تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما أخبث هذه الكلمة!!]

ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 05:41 م]ـ

قُدِّرَ لي في فترة من الفترات أن أكون قارئاً نهماً للأدب الروائي العربي، ولسوء حظي لم يقع في يدي إلا رواياتٌ لكتّاب ذوي توجّه فكري غير واضح المعالم؛ فهم مسلمون ولكنّ كتاباتهم تشي بخلل فكريّ واضح ورؤية مشوّشة.

وقد لفت انتباهي - بعد اطّلاعي على بعض نتاج الأدب الروائي الغربي - أنّ أصحابنا حذوا حذوهم وصبّوا كتبابتهم في القالب ذاته، فتجد الوصف الوقح للمشاهد الجنسية، التخبّط الفكري، الشكوى من عدم فهم الحكمة من خلق العالَم، و وصف الحياة برمّتها بـ (العبثية)!!! وهنا سأتوقف لأقول:

إنّ الكاتب الغربيّ يعيش فعلاً حياةً خاويةً من الناحية الروحية، فهو - في الغالب - مادّيّ بحت لا يؤمن بالغيبيات (الميتافيزيقيا) ويعتبر من يؤمن بها جاهلاً أمّياً سطحيَّ التفكير، وما ذاك إلا لأنّ الديانة الغالبة في الغرب - إن كان الكاتب متديناً - هي المسيحية المحرّفة، والتي لا تعطي تصوّراً واضحاً لحقائق الحياة والكون بالزخم ذاته الذي يعطيه الإسلام. ومن هنا فإننا نجد عذراً للكتّاب الغربيين عندما يشعرون بالضياع، والتخبّط الفكري، والهرب إلى فكرة العبيثة كلّما حاصرتهم الأسئلة، وأعيتهم الإجابات.

أما أنت أيها الكاتب (الإسلامي) يا ابن البيئة الإسلامية، يا من قرأت القرآن والسنة، وتكوّنت لديك فكرة واضحة المعالم عن الحياة والبعث والحساب، والقدر، والابتلاء و .... ، ما بالك تدندن بهذه الكلمة الخبيثة؟! هل حقّاً تظنّ أن الأمر عبث؟!

لن أحدثك عن الأرض وما أقلّت، والسماء وما أظلّت، والدقّة اللامتناهية لمجريات الكون؛ ولكنّي أستحلفك بالذي خلقك وفطرك أن تتأمّل نفْسك وأنت تكتب، تأمّل يدك التي تمسك بالقلم، تأمّل رتابة أنفاسك، دقات قلبك، تسلسل الأفكار في مخيّلتك، مرور الدم بين ثنايا الشرايين الدقيقة في مخك، وأن لو انسدّ أحد تلك الشرايين لزلزلتَ زلزالاً عظيماً!!

بالله عليك أيكون من خلق هذا الخلق عابثاً؟!!

تندّ عن بعض أولئك الكتّاب تساؤلات مخنوقة عن سبب الحروب والمجاعات والفقر والمرض، ثم تعلو تلك التساؤلات لتصبح صياحاً يخمد عندما يعلقون كل ذلك على شمّاعتهم المفضّلة (العبث)!!

اعلمْ أيها المسكين أنّ الله خلق كلّ شئٍ فأحسنه وأتقنه، وإنما انفجرت هذه الفوضى العارمة من حرب وفقر ومرض منك أيها الإنسان (العابث) فأنت الذي أشعل الحروب، وأنت الذي نسيَ أن يعطيَ الفقير ما أمر الله به، وأنت وأنت ... ولكنّك تُكابِر.

ثمّ إنّ الأدب مع الإله مطلوب، فعندما تسأل هذا السؤال - مثلاً -: سبحان الله، لِمَ خلق الله هذا المخلوق؟ هنا تكون مؤدَّباً مع الله، أما حين تسأل نفس السؤال بهذه الصيغة: لماذا خلقتَ هذا المخلوقَ التافه يا الله؟!! فهنا تكون قد جانبتَ الأدب وأهلكتَ نفسك.

والله الذي لا إله إلا هو لو خاطبتَ رئيسك في العمل عن أمرٍ قام به لسببٍ لا تدريه؛ ما انحدرتَ بأسلوب خطابك إلى هذا المنحدر!!

ولكنّه التقليد الأعمى، والانبهار بكلّ ما هو غربيّ حتى لو كان جحر ضبّ!!

ولا يقتصر الأمر على الروائيين، بل يتعدى ذلك إلى الشعراء، فهدا الشاعر محمود درويش ولا أدري هل هو مسلم أم غير مسلم إلا أن اسمه يشي بأنه إسلاميّ، ها هو يقول عندما سئل عن شعوره بُعيد وفاة نزار قباني: شعرت بعبثية الحياة!!

لا تعليق ...

ـ[القيصري]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 06:27 م]ـ

السلام عليكم

احسنتم يا اخي الكريم

وتعليقا على تعليقكم لا تعليق فهو افضل تعليق لانه لا يستأهل تعليقا افضل من ذلك التعليق.

شكرا

القيصري

ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 07:35 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أهلا بك أخي القيصري ...

أشكر لك تفضلك بالمرور والمشاركة ...

لك التحية ...

ـ[باوزير]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 09:22 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي الطائي على هذا الموضوع.

ولقد غبت عنا قليلا عسى المانع لك خيرا.

ـ[الطائي]ــــــــ[22 - 07 - 2005, 09:29 م]ـ

الأديب / باوزير ...

وأنت فجزاك الله كلّ خير أخي الحبيب

مهما أغِبْ فقلبي هنا في الفصيح

لك التحية ...

ـ[السيوطي]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 09:33 م]ـ

ليت الأمر اقتصر على مثل هذه اللفظة _ على خطورنها_ ولكن كل من كنب في الرواية على المنهج الغربي نجد عنده مثل

هذه التعبيرات

وأنا أدعو الاخوة أعضاء المنتدى لقراءة كتاب قيم في هذا الباب

وهو كتاب معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبو زيد عافاه الله

ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[23 - 07 - 2005, 10:58 م]ـ

نعم الكتاب ونعم كاتبه

وجزاكم الله خيرا جميعا

وإني لأعرف أشخاصا ممن تعفنت نفوسهم من الأدب المذكور آنفا وهم ممن يعشقون محمود درويش وأمثاله التائهين بهم خلل في توحيد الربوبية والعياذ بالله.

فبئس الأدب وكاتبه وعاشقه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير