تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الشاعر الذي لا يشق غباره]

ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 09:43 م]ـ

من كتاب " المرشد إلى أشعار العرب وصناعتها" د. عبد الله الطيب المجذوب ج3 ص342 - 344

الشاعر الذي لا يشق له غباره في بحر المتقارب من الجاهليين هو الأعشى الكبير فقد كان يكثر من النظم فيه. وكان هذا الوزن يلائمه حق الملاءمة، إذ كان يسلك به مسلك القصاص والمغنين، فيكرر ويسرد ويحسن الاطناب، ومزاوجة الالفاظ، وقد كان يعنيه في ذلك اعتماده على حاسة سمعه دون بصره، غذ الرجل قد كان اعمى، وتوشك ان ترى من خلال نظمه تحسس الضرير العارف بطريقه. وعزَّ أن تجد شعراً يصور شخص ناظم كما تجد في هذه التقاربات التي للأعشى، وهذه قطعة مختارة متشابهة الأغراض عسى أن تبين المقصد:

على أنها إذ رأتني أُقا= د قالت بما قد أراه بصيرا

رأت رجلاً غائب الوا=فدين مضطرب الخلق أعشى ضريرا

فإن الحوادث ضعضعنني = وإن الذي تعلمين استعيرا

إذا كان هادي الفتى في البلا=د صدر القناة أطاع الأميرا

وخاف العثار إذا ما مشى= وخال السخولة وعثا وعُورا

وفي ذاك ما يستفيدالفتى= وأي امريء لا يلاقي الشرورا

فهذا الغناء الحزين في غير ما توجع ولا يخلو مع ذلك من روح مرح، وإقبال على الحياة من خير ما جاء في الشعر كما قال د. عبد الله. ويزيد جماله هذه الصورة الخيالية التي رسمها الشاعر" صورة الفتاة وقد بصرت به يقاد وكان عهدها به قويا حديد النظر "

ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 09:59 م]ـ

ومن خير ما جاء في هذه الرائية وصفه للفتاة وزوجها الغيران

لها ملك كان يخشى القراف =إذا خالط الظن منه الضميرا

إذا نزل الحي حل الجحيش =شقيا غويا مبينا غيورا

يقول لعبديه حثا النجا =وغضا من الطرف عنا وسيرا

تأمل هذه البراعة في التصوير ثم قل بالله هل ينصف من يزعم أن الجاهليين لا يستطيعون إلا وصف الماديات انظر إلى دقة الأعشى حيث يجعل الزوج يغار من عبديه فيمن يغار منهم، فيقول لهما اسرعا بنا وغضا طرفكما عنا في المسير.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 10:11 م]ـ

واتماماً للفائدة أثبت نص القصيدة ثم تأملوا ما جاء فيها أرجو التعليق

غَشِيْتَ لِليلى بِلَيْلٍ خُدُورَا

غشيت لليلى بليل خدور =اوطالبتها ونذرت النذورا

وبانت وقد أورثت في الفؤاد = صدعا على نأيها مستطيرا

كصدع الزجاجة ما تستطيع= كف الصناع لها أن تحيرا

مليكية جاورت بالحجاز = قوما عداة وأرضا شطيرا

بما قد تربع روض القطا =وروض التناضب حتى تصيرا

كبردية الغيل وسط الغريف= إذا خالط الماء منها السرورا

وتفتر عن مشرق بارد =كشوك السيال أسف النؤورا

كأن جنيا من الزنجبيل= خالط فاها وأربا مشورا

وإسفنط عانة بعد الرقاد= ساق الرصاف إليها غديرا

وإن هي ناءت تريد القيام= تهادى كما قد رأيت البهيرا

لها ملك كان يخشى القراف =إذا خالط الظن منه الضميرا

إذا نزل الحي حل الجحيش= شقيا غويا مبينا غيورا

يقول لعبديه حثا النجا =وغضا من الطرف عنا وسيرا

فليس بمرع على صاحب = وليس بمانعه أن تحورا

وليس بمانعها بابها =ولا مستطيع بها أن يطيرا

فبان بحسناء براقة=على أن في الطرف منها فتورا

مبتلة الخلق مثل المهاة =لم تر شمسا ولا زمهريرا

وتبرد برد رداء العرو=س رقرقت بالصيف فيه العبيرا

وتسخن ليلة لا يستطيع=نباحا بها الكلب إلا هريرا

ترى الخز تلبسه ظاهرا=وتبطن من دون ذاك الحريرا

إذا قلدت معصما يارقين= فصل بالدر فصلا نضيرا

وجل زبرجدة فوقه=وياقوتة خلت شيئا نكيرا

فألوت به طار منك الفؤاد=وألفيت حيران أو مستحيرا

على أنها إذ رأتني أقا=د قالت بما قد أراه بصيرا

رأيت رجلا غائب الوا=فدين مختلف الخلق أعشى ضريرا

فإن الحوادث ضعضعنني=وإن الذي تعلمين استعيرا

إذا كان هادي الفتى في البلا=د صدر القناة أطاع الأميرا

وخاف العثار إذا ما مشى=وخال السهولة وعثا وعورا

وفي ذاك ما يستفيد الفتى=وأي امرئ لا يلاقي الشرورا

وبيداء يلعب فيها السرا=ب لا يهتدي القوم فيها مسيرا

قطعت إذا سمع السامعو=ن للجندب الجون فيها صريرا

بناجية كأتان الثميل=توفي السرى بعد أين عسيرا

جمالية تغتلي بالردا=فإذا كذب الآثمات الهجيرا

إلى ملك كهلال السماء= أزكى وفاء ومجدا وخيرا

طويل النجاد رفيع العماد =يحمي المضاف ويعطي الفقيرا

أهوذ وأنت امرؤ ماجد=وبحرك في الناس يعلو البحورا

مننت علي العطاء الجزيل==وقد قصر الضن مني كثيرا

فأهلي فداؤك يوم الجفار =إذ ترك القيد خطوي قصيرا

وأهلي فداؤك عند النزال=إذا كان دعوى الرجال الكريرا

فسائل تميما وعندي البيان=وإن تكتموا تجدوني خبيرا

تمنوك بالغيب ما يفتؤون= يبنون في كل ماء جديرا

فأخطرت أهلك عن أهلهم=فصادف قدحك فوزا يسيرا

ولما لقيت مع المخطرين=وجدت الإله عليهم قديرا

وأعددت للحرب أوزارها=رماحا طوالا وخيلا ذكورا

ومن نسج داود موضونة=تساق مع الحي عيرا فعيرا

إذا ازدحمت في المكان المضيق= حت التزاحم منها القتيرا

لها جرس كحفيف الحصا=د صادف بالليل ريحا دبورا

وجأواء تتعب أبطالها=كما أتعب السابقون الكسيرا

جيادك في الصيف في نعمة=تصان الجلال وتعطى الشعيرا

سواهم جذعانها كالجلام =أقرح منها القياد النسورا

ولا بد من غزوة في المصيف =حت تكل الوقاح الشكورا

ينازعن أرسانهن الرواة= شعثا إذاما علون الثغورا

فأنت الجواد وأنت الذي =إذاما النفوس ملأن الصدورا

جدير بطعنة يوم اللقا=ء تضرب منها النساء النحورا

وما مزبد من خليج الفرا=ت يغشى الإكام ويعلو الجسورا

يكب السفين لأذقانه=ويصرع بالعبر أثلا ودورا

بأجود منه بما عنده=فيعطي المئين ويعطي البدورا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير