بَشَّرُونِي ((بِجَارِية)) فَسَمّيْتُهَا ((مَارِية))
ـ[علي سليم]ــــــــ[22 - 09 - 2007, 06:49 ص]ـ
بَشَّرُونِي ((بِجَارِية)) فَسَمّيْتُهَا ((مَارِية))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين والمبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فمن حقوق الاباء على الابناء اصلاحهم و القيام برعايتهم و من حقوق الاباء على الاجنّة ان يتحدث الاول و يصغي الاخر ....
مارية ... كم هو مؤلم من ينادي من لا يسمعه!!!
مارية ... كم هو موجع من يخاطب من لا يجيبه!!!
انه الزواج ... فهو اصل في بقاء هيكل الانسان و لولاه لانقطع النسل و ظهر الفساد ....
لا رهابنية في الاسلام .... لا قيام من دون رقاد ... لا صيام من صام الدهر ... لا اسلام من اعتزل النساء ....
فعائشة احبّ النسوة الى قلبه صلى الله عليه و سلم بعد من دثّره و زمّله .... و ابوها من الرجال ....
فتزوّج و انجب فكانت ذراريه ذكورا و اناثا ..... فقُضي على الاول لان (ما كان محمد ابا احد من رجالكم .... )
دمعت عيناه على ابراهيم الرضيع ... و قبله على عمّه متكافئو الصنيع .... و زوجه خديجة حصنه الحصين ....
فكان صلى الله عليه و سلم قدوة في جميع حركات الدهر ... و لا تسبوا الدهر فان الدهر هو الله ...
و لا تسبّوا الرياح فانها مأمورة .... فقد آتينا طائعين ....
فمن وُلد يتيم الاب فليَذكر مصابه بمحمد صلى الله عليه و سلم ...
فمن وُلد مفطوم و فطامه في عامين فليذكر مصابه بمحمد صلى الله عليه و سلم ...
فمن و من و مهما كَثُرت العظائم و توالت المصائب فشرارتها الاولى مرّت على النبي صلى الله عليه و سلم بحلوها و مرّها و ذاق الامرّين معا و لم ينته الاّ بقوله (لا كرب على ابيك بعد اليوم)!!
فمصابك اخي ... اختي .... جزء من مصابه صلى الله عليه و سلم فاجتمعت به و عليه ليلقى ربّه في اعلى العليّين ....
وُلدتُ في اسرة جَهلت احكام ربّها ... و لولا المسمّيات لانقطع الحبل الوحيد الذي به صلتنا باسلاممنا ....
ليس من الدين في شيئ بينا الاّ مسمّى عليٌ!!! فكنتُ عليّا بهذا الدين و لله الحمد وحده ....
و نشأتُ و ترعرتُ بين اكناف عبّاد الصليب و اهل الشرك ....
ووضعتُ قدمي في اول طريق القساوسة .... فاللانجيل تاليا و للكنائس ساعيا و بتُ النصراني الصغير!!!!
و زَرع مولاي حيث نبض الفؤاد ان لا اترك علما الاّ الخوض بين لجاج موجه منذ نعمومة اظفاري و لم تنعم بيد الاسلام غربا و كنتُ شرقا!!!!!
و لذا بدأت قدمي اليمنى تُسابق الاخرى و يميني تخفي سرا .... ساكونُ مكانك يوما يا قسّاً!!!!
حفظتُ الترانيم و رددت الاقاويل و ذُقتُ طعم خبز المسيح المزعوم!!!
و باركوا عملي و برّكوني و باركتُ غيري و هذا يعلم معناه كل نصرانيٌ ....
و بتّ على انغام انجيل لوقا و مرقس و يوحنا و بطرس ... فركعت منحنيا لمن لبس الطيلسان!!!
فان رأيتُ بام عيني فلم تر غيرهم و ان زوارت شخصا فلم ازور غير بيتهم و انا بين هم و هم جاء مناد من السماء ستكون شيخا لا قسّسيسا!!! نداء لم اسمعه و لكن ادركته عندما تعلمت تعاليم الاسلام ....
و بدأت اصلي صلاة رباعية و ثنائية بركوع و سجود ... بدأ ذلك يظهر نوره على اطراف البنان و يخفض لذكره موضع الحنان ....
فكان النور لغيري ظلمة فمن رآني ادرك شيئا ما ... و لذا بدأت معيار السنّور تتبدل الى اسد مفترس او نسر ذو مخلب جارح ....
نعم انه سنّور قساوسهم ... انه اسد حقيقتهم .... انه نسر بطبائعهم ....
ومن اصدق من الله قولا و حديثا فقال (و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم ... )
و لا اريد ان اطيل حتى لا استوحش الحديث مع مارية ....
فتدرجت وو عظت و خطبت و دوّنت و لوّنتُ و بتُ اُعرفُ بالشيخ .... و انقلب الخيال الى حقيقة ,بفضل الواحد الاحد الديّان ....
و مرت الايام و السنون و لم اذق طعم الفرح بذروته الاّ في عدة مواطن و هذه احدها ....
و الاخرى عندما رأيت والدي_حفظه الله_ مصليا داعيا عندما احكم اليأس امامي و من خلفي ......
و اصبح من كان يصدّ عن السبيل يمهده و يعبّده ... يا للنعمة و اين شكرها؟؟؟؟ غفرانك ربي غفرانك ...
و الاخرى عندما انتهيت من الخدمة العسكريّة ... حيث المعناة هناك مدونة معلومة لديكم ....
و قبلها عندما اتتمت حفظ كتاب الله في الثامنة العشر ربيعا و خريفا .... ربيعا باسلامي و خريفا بملازمتي قساوسة اهل الكتاب ....
¥