[قصة عمر الفاروق .. في قصيدة قصصية]
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 04 - 2005, 07:12 م]ـ
قطفت لكم اليوم زهرة من زهرات الأدب العربي الجميل المعبر عن لغة شاعرة وأحاسيس متدفقة وقصص فيها العظة والعبرة .. من الشعر القصصي ..
قصة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه والرجل الذي يشكوه أمر زوجته ..
(خرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال: ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال: يا أمير المؤمنين، جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علي، فسمعت زوجتك كذلك فرجعت وقلت إذا كان هذا حال أمير المؤمنين مع زوجته، فكيف حالي؟ فقال عمر: يا أخي .. إني أحتملها لحقوق لها عليّ إنها لطباخة لطعامي، خبازة لخبزي، غسالة لثيابي، مرضعة لولدي، ويسكن قلبي بها عن الحرام، فأنا أحتملها لذلك.
فقال الرجل: يا أمير المؤمنين. .وكذلك زوجتي، قال عمر: فاحتملها يا أخي، فإنما هي مدة يسيرة".)
لقد صاغها الشاعر العماني عبدالله الخليلي في قصيدة قصصية في ديوانه (بين الحقيقة والخيال) ..
أخلاق الفاروق ..................... عبدالله الخليلي
من الجهل أن يطغى على رأيك الجهل ** ومن حسناتِ العقلِ أن يحكُم العقلُ
وأنّ سدادَ الرأي أن لا تمسَّهُ ** بِخدْشِ الهوى .. إنّ الهوى خدشه قتلُ
ودونَكَ فاسمع قِصَّةً عُمريةً ** بها عِظَةٌ يسمو لها السّادة النُّبْلُ
تشاجر زوجانِ وكانت غليظةً ** عليه فَلَجَّ الطَّيْتشُ واستتر العَقْلُ
فأسْرَع للفاروقِ يشكوهُ أمْرَها ** فما أن دَنَا للبابِ أو عاقَهُ القُفْلُ
ولكن رأى الفاروقَ يشتاكُ عِرسَهُ ** شروراً فما كان المقالُ ولا الفعلُ
رَمَتْهُ بِمفتاحٍ على حُرِّ وجْهِهِ ** فَشَجَّتْهُ وَيْلَ العِرسِ إن حَلُمَ البَعْلُ
فقامَ فتى الخَطَّاب تحت وَقارِه ** يَجُرّ رداء الحِلْمِ تهفو به النَّعْلُ
فما كاد يُخْلي البيتَ للقَصد أو رأى ** على الباب شخصاً وجهَهُ حيرةٌ تعلو
فقال َ له مالي أراكَ بِعَتْبَتي ** أأَمرٌ عَنَا أم ذا التَّجَسُّسُ والخَتْلُ
فقال معاذَ اللهِ لكنَّ زوجتي ** أساءَت عليَّ والإساءَةُ لا تحلو
فجئتُكَ أشكوها فَرَوَّعَني الذي ** سمعْتُ وأنتَ الفَحْلُ ليسَ له مِثْلُ
تخافُكَ حتى الجِنُّ في ثَكَنَاتِها ** فما بالُ هذا الخَوفِ تَنْتاشُهُ الأهلُ
فقال فِراشي يا بُنَيَّ وخادمي ** وفي حِجْرها يَربو ويَنْتَشئُ النّجْلُ
وَرَبَّةُ بيتي بل وكَنْزُ سَرِيرتي ** وإن يَبْدُ في تصَرُّفها جَهْلُ
تسوؤكَ لا بغضاً ولا عن كَراهةً ** ولكنّ في أخلاقِ بعض النّسا طِفْلُ
فلِنْ جانباً لو قابَلَتْكَ بِشِدَّةٍ ** وَرِقَّ لها يجمَعْكما في الهوى الشَّمْلُ
لكم الشكر ................ السراج