تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من الرياح إلى الإيميل ... واقتراح من وحي أبيات المستبدة]

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 02:44 م]ـ

أعجبتني أبيات اختارتها الأخت الكريمة الأستاذة المستبدة في مشاركتها في (تأملات .. )

وهي:

وَعاذلةٍ هبّت بليلٍ تلومني*****عَلى الشوقِ لَم تمح الصبابةَ مِن قَلبي

فما لي إِن أحببت أرضَ عَشيرتي*****وَأَبغضت طرفاء القصيبة من ذنبِ

فَلَو أنّ ريحاً بلّغت وحي مرسلٍ*****حفيٍّ لناجيت الجنوب على النقبِ

فَقلت لها أدّي إِلَيهم رِسالتي*****وَلا تخلطيها طالَ سعدك بالتربِ

فَإنّي إِذا هبّت شمالاً سَألتها*****هَلِ اِزدادَ صدّاح النميرة من قربِ

والأبيات كما ذكرت المستبدة للشاعرة: وجيهة بنت أوس الضبية

شاعرة جاهلية.

لها شعر في الشوق والحنين إلى الأوطان.

وهذه الأبيات من أبيات حماسة أبي تمام، أثرت فيّ معانيها، إذ تصورت امرأة ملأ الحب قلبها وتضرمت فيه لواعج الشوق إلى الحبيب، ولا حيلة لها لإبلاغ حبيبها بمشاعرها، فتعمل فكرها في اتخاذ وسيلة أو تدبير أمر يخفف عنها بنقل ما تضمه الضلوع من شوق وحنين فلا تجد غير أن تتمنى لو أن الرياح كانت قادرة على نقل بوحها إذن لناجت الرياح التي تهب من الجنوب نحو الشمال حيث الحبيب، لتنقل إليه معاناتها، ثم إنها كانت ستنتظر إلى أن تهب الرياح من الشمال إلى الجنوب لتحمل إليها جواب الحبيب.

اتخاذ الرياح بريدا بين الأحبة في الشعر العربي موضوع أقترحه هاهنا، بأن يشارك الأساتذة الأدباء والأستاذات الأديبات في إرفاد الموضوع بتعليقاتهم وبما يقفون عليه من شعر في هذا الموضوع، فإني أراه جديرا بالوقوف عنده ودراسته.

مع شكري وتقديري لكل قارئ ومشارك.

وتقبلوا تحيات أخيكم الأغر.

ـ[المستبدة]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 03:05 م]ـ

الأستاذ الأديب /الأغر ..

ذائقتك جميلة جدا .. وصيّادة جدا

بالفعل رائعة تلك الأبيات .. وقد عجبت

لسكونٍ لفّها .. لكن قدرها بأن يأتي من مثلكم ..

ليقلّدها أكليل إبداع تستحقها ..

تعليقكم رائع جدا، ولي عودة هنا ..

(اتخاذ الرياح بريدا بين الأحبة في الشعر العربي موضوع أقترحه هاهنا)

أشدّ على يديك بخصوص هذا، ولفتة ذكيّة أديبة جميلة أيها الأغر.

ياله من بريد بريدهم الشفيف!

وياله من حب حبهم العفيف.

معك حفظك الله .. وبودي أن يشاركنا الجميع هذي الوقفات التأمليّة حول هذا.

همسة باسمة:

أسعدني عنوان موضوعك، فقد ظننتُ أنني صرتُ شاعرة بدون علمي!

تحيّة،،،

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 05 - 2005, 09:46 م]ـ

الأديبة الأريبة الأستاذة المستبدة وفقها الله

أشكرك جزيل الشكر على عنايتك بالاقتراح الذي قدمته، وتأييدك الذي آمل أن يكون له الأثر الكبير في حث الإخوان في المنتدى على المشاركة فيه وتقديم المزيد من النصوص الرائعة في أدبنا العربي والمزيد من التعليقات النفيسة على هذه النصوص.

