فإمّا عَزيزٌ .. وإمّا شهيد ... لأحمد مطر!!
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[19 - 05 - 2005, 12:55 م]ـ
أحمد مطر (شاعر الشعوب) في هجاء مرّ للرئيس الأمريكي بوش الابن:
.
.
.
.
فإمّا عَزيزٌ .. وإمّا شهيد
هذا الذّي يأكُلُ الخُبزَ شُرْباً
وَيَحسَبُ ظِلَّ الذُّبابةِ دُبّاً
وَيمَشي مُكِبّاً
كما قد مَشي بالقِماطِ الوَليدْ .. ؟
أهذا الّذي لم يَزَلْ ليسَ يَدْري
بأيِّ الولاياتِ يُعنى أخوهُ
وَيَعْيا بفَرزِ اسمهِ إذ يُنادى
فِيحَسبُ أنَّ اُلمنادى أبوهُ
ويجعَلُ أمْرَ السَّماءِ بأمرِ الّرئيسِ
فَيَرمي الشِّتاءَ بِجَمْرِ الوَعيدْ
إذا لم يُنَزَّلْ عَليهِ الجَليدْ؟!
أهذا الَذي لايُساوي قُلامَةَ ظُفرٍ
تُؤدّي عَنِ الخُبزِ دَوْرَ البَديلِ
ومِثقالَ مُرٍّ
لِتخفيفِ ظِلِّ الدِّماءِ الثّقيلِ
وَقَطرةَ حِبْرٍ
تُراقُ على هَجْوهِ في القَصيدْ .. ؟
أهذا الُّ الصَّفيقُ البَليدْ
إلهٌ جَديدْ؟!
أهذا الهُراءُ .. إلهٌ جَديدْ
يَقومُ فَيُحنى لَهُ كُلُّ ظَهْرٍ
وَيَمشي فَيَعْنو لَهُ كُلُّ جِيدْ
يُؤنِّبُ هذا، ويَلعَنُ هذا
وَيلطِمُ هذا، وَيركَبُ هذا
وَيُزجي الصَّواعِقَ في كُلِّ أرضٍ
وَيَحشو الَمنايا بِحَبِّ الَحصيدْ
وَيَفعَلُ في خَلْقِهِ مايرُيدْ؟!
لِهذا الإلهِ ...
أُصَعِّرُ خَدّي
وأُعلِن كُفري،
وأُشهِرُ حِقدي
وأجتازُهُ بالحذاءِ العَتيقِ
وأطلُبُ عَفْوَ غُبارِ الطّريقِ
إذا زادَ قُرباً لِوَجْهِ الَبعيدْ!
وأرفَعُ رأسي لأَعلى سَماءٍ
ولو كانَ شَنْقاً بحَبْلِ الوَريدْ
وأَصْرُخُ مِلءَ الفَضاءِ المديدْ:
أنا عَبدُ رَبِّ غَفورٍ رَحيمٍ
عَفُوٍّ كريمٍ
حكيمٍ مَجيدْ
أنا لَستُ عبداً لِعبْدٍ مَريدْ
أنا واحِدٌ مِن بقايا العِبادِ
إذا لم يَعُدْ في جميعِ البلادِ
ِسوى كُومَةٍ من عَبيدِ العَبيدْ.
فأَنْزِلْ بلاءَكَ فَوقي وتحتي ..
وَصُبَّ اللّهيبَ، ورُصَّ الحَديدْ
أنا لن أحيدْ
لأنّي بكُلِّ احتمالٍ سَعيْد:
مَماتي زَفافٌ، وَمَحْيايَ عِيدْ
سَأُرغِمُ أنفَكَ في كُلِّ حالٍ
فإمّا عَزيزٌ .. وإمّا شهيد ...
..
تحيةٌ لأحمد مطر .. بحجمِ شجاعتهِ و جمالِ حرفهِ ..
و بوش يستحق أكثر و لكن .. ما خفي لهُ من الكراهية كان أعظم ..
هكذا هم الشعراء .. يصيغون مشاعرهم قوافياً و أحمد خير دليل على الشعرِ العَذْبِ الجميل ..
حقاً أعجبتني هذهِ القصيدة .. لأني لو جعلتُ أكتب دهري كلهُ لما كتبتُ بتلك الروعةِ و الشجاعة ..
ليهنكَ الحرفُ يا أحمد و لتكن أسداً دائمَ الزئير في وجهِ أؤلئكَ الجبابرةِ الطغاة ..
فمثلُ حرفكَ نحتاج ..
..
كن لساناً ناطقاً بالحق لا يسكت عنه ..
و ما أراكَ إلا شاعراً رصينَ الحرفِ .. قويّ العبارةِ ... سامي الهمةِ ..
لكَ التحيةُ يا شاعر العربِ و لسان يعربَ الناطق بالحق أبداً ..
و أهديكَ يا بوش هذي القصيدة التي تليقُ بكَ مكانةً و منزلةً و وصفاً ..
تحية أخرى لكم ..
ـ[نبراس]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 04:29 ص]ـ
جزى الله الكاتب والناقل (عاشقة الكرامة والإباء) كل الخير
سلمت يداك
ـ[عاشقة لغة الضاد]ــــــــ[20 - 05 - 2005, 04:42 ص]ـ
أيها النبراس ..
أشكركَ على المرور ..