تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المتنبي ..... ذلك العجيب الغامض (شارك)]

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 12:44 ص]ـ

بقدر ما تزيد متعتي كلما قرأت في ديوان المتنبي؛ أجدني أزداد حيرة، وترتسم في ذهني العشرات من علامات التعجب والاستفهام، أجد نفسي أمام شخصية تفيض بالغموض بقدر ما تفيض بالمتعة والبداع، ذلكم هو أبو الطيب المتنبي، شاعر العربية الأول بلا منازع - على ما أعتقد - فيا ترى ما هو السر المخبوء خلف هذا الرجل؟؟؟

لقد قرأت الكثير مما كتب عن المتنبي فلم أجد فيها ما يشفي ويكفي، باستثناء كتاب العلامة الكبير محمود شاكر - رحمه الله - الذي كشف فيه عن جوانب كبيرة من حياة أبي الطيب، كان هو فحلها الذي افتض بكارتها، ولم تكن مست من قبل. لكن تبقى جوانب مظلمة لم يسلط عليها ضوءه الكاشف.

أخي القارىء الكريم لعلك من خلال هذه النافذة تمتعنا بما يعنّ لك من خواطر وأفكار حول هذا الموضوع الذي أزعم أنه جدير بالبحث والمشاركة فلا تبخل علينا ... وشكرا

ـ[أبو سارة]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 01:20 م]ـ

من قال أنه شاعر العربية بلا منازع؟

لو قلت أشهر الشعراء العرب، ربما أوافقك0

العرب متفقة على تقديم ثلاثة شعراء من الجاهليين،يقابلهم في الإسلام ثلاثة،وليس المتنبي منهم0

أما حياته، ما المتنبي إلا رجل تنبأ وادعى النبوة، خرج إليه لؤلؤ أمير حمص، فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه ثم خرج من السجن، وأخذ يمدح الرؤساء والأمراء من أهل الشام، وخاصة سيف الدولة الحمداني، صاحب حلب، وماهو إلا متسول متسكع لابيت ولا مأوى، يمدح على قدر العطاء،إن أعطي مدح وإن مُنع هجا، يقول مالا يفعل،وحاول أن يخالف هذه القاعدة ليفعل مايقول فهلك في أول فعلة يفعلها! وفوق هذا كله فهو مغموز النسب0

أما شعره، فهو شعر الشاعر المحكم المتمكن وبه قيل للمتنبي: شاغل الناس 0

ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 12:30 ص]ـ

أخي الكريم أبا سارة ... يؤسفني أن يكتب هذا الكلام مثلك، وأنت من المشرفين على هذا الموقع المبارك، لأن القدح في المتنبي - وهو شاعر العربية الأول بلا منازع والذي استحق عن جدارة أن يقال فيه مالىء الدنيا وشاغل الناس - ما هو الا طعن في الشعر العربي ووصفه بانه شعر استجداء وتسول كما زعم ذلك بعض المستشرقين وأذنابهم، وعلى العموم أنا لا ألومك؛ فما كتبته أنت هو نتيجة طبيعية لتلك الكتابات المتعجلة التي تفتقر الى التحقيق والتمحيص، وسأقف معك بعض الوقفات:

1 - لو تكرمت علينا أخي أبا سارة فذكرت لنا من هم هؤلاء العرب الذين اتفقوا على التقديم كما زعمت وفي أي عصر ومصر؟ ومن هم الذين فازوا بهذا التقديم؟؟؟؟

2 - أما دعوى النبوة التي رمي بها المتنبي فقد فندها العلامة محمود شاكر رحمه الله بما لا يدع مجالا للرد، فارجع اليها غير مأمور، وآمل منك أخي أن تبين الفرق بين تنبأ وادعى النبوة، فقد أشكل علي الجمع بينهما.

3 - قبل أن اتكلم عن المديح عند المتنبي - وهو أكثر شعره - أسالك هل المديح في الشعر العربي كله الغرض منه التسول وطلب العطاء، خذ مثلا: قصيدة أبي تمام في وقعة عمورية والتي مدح فيها المعتصم، لم تكن لغرض التسول بل كانت تسجيلا لحدث مهم في تاريخ الاسلام، وتعبيرا من الشاعر عن فرحته بهذا النصر، والاحتفاء بهذا الخليفة البطل الذي الذي انتصر للاسلام وحرمات الاسلام، وقس على هذه القصيدة كثيرا مثلها.

وفي ظني أن أكثر قصائد المتنبي في سيف الدولة كان من هذا النمط، ودليل ذلك ما نراه فيها من صدق في العاطفة وحرارة في التعبير واعجاب صادق بشخص سيف الدولة وبطولته، ليس الدافع له مجرد التسول، واذا أردت أن تعرف ذلك فاقرأ مدائح المتنبي في كافور وعضد الدولة، فانك غير واجد فيها هذه الروح، لأنه لم يكن مدحا صادقا، بل كان لأغراض أخرى، وهذه الأغراض أيضا لم تكن تسولا كما زعمت، بل كانت أغراضا سياسية طمحت لها نفس أبي الطيب قبل اتصاله بسيف لدولة، فلما اتصل به رأى في شخص سيف الدولة ما كان يطمح اليه، فلما ابتعد عنه عادت له طموحاته، ولو كان المتنبي متسولا كما زعمت لما فارق سيف الدولة وترك ما كان يتمتع به من عطاء وضياع (بساتين) تدر عليه أموالا طائلة، حتى كان يعد في ذلك الزمن من الأثرياء، ولو كان متسولا لما ترك كافور؛ مع أنه كان كثير العطاء له، لكن المتنبي لم يكن يريد العطاء، كان يريد شيئا أكبر من ذلك، فلما لم يحصل ليه عند كافور تركه.

لقد كان التنبي عند سيف الدولة - كما وصفه بعض المعاصرين - بمثابة وزير للاعلام. وصدق والله، فلولا المتنبي لما ذاع صيت سيف الدولة.

وقولك (ان منع هجا) ليس بصحيح، فها هو قد ترك سيف الدولة بعد الجفوة التي حصلت بينهما، ومع ذلك لم يهجه، بل ظل وفيا له الى آخر يوم في حياته، لكن منعته عزة نفسه من الرجوع اليه رغم طلب سيف الدولة منه ذلك طلبا حثيثا. فهل هذا متسول متسكع؟؟؟؟؟؟؟؟؟

4 - يبدو أنك يا أبا سارة لا تقرأ، ولو قرأت لعرفت أن المتنبي كان من الشجعان الأبطال، خاض مع سيف الدولة كثيرا من المعارك، ولو كان كغيره من الشعراء (المتسولين) لآثر البقاء بحلب متنعما، حتى يرجع ولي نعمته.

5 - ما ذا تقصد بمغموز النسب؟؟ ولد زنا؟ لقيط؟ لا أعرف. الذي أعرفه أن المتنبي له أعداء كثر ولم أعرف أن أحدا منهم غمزه في نسبه، لم أعرف أحدا قبلك غمزه في نسبه الا طه حسين، أما المؤرخون فأجمعوا على أنه كان جعفيا صحيح النسب، وأمه همدانية، ورجح الشيخ محمود شاكر أنه كان علويا، والله أعلم.

أخي أبا سارة .. تثبت قبل أن تكتب .. وفقنا الله واياك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير