[أريد هذه القصيدة بأسرع وقت]
ـ[عثمان أحمد]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 12:18 م]ـ
قال الحكيم يحي بن حبش السًّهْرَوَرْدي (ت587هـ):
أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح
وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم وإلى لذيذ لقائكم ترتاح
وارحمتا للعاشقين تكلفوا ستر المحبة والهوى فضاح
ولإختصار الوقت على الإخوة الفضلاء فقد اوردها ابن خلكان في وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان عند ترجمة هذا العلم غير أن الكتاب ليس قريب مني الآن، وربما كان في غيره زيادة ما أوردها صاحب الوفيات، نفع الله بكم وجعلنا وإياكم من حزبه وأوليائه.
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 01:10 م]ـ
أَبداً تَحنُّ إِلَيكُمُ الأَرواحُ= وَوِصالُكُم رَيحانُها وَالراحُ
وَقُلوبُ أَهلِ وِدادكم تَشتاقُكُم= وَإِلى لَذيذ لقائكم تَرتاحُ
وَا رَحمةً للعاشِقينَ تَكلّفوا = سرّ المَحبّةِ وَالهَوى فَضّاحُ
بِالسرِّ إِن باحوا تُباحُ دِماؤُهم = وَكَذا دِماءُ العاشِقينَ تُباحُ
وَإِذا هُم كَتَموا تَحَدّث عَنهُم = عِندَ الوشاةِ المَدمعُ السَفّاحُ
أَحبابنا ماذا الَّذي أَفسدتمُ = بِجفائكم غَير الفَسادِ صَلاحُ
خَفضَ الجَناح لَكُم وَلَيسَ عَلَيكُم = لِلصَبّ في خَفضِ الجَناح جُناحُ
وَبَدَت شَواهِدُ للسّقامِ عَلَيهمُ = فيها لِمُشكل أمّهم إِيضاحُ
فَإِلى لِقاكم نَفسهُ مُرتاحةٌ = وَإِلى رِضاكُم طَرفه طَمّاحُ
عودوا بِنورِ الوَصلِ مِن غَسَق الدُّجى= فَالهَجرُ لَيلٌ وَالوصالُ صَباحُ
صافاهُمُ فَصَفوا لَهُ فَقُلوبهم = في نُورِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
وَتَمَتّعوا فَالوَقتُ طابَ لِقُربِكُم = راقَ الشّراب وَرَقّتِ الأَقداحُ
يا صاحِ لَيسَ عَلى المُحبِّ مَلامَةٌ = إِن لاحَ في أُفق الوِصالِ صَباحُ
لا ذَنبَ لِلعُشّاقِ إِن غَلَبَ الهَوى = كِتمانَهُم فَنما الغَرامُ فَباحوا
سَمَحوا بِأَنفُسِهم وَما بَخِلوا بِها = لَمّا دَروا أَنّ السَّماح رَباحُ
وَدعاهُمُ داعي الحَقائقِ دَعوة = فَغَدوا بِها مُستَأنسين وَراحوا
رَكِبوا عَلى سنَنِ الوَفا وَدُموعهُم = بَحرٌ وَشِدّة شَوقهم مَلّاحُ
وَاللَّهِ ما طَلَبوا الوُقوفَ بِبابِهِ = حَتّى دعوا فَأَتاهُم المفتاحُ
لا يَطربونَ بِغَيرِ ذِكر حَبيبِهم = أَبَداً فَكُلُّ زَمانِهم أَفراحُ
حَضَروا وَقَد غابَت شَواهِدُ ذاتِهم = فَتَهَتّكوا لَمّا رَأوه وَصاحوا
أَفناهُم عَنهُم وَقَد كشفَت لَهُم = حجبُ البقا فَتَلاشتِ الأَرواحُ
فَتَشَبّهوا إِن لَم تَكُونوا مِثلَهُم = إِنَّ التَّشَبّه بِالكِرامِ فَلاحُ
قُم يا نَديم إِلى المدامِ فَهاتها = في كَأسِها قَد دارَتِ الأَقداحُ
مِن كَرمِ أَكرام بدنّ ديانَةٍ = لا خَمرَة قَد داسَها الفَلّاحُ
هيَ خَمرةُ الحُبِّ القَديمِ وَمُنتَهى = غَرض النَديم فَنعم ذاكَ الراحُ
وَكَذاكَ نوحٌ في السَّفينة أَسكَرَت = وَلَهُ بِذَلِكَ رَنَّةً وَنِياحُ
وَصَبَت إِلى مَلَكوتِهِ الأَرواحُ = وَإِلى لِقاءِ سِواه ما يَرتاحُ
وَكَأَنَّما أَجسامهُم وَقُلوبهُم = في ضَوئِها المِشكاةُ وَالمِصباحُ
ـ[ابن هشام]ــــــــ[12 - 06 - 2005, 01:11 م]ـ
نقلتها لك من الموسوعة الشعرية وفيها أخطاء لم أصححها ثقة بفطنتك أخي الحبيب.
ـ[عثمان أحمد]ــــــــ[13 - 06 - 2005, 12:14 ص]ـ
أشكر الأخ ابن هشام جزيل الشكر على سرعة استجابته ودقته وأمانته، وأحب القول: إني لم أكن أعلم بما في القصيدة التي طلبتها من الطوام؟ فقائل القصيدة-السهروردي- قد قتل بأمر صلاح الدين الأيوبي بعد أن اتهم بالزندقة من بعض علماء عصره مع أني متحفظ على القول بإطلاق ذلك، ففي بعض مؤلفاته ما يخالف ذلك، ولا نعلم ماذا مات عليه، أما في قصيدته تلك ففيها (تصوف سافر، ووصف للخمر المحرمة كما هو ظاهر، واتهام لنبي الله نوح بمعاقرة الخمر وحاشاه عن ذلك، وقول بالفناء عن شهود السوى والذي يفضي الى القول بالحلول والإتحاد وهي عقيدة كفرية باطلة، إلى غيرذلك فالله المستعان) هذا ما أحببت الإشارة إليه والله تعالى أعلم.