وسأعود بعد الامتحانات إلى الكتابة في هذا الموضوع إن شاء الله مؤمّلا أن تكون معي باقات من ورود روضات المحبين.

وجوابا لهمستك الباسمة اسمحي لي أيتها الأستاذة الفضلى أن أقول جهرا إن حروفك تشع شعرا، ولا عليك بعد ذلك إن لم تطرزها قافية أو وزن.

دمت للمنتدى رفدا ومنهلا للأدب الرفيع، مع التحية الطيبة والتقدير.

ـ[ابن أبي الربيع]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 07:55 ص]ـ

المعنى طرقه الشعراء، فمن ذلك قول

البديع الدمشقي طراد بن علي:

وهذا على العكس مع النسيم، وقد استعار الرياح للشوق فأمرها لتكون بريداً

يا نسيماً هبَّ مِسكاً عَبِقاً -- هذه أَنفاس رَيّا جِلِّقا

كُفَّ عنّي، والهوى، ما زادني -- بردُ أَنفاسك إِلاّ حُرَقا

ليت شعري، نقضوا أَحبابنا -- يا حبيب النفس، ذاك المَوْثِقا

يا لَصبٍّ أَسروا مُهجته -- بسهامٍ أَرسلوها حَدَقا

وأَداروا بعده كأْس الكرى -- وهو لا يشرب إِلاّ الأَرَقا

يا رياح الشوق سُوقي نحوهم -- عارضاً من سحب دمعي غدِقا

وانثري عِقد دموعٍ طالما -- كان منظوماً بأَيّام اللِّقا

ومن ذلك:

حجبوها عن الرياح لأني -- قلت: يا ريح بلغيها السلاما

لو رضوا بالحجاب هان ولكن -- منعوها يوم الرياح الكلاما

ومن ذلك قول ذي الوزارتين ابن الحكيم:

حيّ حيّي بالله يا ريح نجد -- وتحمّل عظيم شوقي ووجدي

وإذا ما بثثت حالي فبلّغ -- من سلامي لم على قدر ودّي

ما تناسيتهم وهل في مغيبي -- قد نسوني على تطاول بعدي

بي شوقٌ إليهم ليس يعزى -- لجميلٍ ولا لسكان نجد

يا نسيم الصّبا إذا جئت قوماً -- ملئت أرضهم بشيحٍ ورند

فتلطّف عند المرور عليهم -- وحقوقاً لهم عليّ فأدّ

قل لهم قد غدوت من وجدهم في -- حال شوقٍ لكلّ رندٍ وزند

وإن استفسروا حديثي فإنّي -- باعتناء الإله بلّغت قصدي

فله الحمد إذ حباني بلطفٍ -- عنده قلّ كلّ شكرٍ وحمد

ومن ذلك:

عهْدي بأيامٍ مَضَيْنَ برَبْعِها -- يا رِيحُ عنِّي بلِّغِيه سلامَا

أوقاتُ أُنْسٍ مثل إبْهام القَطا -- قد صِرْنَ من قِصَرِ المدى أحْلامَا

وبِمُنْحنَى وادِي الأراكِ حبيبةٌ -- قلبي بشَجْوِ غرامها قد هامَا

ومنه:

فبالله يا ريحَ الشمال تحمَّلي -- إلى شِعْب بوّان سلامَ فتًى صَبِّ

ومما جعله ابن الجوزي على لسان النبي يوسف عليه سلام الله:

خذي نفسي يا ريح من جانب الحمى -- فلاقى به ليلاً نسيم ربى نجدِ

فإن بذاك الجو حباً عهدته -- وبالرغم مني أن يطول به عهدي

وقول التراب السوسي:

وإذا هبّتْ صباً قلت لها -- بلّغي يا ريحُ من نهوى السّلاما

عُجْ شوامي السحب تحدوه الصبا -- مثلَ ما تحدو يد الحادي السّواما

فاسقِ أوطاناً بعلياء الحمى -- وابلَ الودق وجيراناً كِراما

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير