[بشار بن برد زعيم الشعراء المحدثين ((سيرته وأخباره ونوادره وشعره)) للأدباء الفضلاء]
ـ[قريع دهره]ــــــــ[20 - 11 - 2005, 06:39 م]ـ
هو بشار بن برد بن يرجوخ الشاعر المخضرم المقدم
يصنف أنه أشهر المحدثين وزعيم طبقتهم بإجماع الرواة والأدباء والمقدمين في صناعة الشعر
وهو من شعراء الدولتين العباسية والأموية
وهو من الشعراء الثمانين الذين هاجوا جرير وغلبهم .. وبشار بن برد هاجاهم ولم يرد عليه جرير استصغارا له
وقال بشار لو رد علي جرير لأصبحت أشعر العالمين .. لأنه برد جرير على بشار سوف يرفع من اسهمه ويشهره في الأفاق
وهو من سبي المهلب بن أبي صفرة .. ووهب جده يرجوخ امرأة من بني عقيل
وكان أعمى البصر وكان يشبه الأشياء ويصفها مالا يقدر عليه البصراء .. فسئل عن ذلك فقال: عدم النظر يقوّي ذكاء القلب ويقطع عنه الشغل بما ينظر إليه الأشياء فيتوفر حسه.
وكان يلقب بالمرعّث
لقوله هذه الأبيات:
قالت ريم مرعث = ساحر الطرف والنظر
لست والله نائلي = قلت أو يغلب القدر؟
أنت إن رمت وصلنا = فانج، هل تدرك القمر؟
والرعاث .. هي القرطة واحدتها رعثة وجمعها رِعاث ((بكسر الراء)).
وكان يقول أنا أشعر الناس لقوله إن لي اثنا عشر ألف بيت جيد .. فقيل له كيف ذلك؟ .. فقال إن لم يكن في كل قصيدة بيت جيد .. فلعنها الله ولعن قائلها
وقيل بهذه الخطبة قام واصل بن عطاء بعمل الخطبة التي تخلو من حرف الراء ((للثغه كانت في نطق الراء لواصل بن عطاء .. وسأتكلم عنه يوما وعلى فصاحته بإذن الله))
وبإتهامة بالزندقة كام عليه يعقوب وزير المهدي ودبر له حتى قتل
ومن أخباره
قدم بشار بن برد إلى المهدي يمدحه بقصيدته الرائية التي يقول فيها:
تجاللت عن فهر وعن جارتي فهر = وودعت نعمى بالسلام وبالبشر
وقالت سليمى ففيك عنا جلادة = محلك دان والزيارة عن عفر
أخي في الهوى مالي أراك جفوتنا = وقد كنت تقفونا على العسر واليسر
تثاقلت إلا عن يد أستفيدها = وزورة أملاك أشد بها أزري
وأخرجبن من وزر خمسين حجة = فتى" هاشمي يقشعر من الزر
دفنت الهوى حيا فلست بزاشر = سليمى ولاصفراء ماقرقر القمري
ومصفرة بالزعفران جلودها = إذا اجتليت مثل المفرطحة الصفر
فرب ثقال الردف هبت تلومني = ولو شهدت قبري لصلت على قبري
تركت لمهدي الأنام وصالها = وراعيت عهداً بيننا ليس بالختر
ولولا أمير المؤمنين محمد = لقبلت فاها أو لكان بها فطري
لعمري لقد أوقرت نفسي خطيئة = فما أنا بالمزداد وقراً على وقر
ولم يحظ منه بشيء .. فقيل إنه لم يستجيد شعرك .. فقال بشار: والله لقد مدحته بشعر لو مدح الدهر لم يحسن صرفه على أحد ولكنّا نكذب في القول .. فنكذب في الأمل.
وبعدها قام بمدح وزيره يعقوب بن داوود فلم يحفل به ويقدره ولم يعطه شيئا .. وأقام ينتظر جائزته فمر يعقوب يوما ببشار .. فصاح بشار:
((طال الثواء على رسوم المنزلِ))
فقال يعقوب:
((فإذا شاء أبا معاذ فارحل))
فغضب أبا معاذ ((بشار بن برد)) فقال:
بني أمية هُبوا طال نومكم = إن الخليفة يعقوب بن داوود
ضاعت خلافتكم ياقوم فالتمسوا = خليفة الله بين الناي والعود
وبعدها رحل لحلقة النحوي المشهور يونس .. فقال: هاهنا من نحتشمه؟ .. فقال: لا .. فأنشد هجاء في المهدي وهجاء في يعقوب فسعى إليه يعقوب
ومن أخباره الطريفة المضحكة
((والله فيها بعض المجون ولكن سأقول أخفها وأحشمها مع أنه ماضي بشار بن برد أسود في الهجاء وهجاءه مقذع لذلك سوف أتحاشاه .. لأجلكم))
أنه كان بشار يعطي أبا الشمقمق في كل سنة مائتي درهم، فأتاه أبو الشمقمق في بعض تلك السنين فقال له: هلم الجزية يا أبا معاذ؛ فقال: ويحك! أجزية هي! قال: هو ماتسمع؛ فقال له بشار يمازحه: أنت أفصح مني؟ قال: لا ... قال: فأعلم من ي بمثالب الناس؟ قال: لا؛ قال: فأشعر مني؟ قال: لا؛ قال: فلم أعطيك؟ قال: لئلا أهجوك ..... فقال له: إن هجوتني هجوتك ..... فقال له أبو الشمقمق: هكذا هو؟ قال: نعم، فقل مابدالك ...
فقال أبو الشمقمق:
إني إذا ماشاعر هجانية= ولج في القول له لسنية
أدخلته في است أمه علانية = بشار يابشار ....
وأراد أن يقول: " يابن الزانية " ..... فوثب بشار فأمسك فاه ..... وقال: أراد زالله أن يشتمني ..... ثم دفع إليه مائتي درهم ثم قال له: لايسمعن هذا منك الصبيان يا أبا الشمقمق.
¥