عزة من قومه ومنعة فى
بلده وإنه أبى إلا الإنحياز لكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون
أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم
وما تحملتم من ذلك وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه
بعد الخروج إليكم فمن الآن فدعوه فإنه فى عزة ومنعة من
قومه وبلده)
قال فقلنا له: (قد سمعنا ما قلت فتكلم يا
رسول الله فخذ لنفسك ولربك ما أحببت).
فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن ودعا إلى
الله ورغّب فى الإسلام قال (أبايعكم عل أن تمنعونى مما تمنعون
منه نساءكم وأبناءكم). فأخذ البراء بن معرور رضي الله عنه
بيده وقال: (نعم، فوالذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه
أزرنا، فبايعنا يارسول الله، فنحن-والله-أبناء الحروب
ورثناها كابرا عن كابر.)
فاعترض القول والبراء يكلم رسول
الله صلى الله عليه وسلم _ أبو الهيثم ابن التيهان رضي
الله عنه فقال: (يارسول الله إن بيننا وبين الرجال حبالا
وإنا قاطعوها- يعنى اليهود - فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم
أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا؟
فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثم قال: ((بل الدمُ الدم، والهدم
الهدم، أنا منكم وأنتم منّي، أحارب من حاربتم وأسالم
من سالمتم))
2 - إمض يارسول الله لما أردت فنحن معك
وفي بدر وما أدراك ما يوم بدر
حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم للتعرض لعير قريش
واستطاع أبو سفيان النجاة بالقافلة وخرجت قريش لملاقة
المسلمين ووصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن
قريش ومسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار الناس وأخبرهم
عن قريش فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال وأحسن
ثم قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال و أحسن
ثم قام المقداد بن عمرو فقال يارسول الله، امض
لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو
اسرائيل لموسى عليه السلام ((إذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا
هاهنا قاعدون))، ولكن اذهب انت وربك فقاتلا إنا معكما
مقاتلون،فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد
لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه). فقال له الرسول صلى
الله عليه وسلم خيرا ودعا له.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أشيروا علي أيها
الناس ---- وإنما يريد الأنصار
فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه: والله لكأنك تريدنا يا
¥