تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أهمية اللغة العربية - جمع وترتيب -]

ـ[أبو يحيى زكرياء]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 08:13 م]ـ

- على قدر المعرفة بلغة العرب تكون المعرفة بفضل القرآن فهذا ابن القيم يقول) إنما يعرف فضل القرآن من عرف كلام العرب (

- يقول ابن تيمية) معلوم ان تعلم العربية و تعليمها فرض كفاية لأن اللسان العربي شعار الإسلام و اهله و اللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون (

- قال ابن تيمية (اعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق تأثيرا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق (

- من أقوى ما جاء في التأكيد على أهمية العلم بلسان العرب: ما ذكره ابن حزم رحمه الله في رسالة التلخيص لوجوه التخليص حيث قال:

وأما النحو واللغة ففرض على الكفاية.؛ لأن الله يقول: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ (ابراهيم: الآية4) وأنزل القرآن على نبيه بلسان عربي مبين؛ فمن لم يعلم النحو واللغة فلم يعلم اللسان الذي به بيّن الله لنا ديننا وخاطبنا به، ومن لم يعلم ذلك فلن يعلم دينه، ومن لم يعلم دينه ففرض عليه أن يتعلمه، وفرض عليه واجب تعلم النحو واللغة، ولا بد منه على الكفاية كما قدمنا ..

ولو سقط علم النحو لسقط فهم القرآن، وفهم حديث النبي .. ولو سقط لسقط الإسلام.

فمن طلب النحو واللغة على نية إقامة الشريعة بذلك، وليفهم بهما كلام الله تعالى وكلام نبيه عليه الصلاة والسلام وليفهمه غيره؛ فهذا له أجر عظيم ومرتبة عالية لا يجب التقصير عنها لأحد. وأما من وسم اسمه باسم العلم والفقه وهو جاهل بالنحو واللغة فحرام عليه أن يفتي في دين الله بكلمة، وحرام على المسلمين أن يستفتوه؛ لأنه لا علم له باللسان الذي خاطبنا الله تعالى به. وإذا لم يعلمه فحرام عليه أن يفتي بما لا يعلم؛ قال الله تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الاسراء:36)، وقال تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (لأعراف:33)، وقال تعالى: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ

عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (النور:15

فمن لم يعلم اللسان الذي به خاطبنا الله عز وجل، ولم يعرف اختلاف المعاني فيه لاختلاف الحركات في ألفاظه، ثم أخبر عن الله بأوامره ونواهيه: فقد قال على الله ما لا يعلم ...

وكيف يفتي في الطهارة من لا يعلم الصعيد في لغة العرب؟! وكيف يفتي في الذبائح من لا يدري ماذا يقع عليه اسم الذكاة في لغة العرب؟! أم كيف يفتي في الدين من لا يدري خفض اللام أو رفعها في قول الله عز وجل: أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (التوبة: من الآية3)؟؟

- إن كانت الأمة عزيزة فهي تعتز بلغتها و تحرص على استقلالية لسانها و تحترم قواعدها وإن كانت ذليلة فهي تفرط في لغتها حتى تكون غريبة في أهلها و يؤكد هذا قول الرافعي) ما ذلت لغة شعب إلا ذل. (وقد تعجب الرافعي وحق له ذلك حينما قال:) هل أعجب من أن المجمع العلمي الفرنسي يؤذن في قومه بإبطال كلمة انجليزية كانت في الألسنة من اثر الحرب الكبرى ويوجب إسقاطها من اللغة جملة وهي كلمة "نظام الحصر البحري"وكانت مما جاءت مع نكبات فرنسا في الحرب العظمى فلما ذهبت تلك النكبات رأى المجمع العلمي أن الكلمة وحدها نكبة على اللغة كأنها جندي دولة أجنبية في ارض دولة مستقلة (

- إن الدفاع عن اللغة العربية الفصحى: هو دفاع عن القرآن، وعن الدين الإسلامي: قُرآنه، وحديثِ رسوله، وتاريخِه، وتراثِه الفقهي، وذخائرِه الفكرية والأدبية الخالدة الماجدة ..

- اللغة هي الوجه الثاني للفكر، وأن من يجيد لغة لا بد أن يعجب بتاريخها وفكرها ويصير له انتماء من نوع ما إلى هذه الأمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير