[المقدمات الغزلية]
ـ[أ. عبد الله الحمدان]ــــــــ[30 - 10 - 2005, 07:00 م]ـ
:::
مقدمة معلقة طرفة بن العبد
لِخَوْلَةَ أطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ
تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ
وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
يَقُوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّدِ
كَأنَّ حُدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُدْوَةً
خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِفِ مِنْ دَدِ
عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِنٍ
يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَدِي
يَشُقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَا
كَمَا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَدِ
وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ
مُظَاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَدِ
خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَباً بِخَمِيْلَةٍ
تَنَاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَدِي
وتَبْسِمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَوَّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَدِ
سَقَتْهُ إيَاةُ الشَّمْسِ إلاّ لِثَاتِهِ
أُسِفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِدِ
ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا
عَلَيْهِ نَقِيِّ اللَّوْنِ لَمْ يَتَخَدَّدِ
لخولة: اسم امرأة كلبية، الطلل: ماشخص من رسوم الدار، والجمع أطلال وطلول، البرقة والأبرق والبرقاء: مكان اختلط ترابه بحجارة أو حصى، والجمع الأبارق والبراق والبرق، ثهمد: موضع، تلوح: تلمع، واللوح اللمعان، الوشم: غرز ظاهر اليد وغيره بإبرة وحشو المغارز بالكحل أو النقش بالنيلج، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الواشمة والمستوشمة " يقول: لهذه المرأة أطلال ديار بالموضع الذي يخالط أرضه حجارة وحصى من ثهمد فتلمع تلك الأطلال لمعان بقايا الوشم في ظاهر الكف 1
تفسير البيت هنا كتفسيره في قصيدة أمرىء القيس، التجلد: تكلف الجلادة، أي التصبر 2
الحدج: مركب من مراكب النساء، والجمع حدوج وأحداج، المالكية: منسوبة إلى بني مالك قبيلة من كلب، الخلايا: جمع الخلية وهي السفينة العظيمة، السفين: جمع سفينة، النواصف: جمع الناصفة، وهي أماكن تتسع من نواحي الأودية مثال السكك وغيرها، دد، قيل: هو اسم واد في هذا البيت، وقيل دد مثل يد، يقول: كأن مراكب العشيقة المالكية غدوة فراقها بنواحي وادي دد سفن عظام. شبه الشاعر الإبل و عليها الهوادج بالسفن العظام، وقيل: بل حسبها سفنا عظاما من فرط لهوه وولهه، إذا حملت ددا على اللهو، وإن حملته على أنه واد بعينه فمعناه على القول الأول 3
عدولي: قبيلة من أهل البحرين، وابن يامن: رجل من أهلها، الجور: العدول عن الطريق، والباء للتعدية، الطور: التارة، والجمع الأطوار يقول: هذه السفن التي تشبهها هذه الإبل من هذه القبيلة أو من سفن هذا الرجل، الملاح يجريها مرة على استواء واهتداء، وتارة يعدل بها فيميلها عن سنن الاستواء، وكذلك الحداة تارة يسوقون هذه الإبل على سمت الطريق، وتارة يميلها عن الطريق ليختصروا المسافة، وخص سفن هذه القبيلة وهذا الرجل لعظمها وضخمها ثم شبه سوق الإبل تارة على الطريق وتارة على غير الطريق بإجراء الملاح السفينة مرة على سمت الطريق ومرة عادلا عن ذلك السمت 4
حباب الماء: أمواجه، الواحدة حبابة، الحيزوم: الصدر، والجمع: الحيازم، الترب والتراب والترباء والتورب والتيراب والتوراب واحد، الفيال: ضرب من اللعب، وهو أن يجمع التراب فيدفن فيه شيء، ثم يقسم التراب نصفين، ويسأل عن الدفين في أيهما هو، فمن أصاب فسمر ومن أخطأ فمر، يقال: فايل هذا الرجل يفايل مفايلة وفيالا إذا لعب بهذا الضرب من اللعب. شبه الشاعر شق السفن الماء بشق المفايل التراب المجموع بيده 5
¥