تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الموقف الشرعي من القصص.]

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 07:04 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ..

أكتب هذا الموضوع ردا على سؤال أحد الأعضاء حول القصص، وما فيها من خيال .. هل تدخل ضمن الكذب المحرم، أو لا؟

موقف الشرع من القصة ..

القصة في تكوينها تقوم على الخيال، و على ذكر شخصيات وأحداث لم تحدث، فهل هذا يعدّ كذباً، أم لا؟

• فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله-: يرى أن القصة كذب؛ وما دامت كذباً فإن في الصدق مندوحة عن الكذب، ولا داعي لهذا الفن الأدبي من أوله لآخره. ولكن هناك من استطاع أن يخرّج هذه الفتوى بجعل القصة كضرب الأمثال، وهذا موجود في باب الطلاق، والميراث عند الفقهاء في مسائلهم بكثرة.

• فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله-: لا يرى فيها بأسا، أو حرجا؛ فقد سُئل عن استخدام التمثيلية في التربية، والتمثيلية أساسها قصة –كما هو معروف-، كما سُئل في برنامج إذاعي (سؤال على الهاتف) هل القصة تعدّ من الكذب المحرم؛ فأجاب بالنفي.

• أبو حامد الغزالي –رحمه الله-: يوجّه اللوم في كتابه (إحياء علوم الدين) إلى من يؤلف قصة؛ حتى ولو كان القصد منها هداية الناس. فيقول: (ومن الناس من يستجيز وضع الحكايات المرغِّبة في الطاعات، ويزعم أن قصده فيها الدعوة إلى الحق؛ فهذا من نزغات الشيطان؛ فإن في الصدق مندوحة عن الكذب، وفي ذكر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم غِنْية عن الاختراع في الوعظ، كيف وقد كره التكلف في السجع، وعُدّ من التصنّع).

رأي بعض الأدباء، والنقاد:

• أنور الجندي (أديب): يرى أنها فن دخيل لا يتفق مع الذوق، أو القيم الإسلامية، وأنها كانت سبيلا لغواية شباب المجتمع، وملء عقولهم بتحبيب الفاحشة إليهم، و تقريبها من نفوسهم .. والرد على مثل هذا الرأي: إذا كانت بعض القصص على هذا النحو الذي ذُكر فيُحذّر منها ويُنبّه إلى خطرها، وفي المقابل يستفاد من هذا الفن في دعم الجوانب الخيّرة؛ فالخطأ ليس من ذات القصة؛ وإنما من كيفية استغلالها، والشيء في ذاته قد لا يكون محرّماً أو محللاً، و إنما ما يكون فيه يأخذ حكمه في هذا الأمر.

• محمد لطفي الصبّاغ، له كتاب عن القصص في الحديث النبوي، أشار إلى أن القصة سلاح فعّال، ومن الضروري الإفادة منها في عالمنا الثقافي المعاصر.

• عبد الرحمن رأفت الباشا في كتابه (نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد): تحدث فيه عن أهمية القصة، وضرورة الاهتمام بها، وأكّد على المبادرة إلى الإفادة من إمكاناتها، وعدم ترك المساحة للآخرين.

• عباس العقاد: يرى أن القصة ضرب من التسلية لا فائدة منه، وعلى الكتاب والنقاد الابتعاد عنها، والاهتمام بالكتابة الجادة دون غيرها.

للأمانة: فإن ما كتب أعلاه جزء من محاضرة علمية لمادة (منهج الأدب الإسلامي) أ. د. عبد الله العريني لطلاب وطالبات السنة المنهجية للماجستير-قسم البلاغة والنقد ومنهج الدب الإسلامي- جامعة الإمام.

ـ[عاشق اللغة العربية]ــــــــ[14 - 11 - 2005, 09:14 م]ـ

شكرا لك أختي على الموضوع الذي أفادني كثيرا

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 05:50 ص]ـ

لا شكر على واجب .. وعذرا لتأخري.

ـ[معالي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 06:55 ص]ـ

الكريمة وضحاء ..

جزيت خيرًا ..

من منقولك وصلت إلى أن القصة تدخل باب الشبهة طالما أن الاختلاف قد طالها!

هل توافقيني؟!

تحية

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 07:08 ص]ـ

أو كلّ ما اُختلف فيه يدخل في الشبه؟!!

فلنضع أقلامنا عن كل شيء إذن!

عزيزتي ..

مع هذا الخلاف، إلا أن النتيجة التي لم أحبذ كتابتها وتمنيت أن تُستنتج من القارئ هي أن لا شيء في القصة، مخرّجين لذلك بأنها من ضرب الأمثال .. خاصة إن لم يكن فيها دعوة إلى محرم، أو سيء خلق ..

ـ[معالي]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 07:55 ص]ـ

أو كلّ ما اُختلف فيه يدخل في الشبه؟!!

فلنضع أقلامنا عن كل شيء إذن!

ما أعرفه غاليتي

أن المتشابهات لا يخوض فيها إلا الراسخون في العلم!

هكذا تعلمتُ منذ زمن ..

وطالما أن المسألة ذات باب شرعي فالأولى أن يخوض فيها أهل العلم والاختصاص_ولسنا منهم_ ..

وإن اختلفوا دخل الأمر باب (فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه)

نحن_ولستُ هنا لأعلمك بل لأذكرك_ نضع أقلامنا حين يتعلق الأمر بمسألة شرعية لأهل العلم فيها اجتهاد ..

وأذكر أن للشيخ ابن عثيمين_رحمه الله_ قولا فصلا في هذه المسألة:

مضمونه:

إذا ورد على المرء قولان أو أكثر في مسألة واحدة، مع الأخذ في الاعتبار أن الآراء المختلفة كلها لها حظ من النظر، لأن القاعدة الشرعية تقول: (وليس كل خلاف يُعتبر .... إلا خلاف له حظ من النظر) .. فرأي الشيخ _رحمه الله_ أننا نأخذ بالأحوط!!

أما إذا كانت المسألة غير شرعية فالأمر فيه سعة ..

بل_قطعًا_ علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي معطلين لعقولنا!!

وضحاء

لك كل تقدير

ـ[وضحاء .. ]ــــــــ[15 - 11 - 2005, 08:24 ص]ـ

أساس الرفض كان من أجل أن هناك كذباً، و لكن على قياسها بما في كتب الفقه؛ من أنها ضرب للأمثال فلا شيء فيها .. وهذا هو المقصود -والله أعلم-؛ لأن سائل الشيخ ابن عثيمين شرح له الأمر بالتفصيل فأفتى بجوازه، مع العلم أن كثير من السائلين يسأل بتعميم، دون توضيح للأمر مما يجعل الأمر غير واضح له.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير