تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ذلك الموقف العصيب والعرب قد انتقضت وارتدت وأخذ الأعراب

يحيطون بالمدينة لمهاجمتها والصدّيق مصمم على إنفاذ الجيش

دخل على أبي بكر رضي الله عنه عمر وعثمان وأبو عبيدة وسعد بن

أبى وقاص وسعيد بن زيد رضي الله عنهم أجمعين فقالوا

(ياخليفة رسول الله إن العرب قد انتقضت عليك من كل جانب وانك لا تصنع بتفريق هذا الجيش المنتشر شيئا اجعلهم عدة لأهل الردة ترمى بهم فى نحورهم وأخرى: لا نأمن على أهل المدينة أن يغار عليها وفيها

الذرارى والنساء ولو تأخرت لغزو الروم حتى يضرب الإسلام

بجرانه ويعود أهل الردة إلى ما خرجوا منه أو يفنيهم السيف

ثم تبعث أسامة حينئذ فنحن نأمن الروم أن تزحف إلينا)

فلما استوعب أبو بكر كلامهم قال هل منكم أحد يريد أن يقول

شيئا؟) قالوا: لا قد سمعت مقالتنا فقال: (والذي نفسي بيده لو ظننت أن السباع تأكلنى بالمدينة

لأنفذت هذا البعث ولا بد أن يؤوب منه--وفى رواية: ولا بدأت

بأول منه--، كيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه

الوحي من السماء يقول أنفذوا جيش أسامة ولكن خصلة أكلم

بها أسامة، أكلّمه فى عمر يقيم عندنا فإنه لا غنى بنا عنه،

والله ما أدرى يفعل أسامة أم لا، والله إن أبى لا أكرهه)

5 - فاذكروا الأخبار بالمواسم مادام للأخبار أهل

قبل أن تبدأ معركة القادسية أرسل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ذوي الرأي والفضل والنجدة إلى الناس وقال لهم:

(انطلقوا فقوموا فى الناس بما يحق عليكم ويحق عليهم عند مواطن البأس فإنكم من العرب بالمكان الذى أنتم به أنتم شعراء الناس وخطباؤهم وذوو

رأيهم ونجدتهم وسادتهم فسيروا فى الناس فذكروهم وحرضوهم على

القتال).

ولما ساروا إلى الناس وقف

قيس بن هبيرة الاسدي فقال:

أيها الناس إحمدوا الله على ما هداكم له وأبلاكم يزدكم، واذكروا آلاء الله

وارغبوا إليه فإن الجنة أو الغنيمة أمامكم وإنه ليس وراء هذا

القصر إلا العراء والأرض القفر والفلوات التي لا تقطعها الأدلة.

وقال غالب

أيها الناس احمدوا الله على ما أبلاكم وسلوه يزدكم

وادعوه يجبكم. يا معاشر معد ما علتكم اليوم وانتم فى حصونكم

--يعني الخيل-- ومعكم من لا يعصيكم -- يعني السيوف -- اذكروا

حديث الناس في غدٍ.

وقال الهذيل الأسدي

يا معاشر معد اجعلوا حصونكم سيوفكم وكونوا

عليهم كأسود الأجم وتربّدوا لهم تربّد النمور وادّرعوا العجاج وثقوا

بالله وغضّوا الأبصار فإذا كلّت السيوف فارسلوا عليهم الجنادل

فإنها يؤذن لها فيما لا يؤذن للحديد فيه.

وقال بسر بن أبى رهم الجهني:

احمدوا الله وصدّقوا قولكم بفعل فقد حمدتم الله على ما هداكم له ووحّدتموه ولا إله غيره وكبّرتموه وآمنتم بنبيه فلا تموتنّ الا وانتم مسلمون ولا يكوننّ شيء بأهون عليكم من الدنيا فإنها تأتي من تهاون بها ولا تميلوا إليها فتهرب منكم لتميل بكم، انصروا الله ينصركم.

وقال عاصم بن عمرو:

يا معاشر العرب إنكم أعيان العرب وقد صمدتم

لأعيان العجم وإنما تخاطرون بالجنة ويخاطرون بالدنيا فلا يكونن على

دنياهم أحوط منكم على آخرتكم لا تحدثوا اليوم أمراتكونون به شينا

على العرب غدا.

وقال ربيع السعدي:

يا معاشر العرب قاتلوا للدين والدنيا

((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدّت للمتقين)) وان عظّم الشيطان عليكم الأمر فاذكروا الأخبار بالمواسم ما دام للأخبار أهل.

وقال ربعي بن عامر:

إن الله قد هداكم للإسلام وجمعكم به وأراكم

الزيادة، وفي الصبر راحة، فعوّدوا أنفسكم الصبر تعتادوه

ولا تعوّدوها الجزع فتجزع.

وقاموا كلهم بنحو من هذا الكلام، فتواثق النا س وتعاهدوا.

6 - ميدي ياعمد المسجد وانقضّي يارجوم

يروى أنّ الإمام ابن الجوزى رحمه الله خطب الناس أيا م

الغزو الصليبى لديار المسلمين خطبة بليغة فى الجامع

الأموى بدمشق.

فلنقرأ أجزاء من تلك الخطبة

قال ابن الجوزى:

أيها الناس ما لكم نسيتم دينكم وتركتم عزّتكم وقعدتم

عن نصر الله فلم ينصركم،حسبتم أنّ العزّة للمشرك وقد

جعل الله العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين،

يا ويحكم أما يؤلمكم ويشجى نفوسكم مرأى عدوالله

وعدوكم يخطر على أرضكم التى سقاها بالدماء آباؤكم

يذلكم ويستعبدكم وانتم كنتم سادة الدنيا، أما يهز

قلوبكم وينمى حماستكم أن إخوانا لكم قد أحاط بهم

العدو وسامهم ألوان الخسف،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير