تَحَدَّري يا دُموعي بِالمَيازيبِ ... رائعةٌ لأمير البيانِ .. !!
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 12:25 م]ـ
لكم مني هذهِ القصيدة الراااائعة .. لأميرِ البيانِ / شكيب أرسلان ..
هي قصيدةٌ ليستْ كسائر القصائد .. و لكن أولاً نقف هنيهةً في رحابِ حياة ذاك الأمير الشاعر ...
.
.
.
.
.*.*.*.*.*.*.*.
شكيب أرسلان
1286 - 1366 هـ / 1869 - 1946 م
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.
من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة، مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.
من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.
عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.
واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية ( La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.
جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.
ثم قال: وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى، بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).
من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و (غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و (لماذا تأخر المسلمون -ط) و (الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و (شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و (السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و (أناطول فرانس في مباذله -ط) خ لبنان-خ)، و (ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).
وغيره الكثير.
وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و (ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).
*************
تَحَدَّري يا دُموعي بِالمَيازيبِ = وَعارِضي السُحبَ أَسكوباً بإسُكوبِ
وََأَدرِكي كَبِداً لَجَّ الأُوارُ بِها = عَن مارِجٍ في صَميمِ القَلبِ مَشبوب
هَيهاتَ أَيُّ الرَزايا بَعدَ تَرمِضُني = وَأَيُّ داهِيَةٍ دَهياءَ تَلوي بي
وَأَيُّ خَطبٍ مَلّى أَن أَقولَ لَهُ = يا عُمري اِنفَضَّ أَو يا مُهجَتي ذوبي
مَضى الَّذي كانَ فيهِ مُنتهى أَمَلي = وَمَن نَشَدَت لِتَعليمي وَتَهذيبي
وَمَن عَنِ الأَخذِ عَنهُ شَدُّ راحِلَتي = وَمَن لِلُقياهُ إِسآدي وَتَأويبي
شَعَرتُ إِن خِلتُ الدُنيا بِمَصرَعِهِ = لَم يَكفِني طولَ تَشريدي وَتَغريبي
فَمَن أَناجيهِ بَعدَ اليَومِ في حَزَني = وَمَن أَرى بَثُّهُ بَثّي وَتَعذيبي
واهاً عَلى حَجَّةِ الإِسلامِ حينَ خَبا = ذاكَ الشِهابُ بِلَيلاتٍ غَرابيب ِ
واهاً عَلى عِلمِ الأَعلامِ حينَ هَوى = فَلا تُصادِف قَلباً غَيرَ مَنخوبِ
أَينَ الَّذي كانَ إِن أَجرى يَراعَتُهُ = في أَيِّ فَنٍ أَتانا بِالأَعاجيبِ
هَذا المُصابُ الَّذي كُنّا نُحاذِرهُ = نَظَلُّ نَلبِسُ مِنهُ جِلدَ مَرعوبِ
مِن قَبلُ رَزناهُ فَقداً غَيرَ ذي عَوَضِ = وَكَم حَسِبناهُ صَدعاً غَيرَ مَرؤوبِ
حَتّى إِذا حَلَّ لَم تَعقِد مَناحَتُهُ = إِلّا عَلى حادِثٍ مِن قَبلُ مَرهوبِ
قَضى الإِمامُ الَّذي كانَت مَكانَتُهُ = بَينَ الأَئِمَّةِ في أَعلى الشَناخَيبِ
لَو كانَ أَنصَفَهُ الإِسلامُ يَومَ ثَوى = لَبّاتٌ يَرفُلُ في سودِ الجَلابيبِ
كانَ المُقَدَّمُ في عِلمٍ وَفي عَمَلِ = وَالجَمعُ ما بَينَ مَنسوبٍ وَمَكسوبِ
لَهُ شَمائِلَ أَمثالَ النَسيمِ سَرى = وَيَكرَهُ العَفوَ أَن يَأى عَنِ الحوبِ
¥