وَإِني إِذا ما المَوتُ لَم يَكُ دونَه==مَدى الشِبرِ أَحمي الأَنفَ أَن أَتأَخَّرا
وَأَمرٍ كَنَصلِ السَيفِ صَلتاً حَذَوتُهُ==إِذا الأَمرُ أَعيى مَورِدَ الأَمرِ مَصدَرا
فإِن يَكُ دَهرٌ نابَني فأَصابَني==بِرَيبٍ فما تُشوي الحَوادِثُ مَعشَرا
فَلا خاشِعٌ لِلنَّكبِ مِنهُ كآبَةً==وَلا جازِعٌ إِن صَرفُ دَهرٍ تَغَيَّرا
وَقَد أَبقَتِ الأَيامُ مِنّي حَفيظَةً==عَلى جُلِّ ما لاقَيتُ وآسماً مُشَهَّرا
فَلَستُ إِذا الضَراءُ نابَت بِجُبّاً==وَلا قصِفٍ إِن كانَ دَهرٌ تَنَكَّرا
القصيدة السابعة: أَلا عَلِّلاني والمُعَلِّلُ أَروَحُ
أَلا عَلِّلاني والمُعَلِّلُ أَروَحُ==وَيَنطِقُ ما شاءَ اللِسانُ المُسَرَّحُ
بإجَّانَةٍ لَو أَنَّها خَرَّ بازِلٌ==مِن البُختِ فيها ظَلَّ للشِّقِّ يَسبَحُ
وَقَاقُزَّةٍ تَجري عَلى مَتنِ صَفوَةٍ==تَمُرُّ لَنا مَرّاً سَنيحاً وَتَبرَحُ
رَفَعتُ بِها كَفّي وَنادَمَني بِها==أَغَرُّ كَصَدرِ الهُندوانّي شَرمَحُ
مَتى يَرَ مِنّي نَبوَةً لا يُشِد بِها==وَما يَرَ مِن أَخلاقي الصِدقَ يَفرَحُ
أَغادٍ غُدوّاً أَنتَ أَم مُتَرَوَّحُ==لَعَلَّ الأَنى حَتّى غَدٍ هوَ أَروَحُ
لَعَلَّ الَّذي حاوَلتَهُ في تَئيَّةٍ==يواتيكَ والأَمرَ الَّذي خِفتَ يَنزَحُ
وَلِلدَّهرِ في أَهلِ الفَتى وتِلادِهِ==نَصيبٌ كَقَسمِ اللَحمِ أَو هوَ أَبرَحُ
وَحِبَّ إِلى الإِنسانِ ما طالَ عُمرَهُ==وإِن كانَ يُشقى في الحَياةِ وَيُقبَحُ
تَغُرُّهُم الدُنيا وَتأَميلُ عيشها==أَلا إِنَّما الدُنيا غُرورٌ مُتَرِّحُ
وآخِرُ ما شيءٍ يَعولُكَ والَّذي==تَقادَمَ تَنساهُ وَإِن كانَ يُفرِحُ
وَيَومٍ مِنَ الشِعري تَظَلُّ ظِباؤُهُ==بِسوقِ العِضاهِ عوَّذاً ما تَبَرَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُه==أَشَدُّ لَظىً مِن شَمسِهِ حينَ يَصمَحُ
تَنَصَّبَ حَتّى قَلَّصَ الظِلُّ بَعدَما==تَطاوَلَ حَتّى كادَ في الأَرضِ يَمصَحُ
أَزيزَ المَطايا ثُمَ قُلتُ لِصُحبَتي==وَلَم يَنزِلوا أَبرَدتُمُ فتَرَوَّحوا
فَراحوا سِراعا ثُمَ أَمسَوا فَأَدلَجوا==فَهَيهاتَ مِن مُمساهُمُ حَيثُ أَصبَحوا
وَخَرقٍ كأَنَّ الريطَ تَخفِقُ فَوقَهُ==مَعَ الشَمسِ لا بَل قَبلُها يَتَضَحضَحُ
عَلى حينَ يُثنى القَومُ خَيراً عَلى السُرى==وَيَظهَرُ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَفصَحُ
نَفى الطَيرَ عَنهُ والأَنيسَ فَما يُرى===بِهِ شَبَحٌ وَلا مِنَ الطَيرِ أَجنَحُ
