تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من جميل ما قرأت.]

ـ[موسى أحمد زغاري]ــــــــ[23 - 11 - 2005, 10:06 م]ـ

إن من شؤون الأدب ما يَحير له القارىء المسلم على وجه الخصوص، ففي ثنايا كتب ألأدب نجد ما يصرح بخدش الحياء وقلة الأدب، وهو كثير في كتب الأدب على اختلاف مؤلفيها ووقت تأليفها، فارتأيت أن أميز الخبيث من الطيب منها، عارضاً بذلك الأدب في حلة الأدب موافقاً شرع الله الحنيف.

وأول ما أبدأ به كتاب:

ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي

نقل من درة الغواص لأبي محمد القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات أن أبا العباس المبرد روى أن بعض أهل الذمة سأل أبا عثمان المازني في قراءة كتاب سيبويه عنه وبذل له مائة دينار في تدريسه إياه فامتنع أبو عثمان من ذلك فقال له المبرد جعلت فداك أترد هذه النفقة مع فاقتك واحتياجك إليها، فقال أبو عثمان هذا الكتاب يشتمل على ثلثمائة حديث وكذا آية من كتاب الله ولست أرى أن أمكن منها ذميا غيرة على كتاب الله تعالى وحمية له.

غناء جارية ولحنها بين يدي الواثق

قال فاتفق أن غنت جارية بحضرة الواثق من شعر العرجي:

أظلوم إن مصابكم رجلاً = أهدى السلام تحيةً ظلمُ

فاختلف من بالحضرة في إعراب رجلا فمنهم من نصبه وجعله اسم إن ومنهم من رفعه على أنه خبرها والجارية مصرة على أن شيخها أبا عثمان المازني لقنها إياه بالنصب فأمر الواثق بإشخاصه قال أبو عثمان فلما مثلت بين يديه قال ممن الرجل؟ قلت: من مازن يا أمير المؤمنين قال أي الموازن قلت من مازن ربيع، فكلمني (أي الواثق) بكلام قومي وقال بااسمك لأنهم يقلبون الميم باء والباء ميما إذا كانت في أول الأسماء فكرهت أن أجيبه على لغة قومي لئلا أواجه بالمكر (لأن اسمه بكر، وجرياً على لغة قومه فالمفروض ان يجيبه مكر) فقلت بكر يا أمير المؤمنين ففطن لما قصدته وأعجبه مني ذلك، ثم قال: ما تقول في قول الشاعر:

أظلوم إن مصابكم رجلا = أهدى السلام تحية ظلم

أترفع رجلا أم تنصبه؟ فقلت الوجه النصب يا أمير المؤمنين قال ولم ذلك فقلت إن مصابكم مصدر بمعنى إصابتكم. فأخذ الزيدي في معارضتي (يبدو أن الزيدي كان أحد الحضور). فقلت هو بمنزلة قولك: إن ضربك زيداً ظلم فالرجل مفعول مصابكم ومنصوب به والدليل عليه، أن الكلام متعلق إلى أن تقول ظلم فيتم. فاستحسنه الواثق وأمر له بألف دينار. قال أبو العباس المبرد فلما عاد أبو عثمان إلى البصرة قال لي كيف رأيت رددنا لله مائة فعوضنا ألفاً.

ملحوظة: ما بين الأقواس هو تفسير مني.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير