[علقمة الفحل]
ـ[دارس]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 04:26 م]ـ
معاشر الأدباء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماقصة تسمية علقمة الفحل بهذا الاسم؟
وما هي الأبيات التي وردت في هذه القصة؟
ـ[باوزير]ــــــــ[16 - 05 - 2005, 11:45 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أولا أنا لست من الأدباء.
وإلقاء السلام ليس خاصا على الأدباء هنا لذلك رددت السلام:).
وثانيا سبب تسميته بذلك هو تلك القصة التي يشكك البعض في صحتها وأنا لا أدري طبعا لأنني لست من القوم، وملخص القصة:
أن امرؤ القيس كان جالساً بخبائه، وعنده زوجه (أم جندب) الطائية، فجاءه علقمة بن عبدة التميمي، وتذاكرا أمر الشعر، وادعى كل منهما لنفسه فيه ما ليس عند صاحبه، فاتفقا على أن ينشدا، وتحكم بينهما (أم جندب) فقال امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها:
خليلي مرا بي على أم جندب =نقضي لبانات الفؤاد المعذب
ومنها في وصف جواده:
فللسوط ألهوب وللساق درة = وللزجر منه وقع أفرج منعب
وقال علقمة يعارضه:
ذهبت من الهجران في كل مذهبِ = ولم يك حقاًّ كل هذا التجنُّب
ووصف فيها جواده فقال:
فأدركهن ثانياً من عنانه =يمر كمر الرائح المتحلب
فلما فرغا قضت (أم جندب) لعلقمة على امرىء القيس، فسألها:" بم فضلته علي؟ " فقالت: "فرس ابن عبدة أجود من فرسك، فأنت زجرت وحركت ساقيك، وضربت بسوطك، أما علقمة فأدرك بفرسه غرضه، ثانياً من عنانه، لم يضربه بسوط ولم يجهده.
فطلقها امرؤ القيس وتزوجها علقمة فلذلك سمي بالفحل.
هذا ما عرفته والله أعلم.
ولا أعرف من القصيدتين إلا ما ذكرت لك.
وذكرتني .. بارك الله فيك، فهناك موضوع للأستاذة عاشقة لغة الضاد فيه مشاركات من هذا القبيل، فدعني أذهب لأضع هذا هناك قبل أن يسبقني أحد: D
ـ[المستبدة]ــــــــ[17 - 05 - 2005, 08:49 ص]ـ
أهلا بك يا دارس معنا ..
الفصيح يرحب بك ..
لا أظن أنك تحتاج إجابة بعد كرم أستاذنا باوزير ..
شكرا يا أستاذ لسرعة استجابتك وقد أفدتُ كثيرا منها
فجزاك الله خيرا ..
في الحقيقة قد أتيتُ وفي جعبتي بعض ما قد يرضي دارس
لكن سعادتي كبيرة برد الأستاذ /باوزير ..
ولكن ـ أيضاً ـ بما أني أتيتُ بها فسأنثرها.
رغم إيماني أنها لن تختال بأكثر مما اختالت به إجابة الأستاذ.
عموماً:
حدث هذا،في احتكام علقمة بن عبدة، وامرئ القيس إلى امرأته أم جندب في أيهما أشعر.
" قال ابن قتيبة في ترجمة علقمة:"وسُمّيَ بالفحل لأنه احتكم مع امرئ القيس إلى امرأته أم جُندب لتحكم بينهما، فقال امرؤ القيس:
خليليَّ:مُرَّا بي على أم جندبِ **لنقضيَ حاجاتِ الفؤادِ المعذَّبِ
وقال علقمة:
ذهبتِ من الهجران في كل مذهبِ**ولم يك حقا كل هذا التجنُّبِ
ثم أنشداها جميعاً، فقالت لامرئ القيس:علقمةُ أشعر منك.
قال: وكيف ذاك؟
قالت: لأنك قلت:
فللسوط أُلْهوبٌ دِرّةٌ**وللزجر منه وقعُ أهوجَ مِنْعَبِ
فجهدتَ فرسَك بسوطك ومَريته بساقك (يعني أسرع في جريه لأنك تضربه بالسوط!). أما علقمة فقال:
فأدركهنَّ ثانيا من عِنانه** يَمُرُّ كمرِّ الرائح المتحلِّبِ
فأدرك طريدته وهو ثان من عنِان فرسه،لم يضربه بسوط، ولا مراه بساق ولا زجره.
قال: (أي أمرؤ القيس) ما هو بأشعر مني، ولكنكِ له وامقة فطلقها،فخلف عليها علقمة فسُمّي بذلك الفحل " (1)
وهذه الحادثة يستشهد بها كثيرا عند ذكر حركة النقد الأدبي في أخريات العصر الجاهلي، وهذه الحادثة هي صورة من صور النقد الجاهلي التي التفت فيها إلى الصورة الشعرية من حيث قدرة الشاعر أو عدم قدرته على أدائها.
(1) تاريخ النقد الأدبي عند العرب:د. عبدالعزيز عتيق،بيروت،دار النهضة العربية،لبنان،د. ط، د. ت: 22ـ23.