قَطَعتُ بِمرجاعٍ يَكونُ جَنينُها==دَماً قِطَعاً في بَولِها حينَ تَلقَحُ
يَداها يَدا نَوَّاحَةٍ مُستعانَةٍ==عَلى بَعلِها غَيرى فَقامَت تَنَوَّحُ
تَجودُ يَداها فَضلَ ما ضَنَّ دَمعُها==عَليهِ فتاراتٍ تَرِنُّ وتَصدَحُ
لَها مُقلَتا غَيرى أُتيحَ لِبَعلِها==إِلى صِهرِها صَهرٌ سِنيٌّ وَمَنكَحُ
فَلمّا أَتاها ما تَلبَّسَ بَعدَها==بِصاحِبها كادَت مِنَ الوَجدِ تَنبَحُ
فَقامَت قَذورَ النَفسِ ذاتَ شَكيمَةٍ==لَها قَدَمٌ في قَومِها وتَبَحبُحُ
يُخَفِّضُها جاراتُها وَهيَ طامِحُ==الفؤادِ وَعَيناها مِنَ الشَرِّ أَطمَحُ
فَدَع ذا وَلَكِن هَل تَرى ضوءَ بارِقٍ==قَعَدتُ لَهُ مِن آخرِ اللَيلِ يَلمَحُ
يُضيءُ صَبيراً مِن سَحابٍ كأَنَّهُ==جِبالٌ عَلاها الثَلجُ أَو هوَ أَوضَحُ
فَلمّا تَلافَتهُ الصَبا قَرقَرَت بِهِ==وَأَلقى بأَرواقٍ عَزاليهِ تَسفَحُ
طِوالٌ ذُراهُ في البُحورِ كأَنَّهُ==إِذا سارَ مَجذوذُ القَوائِمِ مُكبَحُ
سَقى أُمَّ عَمروٍ والسَلامُ تَحيَّةٌلَها مِنكَ والنائي يَوَدُّ ويَنصَحُ
سِجالٌ يَسُحُّ الماءَ حَتّى تَهالَكَت==بُطونُ رَوابيهِ مِنَ الماءِ دُلَّحُ
أَجَشُّ إِذا حَنَّت تَواليهِ أَرزَمَت==مَطافيلُهُ تِلقاءَ ما كادَ يَرشَحُ
فَلَم يَبقَ مِمّا بَينَنا غَيرَ أَنَّني==مُحِبٌّ وَأَنّي إِن نأَت سَوفَ أَمدَحُ
وَإِنَّ حَراماً كُلُّ مالٍ مَنَعتُهُ==تُريدينَهُ مِمّا نُريحُ وَنَسرَحُ
وَعَهدي بِها والحَيُّ يَدعونَ غِرَّةً==لَها أَن يَراها الناظِرُ المُتَصَفِّحُ
مِنَ الخَفِراتِ البيضِ تَحسِبُ أَنَّها==إِذا حاوَلت مَشياً نَزيفٌ مُرَنَّحُ
وَفيما مَضى مِن سالِفِ الدَهرِ لِلفَتى==بَلاءٌ وَفيما بَعدَهُ مُتَمَنَّحُ
قَليلٌ مِنَ الفِتيانِ مَن هوَ صابِرٌ==مُثيبٌ بِحَقِّ الدَهرِ فيما يُرَوِّحُ
عَلى أَنَّ عِرفاناً إِذا لَم يَكُن لَهُم==يَدانِ بِما لَم يَملِكوا أَن يُزَحزَحوا
هذا الجزء الاول ويليه الجزء الثانى ان شاء الله
فارس العربية الخـ زيد ـــــــــــيل
ـ[معالي]ــــــــ[06 - 11 - 2005, 08:04 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
وبارك في جهدك
فيض تحية
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 06:11 ص]ـ
السلام عليكم
لاشكر على واجب أختى: معالى
فارس العربية الخـ زيد ــــيل
ـ[زيد الخيل]ــــــــ[08 - 11 - 2005, 06:29 ص]ـ
السلام عليكم
انتظروا منى الجزء الثانى للديوان
فارس العربية الخـ زيد ــــــيل
¥