تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلى ابن هشام والإخوة الكرام أفيدوني في بلاغة هذه الأشعار]

ـ[السوسني]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 02:18 ص]ـ

قال الشاعر:

ليت الذي خلق العيون السودا **** خلق القلوب الخافقات حديدا

فهل يختلف شيء لو جعل مكان (خلق) الثانية (جعل)، فيكون هناك تنويع في الألفاظ، والمعنى واحدٌ، ألا ترى أنَّ تكرار (خلق) فيه شيءٌ من الثِّقل يَخِفُّ بجعل كلمة (جعل)، وليكون ما في معنى التصيير من (جعل) معنى مرادًا لا تدلُّ عليه كلمة (خلق).

وهل الشاعر حال إلقائه لمثل هذا يتفطنُّ عادة لدقائق الفروق بين الألفاظ فيعتني بالاختيار.

وقال الشاعر (ذيل الأمالي 102):

مُنًى إن تكن حقًّا تكن أحسن المنى ... وإلا فقد عشنا بها زمنًا رغدا

أماني من سُعدى حسانٍ كأنما ... سقتك بها سُعدى على ظمإ بَردًا

وعندي على هذين البيت أسئلة:

الأول: رأيت في صفحات الأنترنت عند تتبعي لهذا البيت روايات، منها:

منى إن تكن حقا تكن غاية المنى

وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا

ومنها:

منى إن تكن يوما تكن أحسن المنى ****** والا فقد عشنا بها زمنا رغدا

ومنها:

(منى إن تكن حقاً أسعد بالمنى ... وإلا فقد عشنا بها زمناً وغدا)

أفيجوز في مذهب الشعر مثل هذه الروايات التي يظهر عليها أنها من عمل المتأخرين؟

الثاني: لو أسقطنا (سُعدى) الثانية لاستقام الكلام، ويكون: أماني من سُعدى حسانٍ كأنما سقتك بها على ظمإ بَردًا، ولعلك تلمح حلاوة تكرار اسم (سعدى) مع إمكانية الاستغناء عنه من جهة تمام المعنى لا من جهة تمام العروض، فالكلام صار على سبيل الإظهار في مقام الإضمار، فما رأيكم في هذا الذكر الثاني للفظ (سعدى) أهو في محله من جهة المعنى واللفظ، أم دعت إليه ضرورة الشعر، وكان مع ذلك مليح الموقع؟

أتمنى منكم ومن الإخوة المشاركة ما أمكن، أرجو أن لا أكون مثقلاً عليكم بهذا.

ـ[ابن هشام]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 06:11 م]ـ

قرأت سؤالك وفقك الله وسأحتفي به حينما أفرغ ولن أطيل إن شاء الله. فقط أحببت إحاطتكم وشكركم على حسن ظنكم بأخيكم.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 09:29 م]ـ

أستأذن الأخوة---فإن الخلق من معانيه الآيجاد من عدم ومن معانيه التقدير

---قال الجوهري ((خلق

الخَلْقُ: التقديرُ. يقال: خَلَقْتُ الأديمَ، إذا قَدَّرْتَهُ قبل القطع. ومنه قول زهير: ولأَنْتَ تَفْري ما خَلَقْتَ وَبَعْ ضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْري

وقال الحجاج: ما خَلَقْتُ إلاّ فَرَيْتُ، ولا وعدتُ إلاّ وفيتُ.))

أما في البيت المقصود

(ليت الذي خلق العيون السودا **** خلق القلوب الخافقات حديدا)

فإن الشاعر لا يقصد معنى الجعل--لكيلا يصبح المعنى تصيير القلوب اللحمية قاسية العاطفة قسوة الحديد---إنما يقصد المبالغة بالقساوة بأن تقدر القلوب أصلا من الحديد لا من اللحم----ولا شك أن في كلامه تصويرا فائقا لمقصود القساوة باستخدامه الخلق لا الجعل

ومع ذلك أوافقك على ثقل ذكر لفظة خلق في البيت مرتين

وأعتذر مرة اخرى عن تطفلي

ـ[السوسني]ــــــــ[25 - 04 - 2005, 11:19 م]ـ

شيخنا ابن هشام مشكور ثم مشكور على المرور، ولعلك لا تتأخر في الرد ما دمت قد وعدت، ووعد الحُرِّ دينٌ عليه.

أخي جمال مشكور على محاولاتك، وليس هذا تطفُّلاً، فالمشاركة مطلوبة من الجميع، غير أني خصصت ابن هشام بالذكر لأنه مشرف مشرق.

أما أنه مشرف، فهو مشرف في شبكة الفصيح.

وأما أنه مشرق، فهو مشرق في عباراته ونقداته وأفكاره، فلكم كلكم مني التحية، والسلام.

ولا زلت أستطعم ما دار من مناقشات أدبية رائعة في أبيات الشاعر

إذا كان إخوان الرجال حرارةً فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ

لنا جانب منه دميث وجانب إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ

وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ

فياليتها تكون كثيرة، ويا حبذا لو كان نقد كل مجموعة على حِدةٍ، فهو أدعى للمتابعة، وليكون لكل أبيات ملف خاص، حتى لا تتداخل المشاركات، فيقع تعليق على أبيات ستبقة، ثم يتلوه تعليق على أبيات غيرها فيتشتت القارئ.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير