[من الرثاء]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 08:57 م]ـ
هذه أبيات لحميد بن ثور: انتظر التعليق عليها
ومَا هاجَ هذا الشوقَ إلاّ حَمَامَةٌ=دَعَتْ ساقَ حُر تَرحَةً وتَرنُمَا
تَروح عليه وَالهاً ثم تَغْتَدِي =مولّهَةً تَبغي له الدَهرَ مطْعَمَا
تؤمل منه مُؤْنِساً لانْفرَادِها =وتَبكي عليه إنْ زَقَا وتَرَنَّما
كأنَ على إشراقه نورَ خمرةٍ =إذ هُوَ مَدَ الجيد منهُ لِيطْعَما
فلمَا اكْتَسَى الريشَ السُحامَ ولم تَجِد = لها مَعهُ في ساحةِ الحي مجْثَما
تنحَّتْ قريباً فوقَ غُصنٍ تَذَءَّبتْ = به الريح صِرْفاً أيّ وجه تَيَمَّما
فأهوى لها صَقْرٌ مُسِفّ فلم يَدَعْ = لها وَلَداً إلاّ رِماماً وأعْظُما
فأوْفَتْ على غُصْنٍ ضُحَيًّا ولم تَدعْ = لنائحةٍ في نَوْحِها مُتَلوَما
عَجِبْتُ لها أنى يكونُ غِناؤها = فصيحاً ولم تَفْغَرْ بمَنْطِقها فما
فلم أر مِثلِي شاقَهُ صَوْتُ مِثْلِها = ولا عَرَبيًّا شاقَهُ صَوتُ أعْجَمَا
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 09:19 م]ـ
كأنَ على إشراقه نورَ خمرةٍ =إذ هُوَ مَدَ الجيد منهُ لِيطْعَما
بيتٌ رائعٌ في الوصف وكأني أنظرالى ذلك الى ذلك الفرخ (إن صح التعبير) ماداً عنقه لألتقام طعامه
ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 09:21 م]ـ
فأهوى لها صَقْرٌ مُسِفّ فلم يَدَعْ = لها وَلَداً إلاّ رِماماً وأعْظُما
بيت لا يقل روعة عن سابقه
والقصيده كلها جميله تعبر عن ذوقك الرفيع أخي محمد
وكل عامً وأنتم بخير
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[07 - 09 - 2007, 11:08 م]ـ
قصيدة في غاية الروعة والجمال ..
كمن يشاهد فلم أجنبي غير مترجم , ولكنه فهم المشاهد وعلم ما تقوله تلك الحمامة بفطنته.
بارك الله فيك أي العزيز , لقد أمتعتنا بهذه الصيدة.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 11:02 م]ـ
أنشد المُفضلُ الضبيُ لامرأةٍ من العرب ترثي ابناً لها قالت:
يا عمرُو مالي عنك من صبرِ = يا عَمْرو يا أسَفي على عَمْرِو
لله يا عمرو، وأيَ فتىً = كفّنْت يوم وُضِعْتَ في القبرِ؟
أحْثوا الترابَ على مَفَارقهِ = وعلى غَضَارة وجهه النضْرِ
حين استوى وعَلا الشبابُ بهِ = وبدا مُنِيرَ الوجه كالبدر
ورجا أقاربُه منافَعهُ = ورأوا شمائل سَيّد غَمْرِ
وأهمَه هَمَي فساوَرَهُ= وغَدَا مع الغادِينَ في السفر
تغدُو به شَقراء سامية = مَرَطَى الْجِراء شَديدةُ الأسْر
ثبت الجَنَان به، ويقدمها = فَلِجٌ يقلبُ مُقْلتي صَقْرِ
ربيتُه دَهْراً أفتَقُهُ = في اليُسْر أغْذُوه وفي العُسْرِ
حتى إذا التأميلُ أمكنني = فيه قبَيْلَ تلاحُقِ الثغر
وجعلتُ من شغفي أُنقلهُ = في الأرض بين تَنَائِفٍ غُبْرِ
أدَع المَزارعَ والحصونَ بهِ = وأُحِلُه في المهْمَهِ القَفْرِ
ما زلْتُ أُصْعِده وأُحْدِرُهُ = من قُتْر مَوْمَاةِ إلى قُتْرِ
هرباً به والمَوْتُ يطلبُه = حيث انتويْتُ به ولا أدْري
حتى دفَعْتُ به لمَصْرَعِه = سَوقَ المُعيز تُسَاق للعَتْرِ
ما كان إلاَ أن هَجَعْتُ له = ورمى فأغْفَى مطلع الفجر
ورمى الكَرَى رَأسي ومال به = رمسٌ يُسَاوِر منه كالسُكْرِ
إذ راعني صوت هببت به = وذُعِرْتُ منه أيّما ذُعْرِ
وإذا منيتُه تساوِرُه = قد كدَحت في الوَجْه والنَحْرِ
وإذا له عَلَقٌ وحَشْرَجة = مما يَجِيشُ به من الصَدْرِ
والموتُ يَقْبِضُه ويَبْسُطه = كالثوبِ عند الطيِّ والنشْرِ
فدَعَا لأنْصُرَه وكُنْتُ له = من قبل ذلك حاضرَ النصْر
فعجزتُ عنه وهي زَاهِقة = بين الوريد ومَدْفَعِ السحْرِ
فمَضى وأي فتى فُجعْتُ به = جَلَت مصيبتُه عن القَدْرِ
لو قيل تَفدِيه بذلتُ له = مالي وما جمَّعتَ من وَفْرِ
أو كنت مقتدراً على عُمُري = آثرتُه بالشَّطْرِ من عُمْرِي
قد كنتُ ذا فَقْرٍ له، فَعَدا = ورَمَى عليَّ وقد رأى فَقْرِي
لو شاء رَبِّي كان متعني = بابْني وشد بأزْرِه أزْري
بُنيَتْ عليك بُنَي، أحوج ما = كنّا إليك، صفائحُ الصَخْر
لا يبعدنكَ الله يا عمري = إمَا مَضَيْتُ فنحنُ بالإثْر
هذي سبيلُ الناس كلهم = لا بد سالكها على سَفْرِ
أوَ لا تراهم في ديارهم = يتوقعون وهم على ذُعْرِ
والموتُ يُورِدهم مواردهم = قَسراً؛ فقد ذَلُوا على القَسْرِ
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 11:45 م]ـ
أبيات تقطع القلوب ..
فأنا لا أستطيع تحملها .. وكأني أرى تلك المرأة وهي تنوح أمامي.
بارك الله فيك أخي محمد سعد