دعك من السلفية ... فهي مصونة كاللؤلؤة نقيّة
ـ[علي سليم]ــــــــ[24 - 09 - 2007, 05:08 م]ـ
الحمد لله الذي ميّز بين الصحيح و المعوج و كرّم المؤمن على الكافر و وهبه العقل الذي هو مناط التشريع فكان بمثابة السّفن لبقية الجوارح و مكانه القلب على رأي الشافعي اذ هو و القلب شيئا واحد ....
دعوة وجّهت لكاتب هذه السطور لاعمال نظره القاصر في رسالة اخونا ابو الحسن رعاه الله تعالى عن السلفية و اتباعها ...
فرأيت الحرب دائرة بين الاخوة لا هي غزوة بدر و لا احد اذ كلنا هو ذاك الخاسر و الحرب مذمومة لا خير فيها اذ ثمارها ان اثمرت لا تُؤكل بله لا تُمضغ (كلما اوقدوا نارا للحرب اطفأها الله) بيد ديدن المؤمن الجهاد ففيه الغنيمة و الظفر و الرضا ...
و من المعلوم بداهة ان لكل مذهب او منهج ناقلوا و حاملوه و يتفاوتون في النقل و ايصاله غضا طريا على حسب فهمهم اياه و خلوّهم من قدر الخطأ و النسيان ....
و هؤلاء النقلة يعتريهم كغيرهم من البشر الشدة و التساهل و العلم و الجهل ففيه العاميّ و المتعلم و ليس نقل هذا الاخير كغيره ....
و اذ كان ذلك كذلك من الظلم بمكان ان يُنال من مذهب ما او منهج ما لكلمة او موقف صدر من ناقل او حامل ... اذ المنهج ثابت لا تعتريه الشوائب بيد النقلة هم من طبعهم الله سبحانه بين العجز و النقص و الكمال له وحده ...
و كلما ابتعد منهج ما او مذهب عن زمن النبوة و رعيله الاول كلما كَثُرت شوائبه و شواذه من جانب و طغت دخلاؤه من جانب آخر ...
فكم من حامل لمذهب ما او ناقل له و المذهب منه براء!!!
اذا الطعن في المذهب هو الطعن في الاصل ... و من الفسق بمكان ان نطعن بشخص ما لنطعن بمذهبه ...
فالانسان يٌقاس بمذهبه و منهجه و مدى التزامه ليس العكس ... و من قاس مذهب ما بانسان ما وقع في جرف هار ... نسال الله السلامة ...
ثم كم من حامل لمذهب ما لم يدر به الباحث و المتنقّب اذ الصومعة بيته و الرهبانية دينه ...
فمن ارتضاه الخلق اولا اقصد تلك الغوغاء و وسائل الاعلام ثانيا و دور الافتاء ثالثا بات كالقمر ليلة البدران لا يغيب عن عديم البصر و البصيرة .... و عرفه الكبير و الصغير و حتى الرّضع!!!
و من فقد هذه الشروط بات كعلماء المغرب غابوا و غابت مصنفاتهم ...
ثم كم من حامل لمذهب او منهج ما يشرّق بمقولة ما في وقت مغيب غيره و كل ذاك تحت قميص المذهب و المنهج ....
فان ناظره من هو خارجه وجده على بنيات الطريق و ميمنة و ميسرة و مقدمة و مؤخرة ...
و من كثُر عمله كَثُر خطؤه ... فلا يعقل ان يُفاس من لاعمل له بمن يعمل ليل نهار و الاّ ستكون المعادلة ان الاخير لا خطا له!!!
و من ناظر الشمس فلم يتمالك امامها و ارتدّ اليه بصره خاسئا فلقوّة الحق و شدّن نوره فالعيب في الناظر لا المنظور اليه ...
و من تأمل القمر فراه ابن الهلال فلضعف بصره اذ القمر بدرا مذ ولادته ....
فمن احبّ و الحب هنا ليس ذوقا و انما من اخلص في طلب الحق و نصرته ان يناقش مذهبا ما فليدوّن اصوله و ليذيّل فروعه و لينزلها على الكتاب و السنة و ليحكّم كلا القولين الكتاب و مبيّنه ...
اذ المذاهب كلها من خلق الله تعالى ... اذ المشكاة واحدة و تفرقت بسبب تباعد حملتها اذ لا احاديث مجموعة و لا كتب موضوعة فكان اصحابها بين الاحر و الاجرين فقدموا العذر فاعذرهم الله ....
و رُفع القلم عنهم في حدود ذلك و وُضع بعد تدوين السنة و باتت بين بيدي اصغر الناس ...
فلا عذر لنا غير من اوتي حظا في الاجتهاد و النص يحتمل وجهان و جمع الابواب و لم يخالف اهل الاجماع و سلفه صحابي او اهل القرون الاولى .....
فاما ان نحمل على مذهب ما او منهج بالقيل و القال و خلوّه عن الاثر بله صحيح السنة و صريحها فهذا ظلم ما بعده ظلم غير الشرك و ابنائه اصوله و فروعه ...
فمن خدش سلفية ما او اخوانية او صوفية او جهمية او ظاهرية و حتى الحبشية لمسماها و حكم عليها بالضلال فهو ضال قد اضل الطريق ...
فلينزّل جميع الاسماء الموصولة على الكتاب و السنة فما وافقها ففوق الحاجب و خلف قضيان الصدر و عنها ندافع و عليها نموت ...
و من خالفها فارضا نضع و مجادلة اهلها بالحسنى ننصح ....
فلا نغمس راحتنا حيث البنان و المسبّحة في لحم او دم من قال الله ربي و محمد نبيّ و الاسلام دينيّ الا من شهّر بخلاف توحيد الالوهية و الاسماء و الفات و توحيد التبعية لخير الانبياء و المرسلين و توحيد الاسلام بمفهومه منطوقه ...
فمن ادرك ان له ربا فليتعرف عليه وفق الكتاب و السنة ناهيك عن القيل و القال و كثرة السؤال ...
ثم الحبّ يلزمه اتّباع و مناصرة ... ليس هو بالتغني و لا التمني ...
فلندع ادعياء كل مذهب على حدة ... فقميص المذاهب اصبحت خليقة لكثرة المتظللين خلفها ... و كانت في وقت عزيز ... و كلهم صاحب الحق كان مقصده ... و الحق مع احدهم اذ الحق لا يتعدد ... فخذ من هذا و ذاك و ترحّم عليهم جميعا ....
و من طلب الحق و صبر عليه و صابر فسيجده لا محالة فالله عند ظن عبده به ...