قصيدة " يا أمّة الغيث " ...
ـ[صالح العمري]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:15 م]ـ
يا أمّةَ الغَيْث ..
=========
شعر: صالح بن علي العمري- الظهران
=========
إلى أمة الإسلام، أمة الهدى والنور، أنتِ الأمل المنتظر رغم الظلام الهادر، والكيد المتواتر ..
وإن هدموا الدور ودنسوا الكتاب وهتكوا الأعراض ..
يا أمّة الغيث هِلّي اليوم وائتلقي= فكم تحسّر طَرْفُ العينِ في الأفق ِ!!
يا أمّة الغيث هل للغيثِ من سُحبٍ = سحّاءَ تُطْفيءُ ما في القلبِ من حُرق ِ!!
يا أمّة الغيثِ أنتِ النورُ منسكبا = من سدرة المُنتهى للمصطفى الشَفِق ِ
سنا تجلّى إلى جبريلَ مؤتمناً = فهلْ لنورِكِ في الآفاق ِ من شَفَق ِ
يرنو إليكِ وجودٌ لا حياة َ له = إلا بنبضِك في وجدانِهِ الخَفِق ِ
وتشرأبُ البرايا في سفاسفها = إلى سموِّكِ في الإيمان ِ والخُلُق ِ
ويستغيثُك جرحٌ لا التئامَ له = إلاّ برايات ِ سبّاق ٍ و مُسْتَبِق ِ
ويسألُ السهدُ عنكِ النَّجمَ في أملٍ = لعلَّ فجْركِ يجلو ظلمة َ الغسق ِ
وللجوى عنكِ تطوافٌ وأسئلةٌ = وألفُ تنهيدةٍ في مسْمَع ِ الأرق ِ
وتغزلُ الريحُ فوقَ الرَّملِ ملحمةً = من ذكرياتِ الفِدا والعزِّ والسّمَق ِ
يا أمّة الغيثِ للعصيان ِ مشأمةٌ = من اتقى الله في كلِّ الأمورِ وُقي
الأرضُ بعدكِ أشلاءٌ مضمّخةٌ = وتِرْكة ُ المجدِ نهبُ الحاقدِ الشَّبِق ِ
وللمباديء أكفانٌ وأضرحة ٌ .. = والروحُ –يا لكسادِ الروحِ– في ملق ِ
وللفواحشٍ أصداءٌ مدويّة ٌ = يسوقُُها طبقٌ دانٍ إلى طبقِ ِ
وللسعادةِ سندانٌ و مطرقةٌ = يلوكُها الدهرُ في كماشةِ القَلق ِ ..
يا أمّة الغيثِ هلّي اليوم وائتلقي = فأنتِ رَوْحُ الشذى في الزهر والورق ِ
وأنتِ بُشرى الهدى المُنثال منذُ زها= فجرُ النبوّةِ واستجلى لكلِّ تقي
وفي يمينكِ آياتٌ مبيّنةٌ = من سورةِ الفتحِ والأنفال ِ والفلق ِ
بك استنارت قلوبُ السائرين هدى = ومنكِ يحلو الجنى في غصنهِ العذق ِ
يا أمّة الغيثِ هلي اليوم وائتلقي = واستنقذي الكون من دوامّة ِ النَفَق ِ
كم معقل ٍ صار للأعداءِ مرتفقا = قد كان مبعثَ راياتي و مُنْطَلقي
كم أمّةٍ عزَّها التوحيدُ فاعتصمَتْ = قد أصبحتْ من دعاوى الشكّ في فِرَقِ!!
وبقعة ٍ حُرّة ٍ كانتْ مُمَلّكَة ً = يسومها المعتدي .. مكسورة العُنُق ِ
في كلّ يوم ٍ يسجّيها على فتن ٍ = يا بؤس مُصْطبحٍ فيها ومغتبق ِ!!
يدّعها في متاهاتٍ و معمعة ٍ = يحارُ فيها فؤادُ المؤمن الحّذِق ِ
قالوا جنيتُ .. وسهم الغدر في كبدي!! = ومذنبٌ .. وشهودُ البغي في حدقي!!
مُكبّلٌ .. و كراماتي مدنسّةٌ = والقدسُ يا لعناء القدس في الرَّبَق ِ!!
مُجَرّمٌ .. وجحيمُ القصفِ في بلدي!! = ومعتدٍ .. ونصالُ السيفِ في عُنُقي!!
وموصمٌ أنا بالإرهاب في زمن ٍ = يعدُّ تكبيرتي من أحمقِ الحَمَق ِ!!
وقد أهانوا كتاب الله في صلفٍ = إنَّّ البهيمة َ لا تعتدُّ بالوَرِق ِ؟!!
وأسرفوا في دمي .. واستعذبوا شرفي = وسوف ينفجرُ البركانُ من حنقي ..
وفي المدينة سمّاعون قد مردوا .. = هم الخفافيشُ في ليلٍ من الرَّهق ِ
يا أمتي إن يكن باللهِ مُعْتَصَمي = لاندكَّ كلُّ كيان الكفر من فرَق ِ
البذلُ لله نصرٌ لا اندحار له = والسعيُ من دونهِ زخمٌ من العَرَق ِ!
مليارُنا اليوم صفرٌ لا اعتداد به = لأنّ مليارنا حبرٌ على ورق ِ
يا أمّة الغيثِ يا آمالَ مرتقبٍ = والأرضُ تهتفُ من وجدانِ منسحق ِ
مدّتْ إليك ِ ذراعَ المستغيثِ رجا = فاستفتحي باسم ربّي كلَّ منغلق ِ ..
وأجهشت، ونداءُ الشوقِ في فمها: = خذي بحاري وبرّي واملأي طرقي
عودي لسيرتك الأولى هدى وسنا = صوني البريّة عن مستنقّع الغَرَق
آمنتُ يا أمتي بالنصر فاعتصمي = واستنزلي الفتح .. وامضي للعُلا .. وثقي
ـ[أبو سارة]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 04:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياصالح