تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[المؤامرات التي تعرضت لها العربية - جمع وترتيب -]

ـ[أبو يحيى زكرياء]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 08:17 م]ـ

لقد بلغ الأمر بزمرة من أبناء جلدتنا ألا يروا سبباً لهزيمة العرب إلا لغتهم الفصحى و نظروا إلى تخلف العرب العلمي في عصر الذرة فأعلنوا أنه لا سبب لهذا غير تمسك العرب بلغتهم في مراحل التعليم عامة والتعليم العالي منها خاصة.

و آخرون لم يجدوا داء عند العرب أخطر من بقاء الحروف العربية في أيدي أصحابها, فدعوا إلى نبذها وإحلال الحروف اللاتينية محلها.

ودعا الباقون من المفتونين إلى اللهجات المحلية وتشجيع دراسة تلك اللهجات باسم البحث العلمي في علم اللغة وفقهها, كما دعوا إلى العامية ودراستها. وهكذا تنوعت الدعوات و المؤامرات التي حيكت ضد العربية و ههي ذي نحملها كالتالي مع رد شاف على بعض منها:

1 - استبدال العامية بالفصحى و إصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية

2 - تطوير الفصحى حتى تقترب العامية

الرد: كيف يقارن بين لغة أدبية فصيحة غنية بألفاظها، و مترادفاتها، و تراكيبها، و بين لغة عامّية عرجاء ليس فيها من الألفاظ و التراكيب إلا ما يفي بالحاجة الضرورية الملحّة، و لهذا كان أكثر من ناصر هذه الدعوة المستشرقون، و أذنابهم.و هذا الرأي يغفل عن أمور:

- وجوب الإبقاء على الصلة بين الخلف و السلف، والانتفاع بتراثهم

- و أنّ اللغة هي من أهم الروابط التي تربط بين الشعوب العربية و الإسلامية.

- و أنّ اللهجات العربية غير ثابتة في نفسها، بل أنّ هناك لهجات متعددة في البلد الواحد، فعلى أيِّ عامّية نصطلح

و لقد بلغ من استماتة الفرنسيين في القضاء على اللغة العربية بعد أن عجزوا عن ذلك بفرنسيتهم أنهم اخترعوا قواعد للغة البربرية الأمازيغية، وأقنعوا كثيرا من المغاربة أن أصولهم بربرية، وأن عليهم أن ينبذوا العرب وما جاءهم به نبي العرب عليه الصلاة والسلام، وأن يحيوا ثقافتهم ولغتهم، ويعتزوا بأصلهم بدل انتمائهم لأمة العرب

وقد تطوع الفرنسيون لوضع أبجدية لها كيما يمكن كتابتها.

وما علم أولئك الجاهلون المخبولون المرذول من الداعين إلى اللهجات من بني جلدتنا أن أجدادهم البربر رحمهم الله تعالى هم من فتحوا الأندلس، وهم من علَّموا أهلها العربية، ودعوهم إلى الإسلام بقيادة طارق بن زياد الأمازيغي رحمه الله تعالى بعد أن عبر من بلاد المغرب إلى بلاد الأندلس عبر مضيق سمي باسمه إلى يومنا هذا.

وأول ما يتعلم الطلاب العربية فإنهم يعتمدون متن الآجرومية في مبادئ العربية، ويدينون بالفضل العظيم لمؤلفه، ويترحمون عليه عند قراءة جزء من متنه، وهو مغربي أمازيغي برع في النحو، فكتب فيه هذا المتن المختصر المفيد فكان مرجعا لطلاب العربية في طول العالم الإسلامي وعرضه، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

وكثير ممن كتبوا في النحو والبلاغة وعلوم العربية لم تكن أصولهم عربية، ولكن الله تعالى منَّ عليهم بالإسلام، وفتح لهم أبواب اللغة ومغاليقها، فبرعوا فيها كما لو كانت أصولهم عربية، فاستقرءوا كلام العرب وشعرهم، واستخرجوا منه قواعد اللغة وقانونها، فجمعهم الإسلام من شتى الأجناس والأعراق، فاتحدت عصبيتهم لله تعالى ولدين الإسلام، وانحازوا عن لغاتهم الأعجمية إلى لغة القرآن، فتعلموها ديانة لله تعالى، واستعذبوها تدبرا لكتابه سبحانه فرزقهم الله تعالى فهمها وتقعيدها.

ثم نبتت من أبنائهم نبتة عاقة سيئة تنادي بالرجوع إلى عصبياتهم الجاهلية، وتطالب بنبذ اللغة العربية، لغة القرآن الذي آمنوا به، وأكرم الله تعالى به أجدادهم فنقلهم به من الرق والعبودية إلى العلم والقيادة والسيادة.

- بل و قد عمد الغرب إلى إحياء نعرات قومية بين المسلمين في:

- الهند نادوا بإحياء السنسكرونية بين مسلمي الهند

- و في المغرب العربي الامازيغية

- وفي تركيا القومية الطورانية

- و في مصر الفرعونية و القبطية

- وفي العراق الكردية

- و في الشام الفينيقية

3 - الدعوة الى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية

وإنك لترى اليوم -مع الأسف-أن الكلمة الأجنبية أسبق إلى لسان الواحد منا من الكلمة العربية، وإذا أراد أن يتراجع، وقف فترة يفكر ويبحث عن الكلمة العربية المرادفة، ويعصر ذهنه، لأن مفردات الثروة اللغوية ضعيفة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير