[حكايه من أكاذيب العرب]
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 02:06 ص]ـ
قال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي: ذكروا أن أخوين كانا فيما مضى في إبلٍ لهما، فأجدبت بلادهما وكان قريباً منهما وادٍ، يقال له: عبيدان فيه حية قد أحمته فقال أحدهما لصاحبه: هل لك في وادي الحية، فإنه ذو كلإٍ؟ فقال أخوه: إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أن أحداً لم يهبط ذلك الوادي إلا أهلكته؟ فقال: والله لأفعلن! فهبط ذلك الوادي فرعى فيه إبله، فبينا هو ذات يومٍ في آخر الإبل نائمٌ إذ رفعت الحية رأسها فأبصرته، فأتته فقتلته، ثم دخلت جحرها، وأبطأت الإبل على أخيه فعرف أنه قد هلك، فقال: ما في الحياة بعد أخي خيرٌ، ولأطلبن الحية، ولأقتلنها، أو لأتبعن أخي.
فهبط ذلك الوادي فطلب الحية، ليقتلها، فقالت له: ألست ترى أني قد قتلت أخاك، فهل لك في الصلح، فأدعك ترعى الوادي فتكون فيه، وأعطيك ما بقيت ديناراً يوماً ويوماً لا؟ قال: أو فاعلة أنت؟ قالت: نعم. قال: فإني أقبل. فحلف لها وأعطاها المواثيق لا يضرها، وجعلت تعطيه ما ضمنت له، فكثر ماله ونبتت إبله، حتى صار من أحسن الناس حالاً.
ثم إنه ذكر أخاه ذات يوم فدمعت عيناه، وقال: كيف ينفعني العيش، وأنا أنظر إلى قاتل أخي؟ فعمد إلى فأس فأحدها، ثم قعد، فمرت به، فتبعها، وضربها فأخطأها، ودخلت جحرها، ووقعت الفأس فوق جحرها فأثرت فيه، فلما رأت ما فعل، قطعت عنه الدينار الذي كانت تعطيه.
فلما رأى ذلك تخوف شرها وندم، فقال لها: هل لك أن نتواثق ونعود إلى ما كنا عليه؟ فقالت: " كيف أعاودك وهذا أثر فاسك "، وأنت ترى قبر أخيك، وأنت فاجر لا تبالي بالعهد.
ـ[أبو سارة]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 04:24 ص]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم
هذه ليست من الكذب،لأن قائلها لم يقلها وهو يعلم بأن الناس ستصدقه، لكنه اتساع مخيلة العرب التي استوعبت الحقيقة والأسطورة والخرافة في الأدب.
دمت موفقا
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[08 - 10 - 2007, 04:17 م]ـ
أخي الكريم أبو ساره
أشكر لك مداخلتك وتصويبك واحب أن أنوه بأن تلك الكلمه ليست من عندي ولكنها من المصدر وهوكتاب خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي وجاء فيه بالنص مايلي ((وهذه الأبيات موقوفةٌ على سماع حكايةٍ هي من أكاذيب العرب، قال أبو عمرو الشيباني وابن الأعرابي: ذكروا أن أخوين كانا فيما مضى .............. )) إلى آخر الحكايه
ـ[ابن آدم]ــــــــ[10 - 10 - 2007, 07:46 ص]ـ
فكرة جيدة لو اتسعت لها أقلام الفصحاء، ثم يتسع معها هذا الباب الذي لن يخلو من فائدة إن شاء الله، أظن أن هذه هي الفرصة لرصد أكبر عدد ممكن من الأكاذيب التي غصت بها كتب الأدب، فمن لها يا إخوة بعد أن فض بكارتها الأحمير السعدي؟.
ـ[بو خليفة 989]ــــــــ[17 - 10 - 2007, 05:38 ص]ـ
مشكور
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[17 - 10 - 2007, 01:34 م]ـ
فكرة جيدة لو اتسعت لها أقلام الفصحاء، ثم يتسع معها هذا الباب الذي لن يخلو من فائدة إن شاء الله، أظن أن هذه هي الفرصة لرصد أكبر عدد ممكن من الأكاذيب التي غصت بها كتب الأدب، فمن لها يا إخوة بعد أن فض بكارتها الأحمير السعدي؟.
مثل قولهم بلاد واق الواق
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[30 - 10 - 2007, 08:56 م]ـ
طاَرتْ بِهِمِ الْعَنْقَاءُ.
قال الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطَّوْق، ويقال: لطولٍ في عنقها، قال ابن الكلبي: كان لأهل الرسِّ نبي يقال له: حَنْظَلة بن صَفْوَان، وكان بأرضهم جبل يقال له دَمْخ مَصْعَدُه في السماء مِيل، وكانت تَنْتَابُه طائرة كأعظم ما يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تَقَعُ منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقَضُّ على الطير فتأكله، فجاعت ذاتَ يوم وأَعْوَزَتِ الطير فانقضَّتْ على صبي فذهبت به، فسميت: " عَنْقَاء مُغْرِب " بأنها تغرب كل ما أخذته ثم إنها انقضَّتْ على جارية فضَمَّتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكَوْا ذلك إلى نبيهم، فقال: اللهم خُذْهَا، واقْطَعْ نَسْلَها، وسَلِّطْ عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العربُ مثلا في أشعارها وأنشد لعنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن يزيد:
لقد حَلَّقَتْ بالجود فَتْخَاُء كَاسِر * كفَتْخَاء دَمْخ حَلَّقَتْ بالَحْزَوَّرِ
ولا أجزم أنها من أكاذيب العرب