[من كلام الأعراب]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 10:51 م]ـ
من كلام الأعراب في ضروب مختلفة
قال الجاحظ: ليس في الأرض كلامٌ هو أمْتَع، ولا أنْفَع، ولا آنقُ، ولا ألذّ في الأسماع، ولا أشد اتّصالاً بالعقول السليمة، ولا أفْتَق لِلسان، ولا أجود تقويماً للبيان، من طُولِ استماع حديث الأعراب العقلاءِ الفصحاءَ.
قال ابنُ المقفع، وقد جرى ذِكْرُ الشعرِ وفضيلته: أي حكمة تكون أبلغ، أو أحسن، أو أغرب، أو أعجب، من غلام بدوي لم ير رِيفاً، ولم يشبع من طعام؛ يستوحشُ من الكلام، ويَفْزَع من البشر، ويَأوِي إلى القَفْرِ واليرابيع والظَباء، وقد خالط الغِيلاَن، وأنسَ بالجانِ؛ فإذا قال الشعر وصف ما لم يَرَه، ولم يغذ به، ولم يعرفه، ثم يذكر محاسن الأخلاق ومساويها، ويمدح ويهجو، ويذمّ ويعاتب، ويشبب ويقول ما يُكتب عنه، ويروى له، ويبقى عليه.
وقال بعض الأعراب:
وإني لأهدَى بالأوانس كالدُمى = وإني بأطراف القَنَا للَعوبُ
وإني على ما كان من عُنْجُهيتي = ولُوثَة أعرابيتي لأدِيبُ
كأن الأدب غريب من الأعراب، فافتخر بما عنده منه.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 10:53 م]ـ
وصف أعرابي رجلاً فقال: هو أطهرُ من الماء، وأرق طباعاً من الهواء، وأمضى من السيل، وأهدى من النجم.
ووصف أعرابيّ رجلاً فقال: ذاك والله من ينفع سِلمه، ويتَواصَفُ حِلمه، ولا يُسْتَمرَأ ظُلْمه.
وقال أعرابي: جلستُ إلى قوم من أهل بغداد فما رأيتُ أرجَح من أحلامهم، ولا أطيًشَ من أقلامهم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 10:56 م]ـ
وقال الأصمعي: وسمعت أعرابياً يقول: إن الآمال قَطَعتْ أعناقَ الرجال، كالسراب غَرَ مَنْ رآه، وأخلف من رَجاه، ومَنْ كان الليلُ والنهار مَطِيته أسرعا السير والبلوغ به:
والمرءُ يفرح بالأيام يقطَعُها =وكلُّ يوم مضى يُدْني من الأجَل
ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[08 - 09 - 2007, 11:53 م]ـ
حقا أقوال وحكم رائعة و ممتعة , أعجبتني حقا
بارك الله فيك أخي الكريم محمد سعد , أستاذ فعلا
ـ[ليلى الاخيلية]ــــــــ[09 - 09 - 2007, 02:15 ص]ـ
الحديث عن الأعراب وكلامهم ممتع وشائق ..
بوركت أستاذ محمد على موضوعك الجميل ..